الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلصانة بخيانة...


وصلت جثامينهم لذويهم ليواروها الثرى وليترحموا على أرواحهم الطاهرة وليتنسموا شذا عطرهم الفواح الذى صاحبهم من رحلة العودة بلا رجوع الى هذه الدنيا..لم تكن ارواح شهداء الواحات تعلم ان يد الخسة ستغتال أنفس طاهرة بدم بارد ، كما انها لم تكن تفكر ولو لوهلة أن السم جاءها بيد ظنت انها منها، فقد نصبت لهم خفافيش الظلام كمين الخيانة وقتلوهم فى وضح النهار وبلا ادنى درجة من درجات الرحمة والانسانية.

ولأن حراس الوطن يسارعون من اجل حمايته فقد كان تحركهم فوريا وكل ما يسعون لاجله هو حماية بلدهم من المارقين وتأمينها من الغادرين ، وايضا كان كل همهم نشر بذور الامن والامان لكل المصريين واجتثاث العناصر الارهابية فى مهدها وانتزاع جذورها من اصولها ..

أرواحهم فى السماء تبتسم لمغادرة دنيانا التى استحلت فيها شرذمة مأجورة قتل انفس طاهرة باتت تحرسنا وتذود عنا الشرور وتمنع عنا لسعات افاعى الفجر والظلم ، أرواحهم الغالية قدموها غير نادمين من اجل رفعة وطن وأمن شعب ، وبينما كل شريف ينعى ابناء بلده الشهداء الذين قدموا ارواحهم من اجل امن مصر وامانها كان هناك اهل الخسة والعار يشربون كأس الخيانة فرحين بآثامهم مصورين صنيعهم بأنه نصر وانتصار ووسطهم كبيرهم معلمهم الفُجر والعصيان يبشرهم بأنهم من الاخيار وبأن عملهم يسجلهم وسط الابطال وايضا يحدثهم عن جنة وحور عين فى الانتظار لمن يواصل معهم عمليات قتل من اسماهم بالكفرة التجار .

ووسط كل ما يحدث فى عالم الشهداء والشرفاء وما يقابله من حديث اعداء الشرف تجار الدين والمرتزقة وعبدة المال والشهرة والاشتهار يطل علينا اعلام يؤجج النار ويمسح دموع زيف وخزى باقتدار ويتفوه بكلمات تكسوها آيات حزن وتبطنها الف علامة استنكار وتحذوها معان كتبها شياطين الاعلام الفجار ولسان حال محدثيها يصب الزيت على النار.

وبعيدا عن كل هذا وذاك هناك ادارة ينتظر منها الكل قرار ينهى تخبط سنوات اعطت فيهم حرية لمن لم يقدر حسن التحدث والاختيار وتركت فيها مساحة يتمخطر فيها كل اللاعبين بالنار ويحصد ثمارها الفاسدة ابناء هذا الشعب المحتار .

ويظهر فى المشهد ايضا اسر الضحايا والمصابين وهم يرفعون اياديهم الى السماء طالبين من العلى القهار ان ينتقم من الظالمين ويسدل الستار وينهى نزيف دم مزيد من الابرار ويحمى مصر ممن يخونون ثراها الطاهر البر البار وايضا ينتظرون ممن بيده القرار ان يسارع الزمن فى تخليصهم من بقايا الخونة التجار ويختتمون دعاءهم بحفظ مصرهم من كل خائن خسيس غادر غدار.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط