أكد مشايخ دار الإفتاء المصرية أن الصلاة، باعتبارها الركن الأعظم في الإسلام، تمثل الصلة المباشرة بين الإنسان وربه، وأن الالتزام بها يعكس إيمان الفرد واستقامته.
وتناولت الفتاوى الصادرة عن الدار كيفية التعامل مع حالات التقصير في الصلاة، سواء كان الأمر متعلقًا بخاطب، زوج، أو زوجة لا تصلي، مشددة على أهمية استخدام الحكمة والموعظة الحسنة في الإصلاح بدلاً من اللجوء إلى القرارات الجذرية.
هل أقبل بشخص مقصر في الصلاة؟
في إجابته عن سؤال: "تقدم لي شخص مقصر في الصلاة، هل أقبله زوجًا؟"،
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هذا الأمر لا يستدعي رفض الخاطب.
وشدد على أن التعامل مع هذه الحالة يتطلب تشجيع الشخص على الصلاة بدلاً من رفضه، مستشهدًا بالآية الكريمة: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا).
وأشار الشيخ إلى أن رفض كل شخص مقصر في الصلاة قد يؤدي إلى تأخر زواج الكثير من الفتيات، لذا يجب محاولة الإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة، مع التأكيد على أن الالتزام بالصلاة قد يأتي لاحقًا نتيجة للدعم الإيجابي من الطرف الآخر.
ماذا لو كانت الزوجة لا تصلي؟
من جانبه، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن ترك الصلاة من أعظم الكبائر، مشيرًا إلى الحديث النبوي الشريف: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة".
وأكد الشيخ ممدوح أن الزوج الذي يواجه هذا الموقف عليه أن يدعو لزوجته بالهداية والصلاح بدلاً من التسرع في اتخاذ قرارات حادة.
وأضاف أن الزوجة التي لا تصلي يجب نصحها بالحكمة والتضرع بالدعاء لها، مع التأكيد على أن الصلاة هي العمود الأساسي للدين، ومن تركها فقد تعرّض نفسه لعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.
حكم العيش مع زوج لا يصلي ويتلفظ بألفاظ مسيئة
ورد سؤال آخر إلى دار الإفتاء حول امرأة تعيش مع زوج لا يصلي ولا يصوم ويتلفظ بألفاظ غير لائقة.
أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين لجنة الفتوى، أن مثل هذه التصرفات لا تجعل الطلاق واجبًا في حد ذاته، إلا إذا صاحبها سوء عشرة ومعاملة قاسية.
وأوضح أن الامتناع عن الصلاة والصوم معصية، لكنها لا تلزم الزوجة بطلب الطلاق طالما أن هناك جوانب إيجابية أخرى في شخصية الزوج، مثل الإنفاق والاهتمام بالأسرة. وأشار إلى أن الزوجة عليها أن تصبر وتستمر في نصح الزوج بالحسنى، والدعاء له بالصلاح والهداية.
كيف أتعامل مع زوج لا يصلي؟
في بث مباشر على صفحة دار الإفتاء، نصح الشيخ عبدالله العجمي الزوجات اللواتي يعانين من تقصير أزواجهن في الصلاة بالتركيز على استخدام الحكمة واللين.
وأكد أن الدعاء من أعظم الوسائل لتحفيز الزوج على الالتزام بالصلاة، مشيرًا إلى أن الصبر والعمل على تشجيعه بلطف قد يثمر في النهاية.
الدعاء مفتاح الهداية
أجمعت دار الإفتاء في مختلف فتاواها على أن الدعاء هو وسيلة المسلم في جميع أحواله، وأنه ليس مجرد كلمات بل حالة من التضرع والخشوع بين العبد وربه. ونبه