شهدت السواحل السورية تصعيدًا عسكريًا جديدًا، حيث تعرضت مدينة جبلة الساحلية في ريف اللاذقية لهجمات جوية بواسطة طائرات مسيرة مجهولة، مما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة هزت المنطقة.
ويأتي هذا التطور الخطير في سياق توتر متزايد في المنطقة، حيث تتصاعد الهجمات الجوية التي تستهدف مواقع استراتيجية، ووفقًا للمصادر المحلية والدولية، تصدت الدفاعات الجوية السورية لهذه الهجمات، فيما تسود حالة من القلق جراء تصاعد التوترات على السواحل السورية.
40 دقيقة تحت القصف والانفجارات
وقعت انفجارات ضخمة قرب مدينة جبلة الساحلية في سوريا نتيجة لهجمات نفذتها طائرات مسيرة مجهولة، وأفادت التقارير أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للهجمات.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطائرات المسيرة استهدفت مستودعاً للذخيرة قرب مدينة جبلة في ريف اللاذقية، على مقربة من قاعدة "حميميم" الجوية الروسية، مما أدى إلى تدمير المستودع وحدوث انفجارات ضخمة سمعت في مناطق بعيدة. ورجح المرصد أن الطائرات قد تكون إسرائيلية، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية السورية استمرت في التصدي للهجمات لأكثر من 40 دقيقة.
من جهتها، أكدت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لأهداف معادية قبالة سواحل جبلة، موضحة أن أحد الصواريخ سقط على أطراف المدينة وتسبب في اندلاع حريق. وأضافت الوكالة أن الدفاعات الجوية تعاملت مع الهجمات لأكثر من نصف ساعة، حيث يُرجح أن الطائرات المسيرة حاولت استهداف مواقع على أطراف جبلة.
وشُوهدت الانفجارات وسمعت أصواتها في اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري، وسط تصدي الدفاعات الجوية للهجمات.
أفادت وسائل الإعلام السورية بسماع دوي انفجارات في الجزء الغربي من محافظة ريف دمشق، بالقرب من الحدود مع لبنان. وأشارت وكالة الأنباء السورية "سانا" إلى أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لـ"أهداف معادية"، وهو تعبير عادةً ما يُستخدم للإشارة إلى الضربات الإسرائيلية بالقرب من دمشق.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق يعفور والديماس في ريف دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع تابعة لفصائل موالية لإيران في شرق سوريا، مشيرًا إلى أن الطائرات الإسرائيلية المسيّرة لا تفارق الحدود اللبنانية السورية.
تصعيد غير مسبوق
وفي ظل التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، تزايدت حدة التوترات الإقليمية بشكل غير مسبوق، حيث شهدت الأيام الماضية موجة من القصف الصاروخي الإيراني تجاه إسرائيل، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة النطاق، وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة من حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ومن جانبه، قال أستاذ القانون والنظم السياسية، الدكتور جهاد أبولحية، إن موجة القصف الإيراني على إسرائيل تعد سابقة لم تحدث من قبل، سواء من حيث عدد الصواريخ أو نوعيتها المتطورة.
وأضاف أبو لحية في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية فشلت في اعتراض الجزء الأكبر من هذه الصواريخ، ما سمح لها بالوصول إلى مواقع مختلفة داخل إسرائيل، بما في ذلك مناطق عسكرية، حسب ما أظهرته بعض الفيديوهات التي تم تداولها قبل فرض الحظر على تصوير مواقع الإصابة داخل إسرائيل.
وأشار أبولحية إلى أن السبب وراء تسارع الرد الإيراني قد يكون مرتبطًا بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أشار فيها إلى إمكانية تغيير النظام في طهران، وهو ما اعتبره المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، تهديدًا مباشرًا. ونتيجة لذلك، وجه خامنئي برد عسكري قوي، في رسالة واضحة بأن تجاوزات إسرائيل لن تمر دون رد حاسم.
ويرى أبولحية أن هذه الموجة من الصواريخ الإيرانية ستمنح حزب الله في لبنان قوة دفع كبيرة، خصوصًا بعد سلسلة من الضربات التي تعرض لها الحزب مؤخرًا، كان أبرزها اغتيال حسن نصرالله، مضيفًا أن هذه العملية ستساعد الحزب على إعادة ترتيب أوراقه وتعيين قيادات جديدة لإدارة المعركة وفق الخطط العسكرية المعدة مسبقًا.