عقد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، جلستين من قبل ضمن مبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام"، والتي ناقشت النشاط الإعلانيوالبرامج الرياضية والبرامج الحوارية، بحضور عدد من أعضاء المجلس والمتخصصين في مجال الإعلام وأساتذة الجامعات وقيادات العمل الإعلامي في مصر.
وناقش الحضور في الاجتماع عددًا من القضايا التي تتعلق بالبرامج الحوارية، والإعلام الرياضي، والأنشطة الإعلانية، والتحديات التكنولوجية في مجال العمل الإعلام، وخصوصًا ما يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تعزيز التعاون بين كليات الإعلام ووسائل الإعلام المختلفة.
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
من جانبه، قال طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إن المبادرة تأتي في وقتها المناسب وتعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو تحسين جودة الإعلانات المصرية عبر وسائل الإعلام المختلفة، من خلال الالتزام بالمهنية، وهذا يتجلى في التطور الذي يشهده شكل البرامج والمحتوى المقدم، من خلال إعادة هيكلة الفقرات وتناول المواضيع بأسلوب تحريري دقيق، بالإضافة إلى تنوع الخريطة البرامجية التي تشمل برامج للطفل والمرأة والبرامج الاجتماعية، بما يسهم في خدمة المواطن المصري وتوصيل رسالة هادفة ومهنية.
وأضاف سعدة، في تصريحات لـ صدى البلد، أن هذه المبادرة تساعد في زيادة الوعي لدى المواطن المصري، كما تلبي احتياجات كافة الفئات، من الأطفال والنساء إلى الرجال، كما تسهم في تقديم محتوى مصري متنوع يغطي مختلف الجوانب والأخبار.
وأوضح أنه كلما كانت مدة البرنامج أقصر، زادت جاذبيته، ويعتمد ذلك على مهارات الإعلامي ومقدم البرنامج. على سبيل المثال، أصبحت مدة البرامج لا تتجاوز ساعة ونصف، وتحتوي البرامج عادةً على ثلاث إلى خمس فقرات، حسب السياسة التحريرية، وهذا التنوع يعزز من جاذبية البرامج ويزيد من اهتمام المشاهدين، التركيز على المصداقية ونقل الأخبار من مصادرها الرسمية يعزز من ثقة الجمهور في الرسالة الإعلامية.
وأكد أنه من المهم أن يلتزم مقدمو البرامج بالحياد، فلا ينبغي لهم إبداء آرائهم، بل يقتصر دورهم على طرح الموضوع للنقاش، ويجب أن تكون أطراف النقاش ممثلة لفئات المجتمع المختلفة، وهذا ما رأيناه في برنامج "كلام في السياسة" في الحلقات الأخيرة، عندما ناقش الزميل أحمد الطاهري قانون الإجراءات الجنائية والحبس الاحتياطي، حيث استضاف ممثلين عن النقابات ورجال القانون، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من المجتمع المصري، مما أتاح مناقشة القانون بشكل شفاف يهم المواطن.
تابع: دور مقدم البرنامج هو طرح الأسئلة دون توجيه النقاش في اتجاه معين، كما ينبغي أن يتيح للضيوف حرية التعبير، وهذه الأمور ضرورية لتحقيق المهنية في تناول الموضوعات الإعلامية.
وأشار إلى أن التنظيم الذاتي للإعلامي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية أولاً، الضمير الإعلامي الذي يشبه الإلزام الأخلاقي، وهو ما كان يُعرف قديماً بالإلزام الخلقي، ويجب على الإعلامي أن يراقب نفسه ويكون لديه حس داخلي بالمسؤولية تجاه ما يقدمه والاستعداد الجيد قبل العمل، والتثقيف المستمر، ومراعاة جوانب الأمن القومي والمصلحة العامة للمواطنين، والمصداقية في نقل الرسالة الإعلامية تعتمد أيضاً على توفير الدولة للمعلومات الموثوقة من مصادرها الرسمية.
واستكمل: هي منظومة متكاملة يجب أن يشارك فيها الجميع، وفقًا للمبادئ الأخلاقية والمسؤولية المهنية والمجتمعية لدي مسؤولية تجاه مهنتي وأيضًا تجاه المجتمع الذي أعيش فيه، إذا تمت مراعاة هذه المبادئ من خلال الضمير المهني، فستتحقق الالتزامات كما تسعى لتحقيقه هذه المبادرة، أما فكرة "الإلزام الحكومي" فلا وجود لها؛ الالتزام المهني يتم من خلال وضع قوانين، مواثيق شرف، ومعايير سلوك مهنية، تُنشر في الجريدة الرسمية وتُطبَّق لضمان المهنية العالية.
في هذا السياق، أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، أهمية عقد مثل تلك اللقاءات لمناقشة التحديات التي تواجه صناعة الإعلام في مصر، مضيفًا أن الإعلام المصري حقق نجاحات مشهود لها خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف أن هناك رواجًا كبيرًا في الإعلام المصري خصوصًا مع زيادة عدد القنوات الفضائية ذات التأثير خلال الفترة الماضية، وكذلك الدماء الشابة التي تم ضخها في القنوات، مشيرًا إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه وسائل الإعلام ومنها وسائل الإعلام الحديثة أو السوشيال ميديا وكذلك الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم والذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى ضرورة إيجاد سبل للتعاون بين كليات الإعلام ووسائل الإعلام، مضيفًا أن هناك إشكالية في غاية الأهمية، تكمن في ظهور بعض الشخصيات على الهواء بزعم أنهم متخصصين في القطاعات المختلفة المهمة كالطبية أو القانونية دون التأكد من هويتهم، مما يؤدي إلى نشر أراء غير علمية تسهم في تضليل المشاهد، متسائلًا:" لماذا تسمح القنوات باستضافة هؤلاء الشخصيات دون التأكد من هويتهم ومؤهلهم العلمي للحديث في القضايا الشائكة وإبداء آرائهم التي تؤثر في الرأي العام".
وقال جبر إننا على استعداد لإصدار كود لضبط ظهور غير المتخصصين في الشئون الطبية والدينية والقانونية، وملاحقة كل من يخالف ذلك، من أجل ضبط المشهد الإعلامي، لكن لا بد من توافق أصحاب القنوات على هذه المبادئ والعمل سويًا على تنفيذها، مشيرًا إلى أن هناك كيانات وطنية مهمة تتولى مهمة كبرى وهي تدريب الإعلاميين وتأتي في مقدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والأكاديمية الوطنية للتدريب.
التنظيم الذاتي للإعلام
نستعرض خلال السطور القادمة أهم التوصيات الصادرة عن مبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام".
1- عدم تحويل مذيعي التوك شو البرامج لبث أفكارهم الخاصة.
2- ضبط وقت برامج التوك شو بما لا يزيد عن ساعة ونصف الساعة شاملة الإعلانات.
3- مساعدة وسائل الإعلام الخاصة على أداء مهمتها بما يساعد في تعزيز رسالة الإعلام الوطني.
4- ضرورة وجود ضوابط وجزاءات قانونية على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يسيء للرموز.
5- ضرورة تفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد الإعلامية.
6- قيام كل مؤسسة إعلامية بمحاسبة مقدمي البرامج في حالة وقوع أي خطأ.
7- تدريب وتأهيل العاملين بالبرامج الرياضية من مقدمين وإعداد من خلال دورات تدريبية بالتعاون مع كليات الإعلام.
8- وضع القنوات "استايل بوك" لتنظيم أداء المذيعين وطريقة العرض وهوية القناة.
9- العمل على وجود جمعيات حماية حق الجمهور في المشاهدة النظيفة.
10- العمل على وجود مسوح ودراسات تحليلية للمشهد الإعلامي واستقاء الآراء حول ما يقدم في الإعلام وما يهم الجمهور.
11- توفير الإمكانيات التكنولوجية ودمجها في وسائل الإعلام.
12- تشكيل لجان لإعداد ملفات ورصد دقيق حول مشاكل الإعلام.
13- التعاون بين وسائل الإعلام والمصادر وأجهزة الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة.
14- سرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات.
15- تقليل عدد المقبولين في كليات الإعلام.
16- وجود شراكة بين المؤسسات العامة وكليات ومعاهد الإعلام للتدريب الميداني للعاملين في المجال الإعلامي.
17- ضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية والقنوات المتخصصة والإقليمية.