مبادرة مهمة أطلقها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بهدف مناقشة النشاط الإعلاني والبرامج الرياضية والبرامج الحوارية تحت اسم مبادرة التنظيم الذاتي للإعلام، حيث تم عقد الجلسة الثانية برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر بحضور الكاتب الصحفي صالح الصالحي وكيل المجلس والمستشار ياسر المعبدي أمين عام المجلس والخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبد العزيز وعدد من أعضاء المجلس والمتخصصين في مجال الإعلام وأساتذة الجامعات وقيادات العمل الإعلامي في مصر.
وتعليقا عن هذه المبادرة، أكد د. سامي الشريف أستاذ الإعلام، أن المبادرة جاءت في البداية من المجلس الإعلى للإعلام في إطار محاولاته لضبط المشهد الإعلامي، حيث دعا لمبادرة بعنوان التنظيم الذاتي لواقع الإعلام من خلال استضافة مجموعة من الخبراء والإعلاميين وأساتذة الإعلام وبعض أصحاب القنوات للتباحث في عدد من القضايا التي شهدت تدهور في الأونة الأخيرة وخاصة برامج التوك شو والبرامج الرياضية والإعلانات للاستفادة من رؤية ومقترحات الخبراء لضبط هذه الأمور، قائلا: إنها بالطبع مبادرة مشكروة من المجلس الأعلي للإعلام لإنه على يقين إنه لا يعمل وحده في المجتمع ولكنه حريص على مشاركة الخبراء والمتخصصين الذين قد ينيرون الطريق له أو يقدمون مقترحات غير موجودة وبالفعل تم عقد جلستين على وعد بإقامة أكثر من جلسة للتباحث.
وأضاف د. سامي الشريف أستاذ الإعلام - في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” - أن الهدف من هذه الجلسات هو ضبط المشهد الإعلامي لأن الجميع وخاصة الجمهور العام بدأ ينصرف عن قنواتنا التلفزيونية ووسائل إعلامنا لوسائل أخري كي يستقي الأخبار والمعلومات منها ليحدث ما يشبه التراجع في جماهيرية الإعلام المصري لصالح إعلام موجه أو عربي أو مواقع التواصل الاجتماعي وهذا وضح في برامج التوك شو والبرامج الرياضية بجانب ما يحدث في الأعمال الدرامية من ناحية الإعلانات، مؤكدا أن ما حدث تعتبر عيوب واضحة جدا للمتابع للمشهد الإعلامي وأصبح من السهل أن يضع يديه على الخلل الموجود في المشهد الإعلامي، وهو ما استدعى لضرورة تصحيح وتصويب وضبط لهذا المشهد وإلا ستفقد وسائل الإعلام المصرية جماهيرها وثقتهم تماما.
وأوضح أستاذ الإعلام، إنه قدم مقترحات وعد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بوضعها في صورة قوانين يخاطب بها وسائل الإعلام المصرية لمحاولة تنظيم المشهد، فمثلا برامج التوك شو أصبحت تصل مدتها إلى ساعتين ونصف الساعة أو ثلاث ساعات تتناول كل المجالات من دين وسياسة ورياضة وطبخ، في حين أن مهمة برامج التوك شو هي عرض قضية واستضافة مجموعة من الخبراء لتناولها ثم النزول إلى الشارع لاستطلاع رأي الجمهور مع ضرورة استخدام الآليات الحديثة في الدفاع عن وجهة النظر ووجهة النظر الأخري لأن الأصل في مذيع التوك شو إنه محايد، لذا لابد من ضبط هذا المشهد وسط مطالبات بتحديد وقت أقصى لهذه البرامج يصل إلى ساعة ونصف - وإن كانت هذه المدة كثيرة أيضا - لكنه يمكن قبولها، وأن يكون هناك تنوع في طريقة العرض من خلال استخدام آليات حديثة لكسر حدة الحوار، كما لابد من وجود هامش من الحرية للإعلام لعرض الرأي والرأي الأخر كي يختار الجمهور ما يناسبه، أما بالنسبة للإعلانات فلا يوجد برنامج أو عملي درامي في أي مكان يتم قطعه من أجل عرض إعلان في توقيتات مختلفة لذا لابد من ضوابط لذلك، كما إنه من غير المقبول أن نشهد ما يشبه الاحتكار الإعلاميلنجد المذيع يقدم برنامجا تلفزيونيا وأخر إذاعيا كما يكتب مقالا وهو أمر لا يوجد في أي مكان.
وكان أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن القيادات الإعلامية اتفقوا على توصيات أهمها ضرورة ضبط مدد الإعلانات مقابل المواد الدرامية والبرامج، وأن تحصل الإعلانات على تصريح من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قبل عرضها، كذلك ضرورة ضبط وقت البرامج الحوارية بما لا يزيد عن ساعة ونصف، والحد من الآراء الذاتية لمقدمي البرامج.
وأوصى الحضور بضرورة أن تفتح القنوات الرياضية مساحات لجميع الرياضات والأندية المختلفة وألا تكون كرة القدم وحدها هي الطاغية على وقت البرامج، وكذلك ضرورة تأهيل مقدمي البرامج الرياضية خاصة وأن عدد كبير منهم ليسوا بإعلاميين.
وجاءت التوصيات على النحو التالي:
-مساعدة وسائل الإعلام الخاصة على أداء مهمتها بما يساعد في تعزيز رسالة الإعلام الوطني.
-ضرورة وجود ضوابط وجزاءات قانونية على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يسيء للرموز.
-ضرورة تفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد الإعلامية.
-قيام كل مؤسسة إعلامية بمحاسبة مقدمي البرامج في حالة وقوع أي خطأ.
-تدريب وتأهيل العاملين بالبرامج الرياضية من مقدمين وإعداد من خلال دورات تدريبية بالتعاون مع كليات الإعلام.
-عدم تحويل مذيعي "التوك شو" البرامج لبث أفكارهم الخاصة.
-قيام القنوات بوضع "استايل بوك" لتنظيم أداء المذيعين وطريقة العرض وهوية القناة.
-العمل على وجود جمعيات حماية حق الجمهور في المشاهدة النظيفة.
-العمل على وجود مسوح ودراسات تحليلية للمشهد الإعلامي واستقاء الآراء حول ما يقدم في الإعلام وما يهم الجمهور.
-توفير الإمكانيات التكنولوجية ودمجها في وسائل الإعلام.
-تشكيل لجان لإعداد ملفات ورصد دقيق حول مشاكل الإعلام.
-التعاون بين وسائل الإعلام والمصادر وأجهزة الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة.
-سرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات.
-ضبط وقت برامج "التوك شو" بما لا يزيد عن ساعة ونصف شاملة الإعلانات.
-تقليل عدد المقبولين في كليات الإعلام.
-وجود شراكة بين المؤسسات العامة وكليات ومعاهد الإعلام للتدريب الميداني للعاملين في المجال الإعلامي.
-ضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية والقنوات المتخصصة والإقليمية.