يكثر البحث عن الكرامات وأولياء الله الصالحين وهل هناك حقيقة لحدوث خوارق عادات في أزمان وعلى يد أشخاص ليسوا من النبوة والرسالة بمكان، ومن هو ولي الله الخفي؟، وذلك بعدما تصدر الشيخ صلاح الدين التجاني مؤشر البحث جوجل خلال اليومين الماضيين، أحد شيوخ الطريقة التيجانية، وبأنه من الصوفيين الذين يشهد لهم بالكرامات وله مريدين من العامة والمشاهير، ومدعيًا أيضًا أنه ما يتم الاستعانة به من جانب دار الإفتاء المصرية لإعطاء الفتاوى،فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات، خاصةً وأن الشيخ يتمتع بشعبية واسعة بين مريديه وأتباعه.
وأصبح الكثير يبحث عن هل يمكن أن يكون ولي الله مختفيا حولنا أحد الأولياء الصالحين دون أن نعلم؟، وهل هناك صحة لما يسمى بكرامات الأولياء وكيف ولمن تظهر ؟.
معنى الكرامة
الكرامة هي يعني خرق للعادات ولكن غير مقرونة بالتحدي، ولا بدعوة نبوة، وهي دليل جزئي على أن هذا الإنسان صالح، كرمه الله سبحانه وتعالى بخرق العادات.
الفرق بين المعجزة والكرامة ؟
الكرامة هي أمر خارق للعادة يظهره الله سبحانه وتعالى على يد الولي والمعجزة أمر خارق للعادة يظهره الله على يد النبي،
لمن تظهر الكرامات ؟
أجراها الله على يدي بعض الصالحين مِن أوليائه المؤمنين، أتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
كيف تظهر الكرامة ؟
ولكن بشرط ان يكون ملتزمًا بأوامر الله سبحانه وتعالى جملةً وتفصيلًا، فإذا كان غير ملتزم بأوامر الله عزّ وجل, وادّعى أنه أجريت على يديه كرامة فهذه ضلالة وليست بكرامة، وهى عكس المعجزة التى تحتاج خرق للعادات الكونية مرافقة بدعوة نبوة ومقرونة بالتحدي.
وتأتي الكرامات فى بداية الطريق من أجل ان تثبت قلب السائر فى الطريق الى الله، ومهمتها ان يدرك المُريد ان خلف هذا العالم المنظور عالم غير منظور، فالكرامات معترف بها عند أهل السنة حتى قالوا كل كرامة لوالى معجزةً لنبي .
كرامات أولياء الله الصالحين
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإنسان يتشوف إلى أن يرى خوارق العادات، والآيات، سواء أكانت هذه الآيات معجزات، أو كانت هذه الآيات كرامات تَجري على يد الأولياء.
وأضاف «جمعة»، أو كانت هذه الخوارق حتى نوعًا من أنواع الاستدراج أو السحر أو المخارق أو الشعوذة والشعبذة يَمِيل الإنسان ويتعجب ويندهش، بل وينبسط ويُسَر عندما يرى هذا الحال".
وتابع: "كان مشايخنا رحمة االله عليهم عندما نُكلمهم على قضية الكرامات وهل هي ضرورية للشيخ المرشد حتى يطمئن المريد في سلوكه إلى الله سبحانه وتعالى؟ فكانوا يُخبروننا بأن أولياء الله يَستحون من الكرامة استحياء البِكر من دم حيضها، البكر عندما يأتيها الحيض أولًا قد تفاجأ به ولا تعرف ما هذا وتظنه نزيفًا، ولذلك فإنها تستحي لتعَلُّق هذا بما هو عليه إطار من العورات وإطار من الخصوصية وإطار من الخاصة التي تجعل هناك خجلًا".
وأوضح أن الولي إذا جرت على يده كرامة وخارقة من خوارق العادات فإنه يشعر بنفس الشعور من الخجل، وكأن الله سبحانه وتعالى ليس راضيًا عنه، هكذا يشعر، وكأن الله سبحانه وتعالى سوف يَفضح أمره، هكذا يشعر، يفضح أمره أمام الآخرين وهو لا يستحق ذلك، لا يستحق هذه الرتبة التي سيضعها فيه الناس، الناس يضعونه في رتبة هو يشعر بأنه لا يستحقها.
وأشار إلى أن فائدة الكرامة، أنها تثبت هذا العابد السالك للطريق، وكلما ترقى الإنسان في ولايته مع الله سبحانه وتعالى كلما انتفت الكرامة ولم تكن هناك كرامة، لأنه وصل من علم اليقين إلى عين اليقين إلى حق اليقين، إنه لا يحتاج إليها ولا يحتاج إلى تثبيتها، وكثير من الناس يجعل العلاقة بينه وبين شيخه مدى ما يظهر عليه وعلى يديه من كرامات، فكان مشايخنا رحمة الله عليهم يقولون: إذن أنت تريد حاويًا، أو ساحرًا، أو مشعوذًا ولا تريد وليًّا.
ونبه إلى أن الولي هو الذي يُعلمك الأدب مع الله، وليس هو التي تجري على يده خوارق العادات، خوارق العادات هذه من عند الله، إذا أتت تعجبنا وعرفنا أن وراء هذا المنظور عالم غير منظور، وإذا لم تأت لا نطلبها ولا نسعى إليها، ولا نعبد الله سبحانه وتعالى ونحن ننتظر هذه الخوارق، كل ذلك نقص في التوحيد ونقص في الإيمان والإحسان واليقين بالله سبحانه وتعالى، فالكرامة هي خارقة من خوارق العادات يرسلها الله سبحانه وتعالى للتثبيت لمن شاء من عباده، ففي بعض الأحيان يحتاج الإنسان إلى أن تظهر له كرامة على يد شيخه، وفي بعض الأحيان لا يحتاج.
هل أولياء الله الصالحين لهم كرامات؟
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن السيد أحمد البدوي من أولياء الله الصالحين، وهو أكثر الأولياء كرامات، منوها أن الهدف من الكرامة هي تثبيت العابد الذي يعبد الله ويعزم على إخراج الدنيا من قلبه، ويريد الوصول إلى مرحلة اليقين.
وأضاف، أن الكرامة هي علامة وإشارة لتثبيت قلب العابد، وتأتي في بدايات الطريق، قائلا "الكرامة دي بتيجي للعيال مش للرجال" ولذلك هدفها التثبيت فإذا تثبت قلب العابد أصبحت لا فائدة منها بعد ذلك.
وأشار إلى أن القطب لا كرامة له، فهو غير محتاج إليها، لأنه وصل إلى مرحلة اليقين.