الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«نطحن التبن وعلف الحيوانات بدلاً من الدقيق»|أهالي شمال غزة يروون مأساتهم لمواجهة المجاعة

صدى البلد

بينما يدق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن مجاعة وشيكة في غزة، تظهر روايات مروعة عن اليأس من داخل المنطقة المحاصرة..

 تروي أم محمد أبو عواد، وهي أم تبلغ من العمر 35 عامًا وتعيش في شمال غزة، كفاح عائلتها لتأمين لقمة العيش الأساسية وسط الصعوبات المتصاعدة.. حيث لم تتمكن عائلة أم محمد، منذ أسابيع، من العثور على أي طحين للشراء.. وحتى في حالة توافرها، فإن السعر الباهظ البالغ 200 دولار للكيس الواحد يجعلها ترفًا بعيد المنال لعائلة بلا دخل وسط ويلات الحرب.. وفي مواجهة هذه الظروف الصعبة، لجأت أم محمد إلى طحن التبن وعلف الحيوانات بدلاً من الدقيق.. ومع ذلك، فحتى هذه البدائل أصبحت نادرة ومكلفة على نحو متزايد.

وفي نداء مؤثر للمساعدة، شددت أم محمد على المحنة الأليمة التي يعيشها أطفال غزة، الذين يتحملون وطأة أزمة الغذاء.. وتوسلت قائلة: "نريد الغذاء والماء لإبقاء أطفالنا على قيد الحياة"، مسلطة الضوء على الحاجة الملحة للتدخل الفوري لتجنب وقوع كارثة إنسانية.

وينعكس الواقع المرير الذي رسمته رواية أم محمد في التحذيرات الأخيرة الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي، والتي تشير إلى أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة. ويواجه جميع السكان، البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة، مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، حيث يستهلك تسعة من كل عشرة أشخاص أقل من وجبة واحدة في اليوم.

ويؤكد ماثيو هولينجورث، مدير برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية، على الحاجة الملحة للمساعدة المستمرة لمنع المزيد من التدهور في الوضع. ويشدد على الأهمية الحاسمة لضمان سبل العيش اليومي لسكان غزة لدرء المجاعة التي تلوح في الأفق.

ومع ذلك، فإن تقديم المساعدات إلى غزة محفوف بالتحديات، حيث تواجه الوكالات عقبات لوجستية تتفاقم بسبب العمليات العسكرية المستمرة والقصف. وعلى الرغم من هذه العقبات، فإن برنامج الأغذية العالمي. يُبلغ عن الجهود المبذولة لتوفير المساعدات الأساسية لملايين الأشخاص، بما في ذلك حصص الإعاشة لمدة 10 أيام ودقيق القمح والوجبات الساخنة.

ومع ذلك، ففي شمال غزة، حيث الاحتياجات الأكثر حدة، لا يزال ما يقرب من 300 ألف شخص "معزولين بالكامل تقريباً عن المساعدة"، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

وبينما تتأرجح غزة على شفا المجاعة، فإن التحرك الدولي العاجل أمر ضروري لمعالجة النقص المتصاعد في الغذاء ومنع وقوع كارثة إنسانية ذات أبعاد كارثية. إن المحنة التي تعيشها عائلة أم محمد أبو عواد هي بمثابة تذكير مؤثر بالعواقب الوخيمة للتقاعس عن العمل في مواجهة هذه المحنة.


-