شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين، ضمن نشاط قاعة فكر وإبداع، إقامة ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "مخاض الحكي" للدكتور السيد نجم، والتي يناقشها الناقد الدكتور حسين حمودة، والناقد الدكتور عايدي علي جمعة، و أدارها أحمد الباسوسي.
في البداية قال الدكتور السيد نجم إنه بدأ في كتابة القصة القصيرة منذ نكسة ١٩٦٧ وكانت أول مجموعة له نشرت في مجلة روز اليوسف، موضحا أنه اتجه بعد ذلك إلى كتابة الرواية، حيث جذبته القصة القصيرة والرواية، وتأثر في كتابته بتلك الفترة بالحرب.
وأضاف “نجم” أنه مع بداية هذا القرن وجد أن الرواية تتقدم وتسيطر على الساحة وتراجعت القصة القصيرة، لافتا إلى أنه كتب القصة القصيرة بمختلف أنماطها وأشكالها، وبفعل تحديات متعددة واجهت الكتابة في القصة القصيرة، وهو ما دفعه إلى تجميع محاولاته في القصة القصيرة في كتاب واحد يعبر عن تجربته في مجال كتابة القصة القصيرة وهو ما شهد النور أخيرا من خلال "مخاض الحكي".
من جانبه قال الدكتور حسين حمودة، إن مجموعة "مخاض الحكي"، يمكن مقاربتها من جوانب متعددة، ولقد اخترت مقاربتها بكتابة "الوعي بالكتابة"، وهذه السمة ليست متواجدة لدى العديد من الكتاب والمبدعين، فليس مطلوبا من المبدعين أن ينقدوا ما يقدموه، ولكن هناك مبدعين لديهم ولع بالنقد ومراعاة بناء القصص.
ولفت إلى أن الوعي بالكتابة نجده حاضرا بقوة في هذه المجموعة، حيث نجدها تعدد مستويات الحكي، حتى أن إهداء الكتاب موجه إلى القصة القصيرة نفسها، كما أن المجموعة تشهد تنظيم بنائي دقيق في القصص، كما أن كل قصة نجدها تخضع لترتيب دقيق داخل الكتاب.
وأشار إلى أن التواصل الافتراضي حاضر بوضوح في بعض القصص القصيرة جدا المتواجدة في ذلك الكتاب، والقصة القصيرة جدا بدأت منذ فترة طويلة، كما أن تجربة الحكي حاضرة بقوة في كل القصص داخل هذه المجموعة من أول قصة إلى آخر قصة، وهذه الحكايات تستدعي أطرافها سواء الراوي أو المحكي عنه.
ولفت إلى أن الذاكرة لها سطوة كبيرة في قصص هذه المجموعة، من خلال الحرص على انتخاب ما يتم استحضاره من الذاكرة وما يتلاشى، كما أن قصص المجموعة تهتم برصد حركة الزمن بشكل كبير سواء من خلال إشارات واضحة أو غير واضحة، كما أن هناك إشارات مرجعية لأحداث كبرى.
من جانبه قال الناقد الدكتور عايدي على جمعة، إن هذه مجموعة "مخاض الحكي"، هي مجموعة لافتة، فعنوان المجموعة يدل على ميلاد جديد للحكي باعتباره مولود جديد يستحق هذا الاحتفاء بعد عناء في ميلاده.
ونوّه إلى أن المجموعة تشهد تباين في الأزمة، فالمجموعة توثق لقطات تصويرية تفاعل معها الإنسان، فنجد أن القرية حاضرة بقوة، كما أن هناك حضور قوي للموت و الميلاد خلال هذه المجموعة وما بينهما من عالم متغير.