الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تؤديه باليوم والليلة| عالم بالأزهر: شكر الله على نِعَمِهِ «نصف الدين»

شكر الله
شكر الله

قال الدكتور عبد اللطيف سليمان،  أحد علماء الأزهر الشريف، إن الله- سبحانه وتعالى- يحب الشاكرين، لافتا إلى أن كل النعم التى نعيش فيها هى من الله- سبحانه وتعالى-.

وأضاف العالم الأزهري،  اليوم الأحد: "كل النعم التى نعيش فيها تستحق الشكر، بالجوارح والقول، فالمطلوب حتي يتم الشكر لله، أولا يجب معرفة ومحبة صاحب النعم علينا، فما حجم الله فهى لا تحصى، ففى كل نعمة من نعم الله علينا جوانب لا تعد، فلابد أن يكون العبد عاجز عن الشكر، والأمر الثانى أن ابادل المنعم الجليل بالمحبة، فكل شيء فى حياتنا من الله سبحانه وتعالى".

وتابع: "الله أعطنا نعم فيجب أن نستخدمها فيما يرضيه، فهذه النعمة أعطاها الله للعبد بدون مقابل، فهذا الشكر ليس عبادة فقط بل هو نصف الدين".

كيف تؤدي شكر اليوم والليلة

علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعاء من يقوله صباحًا فقد أدى شكر نهارده، ومن قاله مساء فقد أدى شكر ليلته، وري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَنَّامٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ» أخرجه النسائي.
 

كيفية شكر الله على نعمه

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن من أسباب بقاء النعم وداومها شكر الله فمن شكرها فقد قيد بعقالها،  مشيراً إلى أن مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوَالِهَا، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لا يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ الله وَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا عندما يكون معك دابة» كمن دخل على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: «يا رسول الله أَعْقِلها أو أطلقها وأَتَوَكَلّ؟ قال له: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّل»، اربط الدابة وتوكل على الله لأنه من الممكن أن يأتى الذئب ويأكلها. إذن توكل على الله ولكن بعد فعل الأسباب.

 

وأكد المفتي السابق، في فتوى له، أن من أسباب بقاء النعم ودوامها شُكْرُ الله - فَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا - فهل تستطيع الدابة أن تفر وهى مقيدة؟ بالطبع لا، وكذلك النعم لا تستطيع الهرب منك وهى مقيدة بالسلسلة .. وما هو سلسالها؟ إنه شكر الله.

 

وتابع: جاء أحد البدو الجفاة إلى سيدنا عَلِىّ وقال له: اعطنى فأعطاه بعضاً من التمر- أى إنه شئ بسيط - فلم يتقبل الرجل ذلك، فدخل سيدنا عَلِىّ إلى بيته وجعل يبحث عن شئ - وكان من سادة الكُرَمَاء - فلم يجد سوى درعه -وكان بحوالى 400 دينار أى 4000 جنيه تقريباً الآن- فخرج وأعطاه الدرع وقال له : خذه فأنا ليس عندى غيره، فتعجب الرجل من هذا الكرم وقال بيتين من الشعر:

وَمَا كَانَ شُكْرِى وَافِيًا لِجَمَالِكُم ... وَلَكِنِّى حَاوَلْتُ فِى الشُّكْرِ مَذْهَبًا
أَفَادَتْكُم النَّعْمَاءُ مِنِّى ثَلاَثَةً ... يَدِى وَلِسَانِى والضَّمِيرَ الْمُحَجَّبَ
أى أننى لا أعرف كيف أشكرك.
 

وأفاد بأن العطاء والحب والسخاء والجود من صفات النبوة، وهذا الكلام لم يكن فى الصحابة فقط ولكننا شاهدناه فى مشايخنا . فشاهدنا من مشايخنا من لا يُحْصِى النقود لا دخولاً ولا خروجاً. يضع يده فى جيبه ويُعْطِى.