الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

8 ملايين من المصريين.. تحرك جديد للحكومة في شمال سيناء

الحكومة
الحكومة

تظل سيناء  بؤرة الحدث والبقعة الأهم، وبوابة مصر الشرقية، التي تعمل الحكومة بتوجيهات من القيادة السياسية على تنفيذ تنمية حقيقية وشاملة بداخلها، لخدمة أبنائها أولا ثم لانعكاس ذلك على الدولة المصرية بشكل عام.

واقترحت الحكومة المصرية خطة من أجل إصلاح وإعمار وتنمية سيناء، من خلال تنفيذ مجموعة من المشروعات الكبيرة والعملاقة، داخل شبه الجزيرة، بهدف تغير سنوات طويلة من التجاهل التي جعلت البعض يطمع في تراب هذا المكان الغالي من مصر.

سيناء بؤرة الحدث الأهم

أعلنت الحكومة أنها تستهدف إحداث تنمية شاملة في محافظة شمال سيناء الحدودية مع إسرائيل وقطاع غزة، تتضمن أن يكون هناك 8 ملايين مصري داخلها قبل عام 2050، بحسب ما أفادت صحف محلية.

وقال رئيس الوزراء، مصطفى مدبولى، إن "القوه العسكرية لن تستطيع وحدها حماية سيناء، ولا سبيل لإنهاء أى مخطط مستقبلا إلا بالتنمية الشاملة، التى تشمل أن يكون هناك 8 مليون مصرى داخل سيناء قبل 2050، تراب سيناء عزيز علينا، وعقيدتنا دائما النصر أو الشهادة".

وضمن جهود الدولة لـ تنمية سيناء، أطلقت الدولة المصرية العديد من المبادرات منها "حياة كريمة"، كما سعت الدولة لتطوير مشروعات المياه والزراعة، والرئيس عبد الفتاح السيسي أولى اهتمامًا متزايدًا بسيناء، بداية من عام 2015 تم تخصيص 10 مليارات جنيه لتنمية سيناء، كما زادت قيمة الاستثمارات العامة للمشروعات 15 ضعفا، و أهالي سيناء لعبوا دورا في توسعة قناة السويس، وكذلك أهالي سيناء ساهموا في استصلاح الأراضي والتصدير.

وتبنت الدولة المصرية خلال السنوات الثماني الأخيرة رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد لتنمية شبه جزيرة سيناء التي تظل على رأس أولويات القيادة السياسية باعتبارها قضية أمن قومي لا مجال للتهاون فيها، حيث تسارعت وتواصلت الجهود لإعادة صياغة شكل وملامح وأوجه الحياة على أرض الفيروز من خلال الاستفادة من كافة المقومات التي تتمتع بها واستغلالها بالشكل الأمثل، وتحسين البنية التحتية وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة في المجالات كافة.

وكان الحرص على جعل سيناء امتداداً طبيعياً لوادي النيل، أمرا أساسيا؛ عبر ربطها بمدن القناة والدلتا، بما يحقق هدف تعميرها بعد تأمينها والقضاء على بؤر الإرهاب، وتوفير كل سبل العيش الكريم لأهلها وسكانها، وجعلها أرضاً جاذبة للسكان والمستثمرين في ذات الوقت، لتنجح الدولة في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع.

السيسي وأحلام المصريين

ولقد حقق الرئيس عبد الفتاح السيسي حلم المصريين بأن ربط أرض الفيروز بواسطة الأنفاق فائقة التصميم والأمان مع الإسماعيلية وبورسعيد والسويس؛ بالإضافة لشبكة الطرق المبهرة والكباري المعلقة؛ حيث مكن ذلك مجتمعًيا من تنفيذ مخطط التنمية في مسارات الزراعة والصناعة والتجمعات السكانية الصحية التي تقبل المزيد من التجمعات البشرية والتي تعد صمام أمن وأمان للمنطقة برمتها، كما تم استصلاح الأراضي ذات المساحات الشاسعة ووفرت لها البنية التحتية والفوقية التي خلقت فرص عمل مباشرة.

لم يكن يتوقع أحد حجم التنمية وسرعة تنفيذها على أرض الفيروز؛ فعندما نتحدث عن إنشاء نفق على سبيل المثال نضع له سنوات طوالًا للتنفيذ ناهيك عن إجراءات معقدة تسبق هذا الأمر؛ لكن قائد التنمية بالاستعانة بمؤسسات الدولة الوطنية وفي مقدمتها القوات المسلحة المصرية تم تدشين خمسة أنفاق جديدة أسفل قناة السويس، اختصرت الوقت وساهمت في الربط المباشر ولبٌت الاحتياجات، كما تم تطوير ميناء العريش؛ حيث ربطه المباشر بالموانئ المصرية ليصبح ميناءً عالميًا، بواسطته تصبح سيناء مركزًا تجاريًا وصناعيًا واستثماريًا يحقق دخلًا قوميًا هائلًا.

والحديث عن حجم وكم الإنجازات في أراضي سيناء يطول ويصعب تناوله؛ لكن لابد من ذكر محطة بحر البقر ذات المعالجة الثلاثية التي تروي مئات الأفدنة في شمال ووسط أرض سيناء الغالية، وقد حصلت هذه المحطة على لقب عالمي من موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، كونها أكبر محطة معالجة مياه في العالم؛ حيث تقع على بعد 10 كيلومترات جنوب أنفاق بورسعيد في سيناء على مساحة 155 فدان تقريبا؛ حيث يتم إعادة تدوير وتشغيل مياه الصرف الزراعي والصناعي والصرف الصحي والتي سيتم تحويلها من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس وبعد المعالجة سيتم تصريفها في قناة الشيخ جابر.

وكان الرئيس السيسي لديه رؤية طموحة يعمل على تحقيقها بصورة ممنهجة وفق استراتيجية واضحة المعالم، ويساعده في تحقيقها شعب صبور أخذ على عاتقه ميثاق النهضة والرقي؛ ليضع خطوطًا حمراء لكل من تسول له نفسه النيل من هذه البلاد المحفوظة بإذن ربها، ومن ثم لن تواجه منطقة في ربوع المحروسة تجاهلًا أو إهمالًا من قبل الدولة المصرية، بل ستشهد المرحلة القادمة المزيد من الإنجازات التي تحقق جودة الحياة لشعبنا العظيم.

وفي هذا الإطار، يقول شريف سمير الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير بالإهرام، إنه من الذكاء التعامل مع العدو الإسرائيلي من زاوية أخرى، وتكون هناك مواجهة من نوع أخر،لأن العدو يتسلح بكل أدوات التفوق العسكري، ودعم اللوجيستي سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو الغرب، وهذه المواجهة أفضل سلاح لها هو سلاح التعمير، وسينء دائما يمكن أن تكون خط دفاع أمام أي محاولات اختراق أو أي محاولات للتهجير، من خلال سلاح التنمية الشاملة الذي يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي. 

تسريع وتيرة تعمير سيناء 

وأضاف سمير- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه يجب أن يكون سرعة في تعمير شمال سيناء بالكثير من المشروعات، ويجب تسكين وتوطين للمواطنين في هذه المنطقة الحيوية، التي تعد خط أحمر وممنوع الاقتراب أو التصوير، وتعد سياسة الأمر الواقع هي أفضل سياسة للتعامل مع إسرائيل، وإذا تم العجز عن مواجهة إسرائيل عسكريا وسياسا، لاعتبارات سياسية وعالمية معروفة، فيمكن أن يتم مواجهتها من خلال سلاح التعمير والتنمية داخل الوطن. 

وأشار سمير، إلى أن يجب أن يكون هناك فرصة لتسكين المواطنين المصريين في محافظة شمال سيناء، حفاظا على أرض الفيرزو أولا، وقطع الطريق على كل محاولات الاختراق والمخططات الصهيونية، لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينين للأراضي المصرية، لإخلاء غزة، لتحويلها إلى سجن كبير أو ملعب للمستوطنات الإسرائيلية مرة أخرى، ولذلك لابد أن تحدث تنمية سيناء في أسرع وقت وعلى قدم وساق. 

والجدير بالذكر، أن أرض الفيروز وجغرافيتها الساحرة تستطيع أن تدشن تنمية سياحية وزراعية وصناعية وتجارية تنافسية؛ حيث تشكل مدخلًا وممرًا متميزًا ليس له مثيل في الشرق الأوسط؛ إذ تعد شبه جزيرة سيناء بوابة مصر الشرقية، ومن قبيل التذكير فإن سيناء الجزء المتميز من جمهورية مصر العربية الذي يتبع قارة آسيا جغرافيًّا، وتبلغ مساحتها حوالي 60088 كيلومتر مربع، وتمثل نسبة 6% من مساحة مصر الإجماليّة، يحدها شمالًا البحر الأبيض المتوسط وغربًا خليج السويس وقناة السويس، وشرقًا قطاع غزة وإسرائيل، وخليج العقبة، وجنوبًا البحر الأحمر، لذا تُعدٌ حلقة الوصل بين قارتيّ أفريقيا وآسيا.