سلط كبار كتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي.
في صحيفة "الجمهورية"، أكد رئيس التحرير عبد الرازق توفيق أن القضاء على الإرهاب.. تطهير المنابر من أئمة التطرف والتشدد.. أكبر عملية بناء وتنمية.. ترسيخ الحياة الكريمة في كافة ربوع البلاد.. إنهاء الأزمات والمعاناة العميقة على مدار عقود.. معالجة فكرية.. حولت مصر إلى أرض المحبة والتعايش والأمن والاستقرار والمواطنة.
وقال توفيق - في مقاله بعنوان "الرؤية الشاملة.. ودولة التسامح"- "إنه لم يكن فقط القضاء على الإرهاب هو السبب الرئيسي لتتحول مصر من الفوضى والفتن والتعصب والتطرف والتشدد إلى واحة الأمن والأمان والاستقرار بالمفهوم الشامل ولكنه تحقق وفق رؤية متكاملة أدركت أبعاد أزمة ومعاناة العقود الماضية.. تحركت على كافة المسارات السياسية والأمنية والفكرية والاقتصادية التنموية بل وبناء الوعي الحقيقي وهو ما رسخ في «مصر ــ السيسي» أعلى معايير التسامح والتعايش وقبول الآخر.. والحوار الذي أصبح عقيدة مصرية وسياسة تنتهجها القاهرة في معالجة الأزمات والصراعات الخارجية إقليميا ودوليا.
وأضاف توفيق أن مصر أصبحت نموذجا في معالجة الفتن.. والتعصب والتشدد والتطرف وكيفية اجتثاث جذور الإرهاب.. بل إن هناك دولا تنشد وتتطلع إلى الأخذ بالتجربة المصرية.. التي نجحت في استعادة الروح المصرية المتسامحة والطيبة والمنفتحة والوسطية التي تميل إلى التعايش وهضم جميع الثقافات ولطالما عاشت في مصر الكثير من الجاليات الأجنبية التي ارتبطت بمصر بتاريخ وذكريات عظيمة.. ورصيد وافر من التسامح والتعايش مع المصريين وجاءت شهاداتهم صفحة مضيئة في التاريخ المصري على كرم وطيبة وتسامح هذا الشعب.
تجربة «مصر ــ السيسي»
وأشار إلى أن تجربة «مصر ــ السيسي» في إرساء قواعد التسامح والتعايش وقبول الآخر.. مثال ونموذج يحتذى به في العالم.. وهذه الرؤية والمقاربة الشاملة التي ارتكزت على محاور كثيرة.. جديرة بأن تكون محطا وعلى طاولة الدول التي تعاني من نفس الأزمات والمشاكل التي واجهت مصر على مدار عقود.. ومنذ تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية التي حاولت نزع هوية المصريين.. وتحريف ملامح وأبعاد ومكونات الشخصية المصرية.. وسعت إلى زرع الفتن وترسيخ التطرف والتشدد.. وتثبيت أقدام الفكر الإرهابي والإجرامي.. وقد وصل الأمر إلى أن تكون هذه الظواهر الغريبة والشاذة على مصر وشعبها تهديدا للوطن ووضعه على حافة الضياع.
وتابع أن إنجاز مصر في أن تكون واحة التسامح والتعايش والحوار ونبذ التعصب والتطرف والتشدد المرتكز على أمن واستقرار حقيقي.. ووعي وإدراك وفهم صحيح لأبعاد تحديات الوطن وأيضا إدراك جوهر الأديان المتسامح الذي يحض على بناء الإنسان والحفاظ على حياته وروحه وسلامته.. وتوفير سبل العيش الكريم له.. كل ذلك أدى إلى تغيير حقيقي.. ومحو مخلفات الإخوان المجرمين الفكرية الفاسدة التي أغرقت دولا كثيرة بالانقسام والخراب والدمار والقتل وراحت ضحيتها دول ذهبت إلى الضياع والسقوط في مستنقع اللاعودة لكن السؤال المهم والأبرز في قضية ترسيخ التسامح والتعايش والحوار.. كيف نجحت مصر في التعامل مع الفكر المتطرف والمتشدد وصولا إلى أمن واستقرار حقيقي والقضاء على آفة الفتن بين أبناء الوطن الواحد شركاء الدفاع والبناء عن وجوده وهويته.. وتقدمه وحقه في العيش الكريم والمستقبل الواعد؟.
وأوضح أن هناك جهودا خلاقة ارتكزت على رؤية شاملة تجسدت في بعض المحاور المهمة.. لفرضها بمنتهى الموضوعية وما نراه على أرض الواقع من نتائج عظيمة ولعل ما قاله بالأمس سلطان البهرة خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له يجسد ما تطرحه من حقائق ونجاحات وإنجازات على أرض الواقع.. فالسلطان مفضل سيف الدين ثمن ما تتمتع به مصر تحت قيادة الرئيس السيسي من تعزيز للمواطنة على أساس التسامح الديني والتعايش السلمي بما يكفل للجميع مناخا مستقرا للسلام الاجتماعي.. مشيدا بإيمان الرئيس السيسي بأهمية الحوار بين كافة الشعوب في العالم بمختلف مذاهبها وأعراقها وانفتاح مصر على كافة الأديان والطوائف استنادا إلى تاريخ شعبها العريق وحضارته الفريدة وفهمه الصحيح للدين.
وأكد توفيق أن هذه الكلمات لم تأت من فراغ.. ولكنها تجسد حقيقة على أرض الواقع يلمسها القاصي والداني.. وصيت ذائع على الصعيد الدولي والإقليمي لكن ما هي أسباب نجاح مصر في تحقيق التسامح والتعايش وقبول الآخر والقضاء على التطرف والتشدد والإرهاب.. وترسيخ الأمن والاستقرار بمفهومه الشامل.. كالتالي:
أولا: وجود قيادة سياسية وطنية شريفة ومخلصة.. أدركت خطورة ما يحدث في مصر من فتن.. وتشدد وتطرف وإرهاب يراد به شر مستطير لهذا الوطن.. لذلك امتلك الرئيس السيسي الرؤية والإرادة والحسم.. للقضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.. فتصدي الجيش العظيم والشرطة الوطنية.. من أجل تطهير البلاد من الإرهاب خاصة سيناء.. ورغم التكلفة والثمن الكبير الذي قدمه أبطال مصر.. من رجال أوفياء جادوا بأرواحهم ودمائهم فداء لهذا الوطن ومن أجل أن ينعم بالأمن والاستقرار والكرامة والعيش الكريم حيث استشهد أكثر من 3 آلاف بطل.. وأصيب ما يزيد على 12 ألفا من أبطالنا الشرفاء.
ثانيا: إرادة التطهير.. واقتلاع جذور الفكر المتطرف والمتشدد والمتاجرات في الدين واتخاذه ستارا لتزييف الوعي.. وإثارة الفتن كانت حاضرة.. لذلك حرصت مصر على تطهير مساجدها من أئمة التطرف والتشدد وإسناد الأمر للأئمة الذين تلقوا العلم الصحيح.. وعلى إلمام ودراية بالدين الوسطي وفهم صحيح لغايات وأهداف الدين.. ممن يمتلكون العلم والمعرفة والتبحر في علوم الدين.
ثالثا: الدولة المصرية حرصت على أن تكون الرؤية مرتكزة على الأبعاد التنموية والاقتصادية.. ولذلك قاد الرئيس السيسي أكبر عملية بناء وتنمية في تاريخ مصر في توقيت متزامن للحرب على التطرف والتشدد والإرهاب.. وإصلاح شامل في كافة القطاعات والمجالات.. أحدثت تطورا كبيرا في مجالات الزراعة والصناعة والبنية التحتية.. وجذب الاستثمارات.. وخلق فرص كثيرة وتوفير فرص عمل من خلال المشروعات القومية العملاقة.. وتوسعت الدولة في برامج الحماية الاجتماعية التي تستهدف حماية الفئات الأكثر احتياجا.. أو تدريبهم على الكسب.. والحصول على فرص عمل وأصبحت هناك أولوية قصوى.. وأيضا هناك جهود خلاقة للحماية الاجتماعية سواء مؤسسة «حياة كريمة» وجهود التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي.. ومشروع مصر الأعظم في تنمية وتطوير قرى الريف المصري.
رابعا: إنهاء عقود المعاناة والأزمات.. والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.. والقضاء على فيروس «سي» والعشوائيات وقوائم الانتظار واتباع سياسة المصارحة والمكاشفة والتواصل مع المواطنين لإحاطتهم بالتحديات التي تواجه الدولة المصرية وجهودها الخلاقة في كافة المجالات.. وإبراز النجاحات والإنجازات على أرض الواقع وغيرها من العوائد التي تحصل عليها المواطن وغيرت حياته إلى الأفضل وأنهت عقود المعاناة.. خاصة تطوير قطاع الصحة وتوفير السلع الأساسية.. وإنهاء الطوابير وغيرها من الظواهر التي تسببت في معاناة المواطنين.
خامسا: ترسيخ مبدأ المواطنة وعدم التمييز والتفرقة.. ودعم مبادئ المساواة والعدالة من خلال بناء دولة القانون والمؤسسات بلا تمييز على أساس ديني ولا تفرقة بين مواطن وآخر سوى بالجدارة.. وإنهاء عقود الفساد وغيرها من السلبيات التي أشعرت المواطن بأجواء الظلم.. بالإضافة إلى حرص الدولة على تحقيق المساواة بين أبنائها على مختلف المجالات.. فالمسجد والكنيسة متجاوران.. في المدن الجديدة وفي الدفاع عن الوطن.. والاستشهاد من أجله.. وأيضا في ملحمة البناء لا فرق بين مسلم ومسيحي.. الجميع مصريون.. إنها عقيدة مصرية لشركاء الوطن.. واختفت طيور الفتن والظلام التي سعت إلى الوقيعة بين أبناء الشعب بالإضافة إلى مناخ فكري وثقافي وخطاب إعلامي وطني بالدرجة الأولى.. فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات.
وأوضح عبد الرازق توفيق أنه من هنا أصبحت مصر واحة للأمن والأمان والاستقرار والتسامح والتعايش والمواطنة.. وباتت نموذجا فريدا بين دول العالم.. وقبلة للباحثين عن القضاء على خطابات الكراهية والتشدد والتطرف.. ولديها تجربة ملهمة في القضاء على الإرهاب.. وبناء حقوق الإنسان بالمفهوم الشامل.. إنها رؤية قائد عظيم.. أنهت معاناة وفتن العقود الماضية.. وبات المصريون على قلب رجل واحد.