معجزة الـ 10 سنوات.. كيف ساهمت القوات المسلحة في بناء الجمهورية الجديدة

لم يكن غريبًا على القوات المسلحة، بأن تكون حصنًا وسندًا لشعبُها من أجل بناء الجمهورية الجديدة التي يحلم بها كل مصري، ومنذ عام 2014 ، حقق، -"أقدم جيش عرفه التاريخ البشري"-،  المستحيل في مجالات التشييد والتعمير وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية والاستراتيجية، وبناء المشروعات القومية الكبرى والمشروعات العملاقة في مصر، في أقل وقت ممكن وبأقل تكلفة وبجودة ودقة عالية.

وتسطر القوات المسلحة بتوجيهات رئاسية، ملحمة عظيمة، تقوم فيها بتحدي التحدي ذاته، سابقة الزمن لتحقيق نهضة مصر التي يحلم الشعب بها، نهضة يتحاكى العالم أجمع عنها وعن شعب استطاع أن ينهض من كبوتهُ، مُعلنين أن مصر هي التاريخ.

القوات المسلحة

ولأن القوات المسلحة هي الحصن والسند في وقت الأزمات، أخذت على عاتقها تنفيذ رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في عملية بناء الجمهورية الجديدة في كافة ربوع المحروسة، متحدية عوامل الزمان والمكان والطبيعة، مما دعي الجميع يتساءل: "متي وكيف تم ذلك !" .

والمشروعات التي تنفذ في جميع ربوع مصر، تتم عبر ذراعي القوات المسلحة في عملية التنمية والتشييد، وهما جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وفي التقرير التالي، نستعرض دور جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية في عملية البناء والتنمية التي تمت خلال 10 سنوات.

جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 

جهاز مشروعات الخدمة الوطنية صرح من صروح التنمية، ودعامة أساسية من دعائم الاقتصاد الوطني، وركيزة واضحة على طريق التقدم والنمو، ويجمع فى أسلوب عمله بين شركات قطاع الأعمال وشركات القطاع الخاص.

وآثر جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، منذ بداية نشأته، أن يكون له مساهمته ودوره الفعال فى النهوض بمستوى التنمية في مصر، من منطلق الإيمان العميق بأمتنا ودورها التاريخي ذلك، الإيمان الذى يبعث على المزيد من العمل الجاد والعطاء اللامحدود إسهامًا في بناء الحاضر وتشييدًا لدعائم المستقبل.

جهاز مشروعات الخدمة الوطنية

إنشاء جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 

قامت القوات المسلحة بإنشاء جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، عام 1979، وذلك بغرض تحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي لاحتياجات القوات المسلحة، وإمداد السوق المحلي بفائض الإنتاج، وتحول الهدف بعد ذلك، لتحقيق الأمن الغذائي والصناعي والخدمي للدولة المصرية.

وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية تم إنشاء في ضوء دعم خطط التنمية الوطنية وتطوير واستغلال الطاقات البشرية والفنية للقوات المسلحة بما لا يؤثر على كفاءتها القتالية تم إنشاء جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

أهداف جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 

يهدف جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإنشاء كيانات إنتاجية في المجالات «الهندسية – الصناعية – الزراعية - الإنتاج الحيواني والداجني - الصناعات الغذائية»، بالإضافة إلي العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض الاحتياجات اللازمة للقوات المسلحة، وطرح منتجات الشركات في السوق المحلي بأسعار مناسبة، كما يهدف الجهاز إلى إتاحة فرص العمل في شركات الجهاز للشباب من مختلف التخصصات ومستويات التأهيل العلمي وتدريبهم لخلق كوادر متخصصة في جميع المجالات.

إنجازات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 

يعتبر الجهاز من المؤسسات الوطنية الأولى، الداعمة للاقتصاد المصري، وقام الجهاز بتحقيق العديد من الإنجازات منها:

• إنشاء وتطوير الطرق السريعة
• إنشاء أحدث مصانع الرخام والجبس
• إنشاء محطات الوقود لتوفيره للمواطنين
• إنشاء مصانع إنتاج الكيماويات والأسمدة
• إمداد أجهزة الدولة بالمنتجات بسعر التكلفة
• تطوير البحيرات والمسطحات المائية وزيادة انتاجيتها
• استصلاح آلاف الأفدنة بالفرافرة وشرق العوينات وتوشكى
• استيراد أجود أنواع اللحوم لطرحها للمواطنين بسعر التكلفة
• إنشاء المنافذ الثابتة و المتحركة لبيع المنتجات بأسعار التكلفة
• تنفيذ المشروعات الإنشائية المختلفة لأجهزة الدولة والقطاع المدني
• توفير فرص العمل للشباب من مختلف التخصصات والتأهيل العلمي

إسهامات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية في عملية التنمية

قام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية عبر شركاته المختلفة، بإنشاء وتنفيذ العشرات من المشروعات القومية العملاقة، والتي تنوعت ما بين مجالات الأمن الغذائي والتصنيعي والمجال الزراعي والتعديني والخدمي، كذلك مشروعات تهدف لتحقيق الرفاهية للمواطن.

لقد قامت شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتحويل الصحراء لـ "جنة خضراء" بمشروعات "الدلتا الجديدة - مستقبل مصر - الضبعة - غرب غرب المنيا - توشكي - سيناء"، كذلك استغلال ثروات مصر من رمال وتعدين ومحاجر في الصحراء الشرقية والغربية وعلى السواحل، كما قامت بإنشاء العشرات من المصانع والمنشآت الإنتاجية لتحقيق الأمن الغذائي في محافظات الدلتا والصعيد.

وكانت لسيناء العزيزة جزء كبير من التنمية ، وذلك من خلال إنشاء المصانع والمناطق الحرفية والزراعية، التي تعمل على عملية التنمية في أرض الفيروز.

الهيئة الهندسية وبناء الجمهورية الجديدة

يعتمد الرئيس عبد الفتاح السيسي على الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في عملية بناء الجمهورية الجديدة، حيث تشرف الهيئة الهندسية على غالبية المشروعات، سواء كانت مشروعات قومية كبرى، أو مشروعات تنفذ لصالح هيئات أو جهات حكومية ، وذلك لأن الهيئة تتميز بسرعة التنفيذ والتكلفة القليلة والجودة العالية.

وقد كلف الرئيس السيسي كافة أجهزة الدولة بأكثر من 20 ألف مشروع تنموي في مختلف المجالات بتكلفة مالية تتجاوز5 تريليون جنيه، كما تم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ أكثر من 2800 مشروع بتكلفة مالية تتجاوز 1.5 تريليون جنيه وذلك بمشاركة أكثر من 2000 شركة مصرية وطنية وأكثر من 10 ملايين مهندس وفني وعامل ومتخصص، وذلك ضمن أهداف المخطط القومي للتنمية العمرانية مصر 2052.

وتقوم الهيئة الهندسية بالتعاون مع الجهات المختصة بإنشاء 14 مدينة من مدن الجيل الرابع المتطورة، علاوة على إنشاء أكثر من مليون وحدة إسكان اجتماعي، وكذا تطوير المناطق العشوائية، فضلا عن تنفيذ الشبكة القومية للطرق، وتشرف الهيئة الهندسية أيضا على مشروع تطوير قرى الريف المصري المعروفة بمبادرة "حياة كريمة".

كما تعمل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمضاعفة مساحة العمران من 7% إلى 14%،، ونجحت في إضافة العديد من الطرق الرئيسية لتسهيل الحركة المرورية بين المحافظات ومضاعفة أعداد الكباري العابرة لنهر النيل ووسائل ربط سيناء بغرب قناة السويس، وفتح محاور مرورية جديدة وتطوير التقاطعات الحرجة داخل المحافظات لتقليل زمن الرحلات المرورية مما يساهم في تقليل الخسائر المالية.

كما تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بعملية تطوير البنية الأساسية وشبكات المرافق والتي تعتبر الأساس لأى مشروع تنموي ، كما أن للهيئة الهندسية دور كبير في عملية تطوير وإنشاء الموانئ والمطارات والمنافذ الحدودية والمناطق اللوجستية والمدن الصناعية والزراعية والغذائية، بالإضافة إلى استصلاح مئات الآلاف من الأفدنة.

وكل ما سبق يؤكد على أن القوات المسلحة، هي أحد الركائز الرئيسية لقوى الدولة الشاملة، والتي تشكل في مضمونها قيم وثوابت الأمن القومي المصري.