الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحصن الأخير.. فرنسا تتمسك بالتواجد في النيجر بعد انحسار نفوذها بغرب أفريقيا

المتظاهرون في النيجر
المتظاهرون في النيجر

في الأعوام القليلة الماضية، شهدت منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا، مشاهد متطابقة ومكررة حيث غير متظاهري هذه الدول ترتيب الألوان في العلم الفرنسي المميز بالأحمر والأبيض والأزرق، بالراية الروسية التي كلما رفعت في غرب القارة السمراء، مزقت أمامها راية فرنسية ودهست تحت الأقدام، مثلما حدث مؤخرا في نيامي عاصمة النيجر، بعد الانقلاب العسكري يوم الأربعاء 26 يوليو المنصرم.

فرنسا تتمسك بالنيجر

وبدأت فرنسا اليوم الثلاثاء، إجلاء رعاياها من النيجر، بعد تصاعد التوتر في البلد الواقع غرب أفريقيا، جراء الانقلاب العسكري الذي شهدته الأسبوع الماضي، وأكدت أنها لا تعتزم إجلاء الجنود الفرنسيين الموجودين في النيجر، والبالغين حوالي 1500 جندي.

 

وتعد النيجر هي الحصن الأخير للنفوذ الفرنسي في منطقة الساحل والصحراء وغرب أفريقيا، بعد طردها من بوركينا فاسو ومالي وأفريقيا الوسطى، وانحسار النفوذ الفرنسي فيها.

ويتمثل الوجود الفرنسي في النيجر، بقوة قوامها 1500 جندي، في منطقة جاو، وقدرات جوية تتمثل بثلاث مقاتلات وست طائرات مسيرة وبين أربع وست مروحيات لتوفير الدعم الناري و الاستخباراتي لشركائهم.

 

مالي وبداية الانحسار

وكان بداية انحسار الوجود الفرنسي في منطقة الساحل قبل ثلاثة أعوام تزامنا مع انقلاب مالي في عام 2020 بعدما انهدمت السلطات في باماكو؛ باريس بالتدخل في شؤون بلادهم، وطلبوا المساعدة الأمنية من مجموعة فاجنر الروسية الشبه عسكرية.

وكان الفشل الفرنسي في مالي، مستغربا حيث تغيرت المواقف إلى النقيض تماما، ففي 2012 ناشدت باماكو، باريس لنجدتها من الجماعات المتطرفة، واستقبلت القوات الفرنسية استقبال الفاتحين، وبعد عقد من الزمان طرد السفير الفرنسي جهارا نهارا، ليكشف ذلك مدى الفشل الذي وصل إليه نظام ماكرون وسياسته في القارة السمراء.

 

طرد القوات الفرنسية من بوركينا فاسو

بدأ التوتر بين فرنسا وبوركينا فاسو، في يناير 2022 عقب وقوع الانقلاب العسكري في واجادوجو، وتفاقم التوتر مع الانقلاب الثاني في سبتمبر من نفس العام، على يد النقيب إبراهيم تراوري الذي نصب نفسه رئيسا للحكومة الانتقالية في البلاد.

وفي أكتوبر 2022 بلغ الرفض الشعبي للوجود الفرنسي ذروته واندلعت التظاهرات الشعبية التي هاجمت السفارة الفرنسية.

وفي يناير من العام الجاري، أصدرت الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو قرارا بطرد القوات الفرنسية، بعد أيام قليلة من تعليق الاتفاق العسكري الموقع مع فرنسا في 17 ديسمبر 2018 الذي يسمح بوجود القوات الفرنسية في واجادوجو.

 

نهاية عملية برخان

وجاء التواجد الفرنسي في غرب أفريقيا، تحت لواء عملية "برخان" بداية من 2013 بقوات بلغت 5500 عسكريا، وهدفت العملية إلى وبلغ عدد القوات الفرنسية، في أوج المهمة، مواجهة المسلحين في مالي واشتركت فيها دول أخرى هي النيجر، وتشاد، وبوركينا فاسو، وموريتانيا.

ومع توالي الانقلابات في الدول الأفريقية، اضطر ماكرون في نوفمبر 2022 إلى إنهاء عملية برخان، التي كانت معطلة في فبراير من العام نفسه، حينما قررت فرنسا سحب قواتها من مالي، فيما غادر آخر الجنود الفرنسيين قاعدتهم العسكرية بمدينة جاو، في مالي، يوم 15 أغسطس 2022، وسط اتهامات لفرنسا بالتدخل في الشئون المالية.