تشين جانج| وزير خارجية الصين المختفي والمقال… كيف انتهى مشوار "ذئب مقاتل" في دبلوماسية بكين؟

قررت الصين اليوم الثلاثاء، إعفاء وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، الذي يعتبر أحد "الذئاب المقاتلة"، وهو لقب يطلق على الدبلوماسيين الصينيين الذين يستخدمون لغة حادة في الرد على الانتقادات الغربية للصين، من منصبه بعد اختفائه من الساحة العامة منذ 25 يونيو، وتم تعيين سلفه وانج يي وزيرا للخارجية بدلا منه،  ولكن لم تذكر السلطات الصينية أسباب إقالة تشين أو اختفائه، ولكن هناك تكهنات بأنه كان مريضا أو مصابا بفيروس كورونا.

وبالرغم من ذلك لا يعتبر تشين جانج أسرع وزير خارجية تتم إقالته في الصين، حيث تمت إقالة تشن يي الذي شغل هذا المنصب من أغسطس 1958 حتى سبتمبر 1958، أي لمدة شهر واحد فقط. وتمت إقالته بسبب اختلافاته مع ماو تسي تونغ حول سياسة الصين تجاه الاتحاد السوفيتي والهند.

من هو تشين جانج؟

تشين جانج (58 عاما) هو دبلوماسي صيني شغل منصب وزير الخارجية منذ ديسمبر الماضي، وقبل ذلك، كان نائب وزير الخارجية المسؤول عن شؤون آسيا والمحيط الهادئ، وشارك في المحادثات مع كوريا الشمالية حول برنامجها النووي. كما كان سفيرا للصين في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، وعمل في قسم شؤون هونج كونج وماكاو في وزارة الخارجية.

تشين هو خريج جامعة نانجينج، حيث درس اللغة الإنجليزية، وحصل على درجة الماجستير في قانون العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة.

ماذا حدث لتشين جانج؟

كان آخر ظهور علني لتشين في 25 يونيو، عندما التقى نائب وزير الخارجية الروسي، أندري رودنكو في بكين. بعد ذلك، اختفى تشين عن الأضواء، ولم يحضر اجتماعات دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في إندونيسيا في أوائل يوليو، التي كان من المقرر أن يلتقي فيها نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.

وقالت الخارجية الصينية إن تشين لم يحضر الاجتماعات لأسباب صحية، دون تحديد طبيعتها أو مدى خطورتها. وتم تعيين وانج يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين ووزير الخارجية السابق، للمشاركة في الاجتماعات بدلا من تشين جانج.

ولكن اليوم صدم العالم، بعد أن أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، أن تشين أعفي من منصبه، وتم تعيين وانج يي وزيرا للخارجية مرة أخرى.

الكرملين: بوتين يزور الصين أكتوبر المقبل

بسبب الحرارة.. تمثال بوذا يحترق وسط دهشة المارة في الصين

سر اختفاء تشين

اختفاء تشين أثار العديد من التساؤلات والشائعات حول حالته الصحية ومصيره السياسي. حيث بعض المحللين اعتبروا أن اختفاء تشين قد يكون مرتبطا بإصابته بفيروس كورونا، خاصة في ظل ارتفاع عدد الإصابات في الصين مؤخرا.

وزعمت بعض المصادر، أن تشين كان محل تحقيق من قبل لجنة مكافحة الفساد في الحزب، أو أنه كان ضحية لمؤامرة من قبل خصومه.

رأي الجانب الأمريكي والعالم

كانت ردود الفعل الأمريكية والعالمية على إقالة تشين محدودة، ولم يعلق أحد من المسؤولين الرسميين على هذا التغيير.

حيث قال مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، جاك سوليفان، في 24 يوليو، إنه لا يملك معلومات حول أسباب اختفاء تشين، وأضاف: "حرفيا، هذا ما نملكه حتى الآن من معلومات حوله".

وقال خبراء في شؤون الصين، إن إقالة تشين قد لا تغير كثيرا في سياسة الصين الخارجية، التي يقودها شخصيا شي جين بينج.

وقال بعض المحللين، إن عودة وانج يي إلى منصب وزير الخارجية قد يكون فرصة لإحلال المزيد من التعاون والحوار بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

رد الصين

رد الصين عن اختفاء تشين جانج كان متحفظا وغامضا، ولم تقدم أي تفسير رسمي لسبب غيابه أو إقالته. حيث قالت الخارجية الصينية في يوليو، إن تشين لم يحضر اجتماعات دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في إندونيسيا لأسباب صحية، دون تحديد طبيعتها أو مدى خطورتها.

قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية في 24 يوليو، إنها ليس لديها معلومات لتقدمها عن اختفاء تشين، وأضافت أن الأنشطة الدبلوماسية للصين تجري كالمعتاد.