تشتهر جزيرة القيامة بالمنحوتات الصخرية والمعالم الطبيعية، ومن أشهر معالمها تماثيل مواي، والتي تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
تقع جزيرة القيامة جنوب شرق المحيط الهادي، وهى واحدة من الجزر البولنيزية النائية، والممتدة على مساحة تجاوز 163 كيلو متر مربع
تتبع جزيرة القيامة دولة تشيلي، وتقدر المسافة بين الجزيرة وتشيلي حوالي 3600 كيلو متر من الجهة الغربية، وبالرغم من انعزالها؛ استقر بها الناس.
اكتسبت جزيرة القيامة أو كما يطلق عليها جزيرة الفصح شهرة عالمية بسبب عدد من رءوس التماثيل التي تزينها، ويطلق عليها تماثيل مواي، وقد أنشأها شعب رابا نوي.
الشعب البولنيزي
استقر الشعب البولنيزي في جزيرة القيامة في الألفية الأولى بعد الميلاد، وصنعوا ثقافة مزدهرة، فحضارة رابا نوي هي إحدى أشهر الحضارات، وهى معروفة بكونها حضارة قضت على نفسها.ومع وصول الأوروبيين في عام 1722، انخفض عدد سكان الجزيرة إلى حوالي 3.000 شخص.
تماثيل الجزيرة
هناك 877 تمثالاً حجريًّا من مختلف الأحجام في جزيرة القيامة، والتي ربما بنيت فيما يقارب 300 عام بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر. والتمثال الأكبر بينها يدعى "بارو"، ويزن أكثر من 80 طنًّا. وكثير من التماثيل لم يتم الانتهاء منها، ولا تزال معلقة بالمقلع الحجري على منحدرات بركان “رانو-راراكو”، بما فيها تمثال يبلغ طوله حوالي 21 مترًا، ويزن حوالي 270 طنًّا.
ولم يكن مجتمع جزيرة القيامة مجبرًا على قضاء كثير من الوقت في الزراعة، مما منحهم كثيرًا من الأوقات الإضافية لإقامة العديد من الاحتفالات. وكان هناك عشائر مختلفة في الجزيرة، وكان كل رئيس عشيرة يرى أهمية في إقامة الطقوس المفصلة وتشييد الآثار. وهناك أحد المعالم الأثرية المشيدة عبارة عن تماثيل ضخمة تمثل جذع رجل. وقد استغرق بناء تلك التماثيل وقتًا طويلاً وكمًّا هائلاً من الأيدي العاملة.
زوال حضارة شعب رابا نوي
نُحتت التماثيل باستخدام الأدوات الحجرية، وكان أصعب ما واجه أهل الجزيرة هو نقل التماثيل إلى موقع الاحتفال، وما حل مشكلة النقل هو ما تسبب في زوال هذه الحضارة؛ فبسبب افتقارهم إلى حيوانات الجر، اضطروا للاعتماد على القوة البشرية في جر التماثيل عبر أنحاء الجزيرة باستخدام جذوع الأشجار كبكرات.
تنافس رؤساء العشائر ليصبحوا مرموقين أكثر من خلال إقامة عدد أكبر من التماثيل، تم قطع المزيد من الأشجار، وهو ما أدى إلى إزالة غابات الجزيرة كلها وانهيار النظام البيئي بأكمله. وكلما ازداد التنافس على الموارد، أصبح من الصعب على المزيد من الناس البقاء على قيد الحياة.
وهكذا، تضاءل عدد السكان، كما تضاءلت البيئة المتنوعة والخصبة للجزيرة، تاركين خلفهم عدداً من الأحفاد. وفي الآونة الأخيرة، كانت الجزيرة بمثابة تحذير من الأخطار الثقافية والبيئية لسوء الاستغلال.
موقع تراث عالمي
وفي عام 1995، جعلت منظمة اليونسكو جزيرة القيامة موقعًا تراثيًّا عالميًّا، مع بقاء معظم الجزيرة تحت حماية حديقة رابا نوي الوطنية.
أبرز مواقع الجزيرة الأثرية
يعتبر موقع “أهو أكيفي” واحدًا من أبرز المواقع الأثرية في جزيرة القيامة، وهو مكان مقدس في رابا نوي في منطقة فالبارايسو في تشيلي، ويطل على المحيط الهادئ، ويحتوي الموقع على سبعة مواي، جميعها متساوية في الشكل والحجم ، وتعرف أيضاً باسم مرصد سماوي.
أنشئ في حوالي القرن السادس عشر. ويمثل المعلم أول 8 سكان الجزيرة، وهم التماثيل الوحيدة الذين يواجهون المحيط؛ ليظهر كيف وصلوا الى الجزيرة.