الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انفراجة كبرى بقضية سد النهضة.. 5 دلالات تؤكد تجاوز مصر وإثيوبيا للأزمة

السيسي وآبي أحمد
السيسي وآبي أحمد

استضافت القاهرة يوم الخميس 13 يوليو الجاري، فعاليات مؤتمر قمة دول جوار السودان، في محاولة للتوسط بين الطرفين المتحاربين وهي أحدث المساع الدولية الرامية لمنع اندلاع حرب أهلية وتفاقم الأزمة الإنسانية داخل البلد العربي الشقيق.

زيارة آبي أحمد إلى مصر 

ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الأطراف المتحاربة لوقف نزيف الدم السوداني، وإطلاق حوار وطني جامع  يهدف إلى الوصول لحل سياسي شامل.

وكان قد ألقى الرئيس السيسي البيان الختامي لقمة دول جوار السودان، التي دعت إليها مصر، وشارك فيها رؤساء دول وحكومات جمهورية أفريقيا الوسطي، تشاد، إريتريا، إثيوبيا، ليبيا، وجنوب السودان، بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأمين عام جامعة الدول العربية، لبحث كيفية معالجة الأزمة السودانية.

وكان من بين المشاركين بالقمة آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا ، الذي كان قد وصل إلى القاهرة، الأربعاء، للمشاركة في قمة دول جوار السودان، والتي عقدت يوم الخميس كما سُبق الذكر.

واستقبل الرئيس السيسي رئيس الوزراء الإثيوبي، الذي كان يرأس وفد بلاده في قمة دول جوار السودان لبحث سبل حل الصراع الحالي وتداعياته، وتناول اللقاء حينها العلاقات الثنائية بين البلدين وقضية سد النهضة.

وكشف المستشار أحمد فهمي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، كواليس لقاء الرئيس السيسي برئيس وزراء أثيوبيا، قائلا: "لقاء الرئيس مع أبي أحمد تم بأجواء إيجابية وتعهدات بعدم الأضرار بمصالح مصر.

وتابع المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، خلال تصريحات إعلامية: "لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مع رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، آبي أحمد، شهد أجواء إيجابية خلال استئناف المناقشات بينهما.

وأكد أنه هناك رغبة من الجانب الإثيوبي أن تمثل سياسة مصر وتوجهها الثابت من أجل تحقيق ازدهار الشعبين والأمن والسلام في المنطقة، مؤكدًا أن إثيوبيا تعهدت أن ملء السد خلال العام المائي الحالي لن يلحق أضرارًا بمصر والسودان ويوفي الاحتياجات المائية للبلدين ونتطلع أن ينعكس ذلك على المفاوضات.

كما أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي، جولة داخل العاصمة الإدارية الجديدة، يوم الجمعة، وذلك على هامش الزيارة التي قام بها إلى مصر للمشاركة في قمة دول جوار السودان - بحسب صور نشرتها صفحة إثيوبيا بالعربي على فيسبوك.

انفراجة كبرى بأزمة السد

ومن جانبه شهدت مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا تطورا جديدا بعد فترة من الجمود، وكان أبرز ما ناقشه الزعيمان خلال اللقاء الذي تم يوم الخميس 13 يوليو 2023 مسألة جمود المفاوضات الخاصة بأزمة سد النهضة وكيف يمكن تجاوزها، حيث اتفقا على النقاط التالية:

أولا: جدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، انطلاقاً من الرغبة المشتركة في تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، بما يسهم أيضاً بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة.

 ثانيا: اتفق الزعيمان على ضرورة الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، واتفقا على بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال 4 أشهر.

ثالثا: ومن المقرر أنه خلال فترة هذه المفاوضات، أوضحت إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.

وأشاد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، اليوم السبت، بالقيادة الحكيمة للرئيس السيسي في مصر، وجهوده الحثيثة في البناء والتنمية. 

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي في بيان جديد: "نشيد بالقيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي وجهوده الحثيثة في البناء والتنمية في مصر، ونحن نؤمن أن سد النهضة سيكون له فوائد كبيرة للجميع".

وأضاف: "احتياجات دول المنبع والمصب تتضاعف، بسبب الزيادة السكانية، وهو ما يجعل من الضروري لمصر وإثيوبيا العمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة وإقامة شراكة حقيقية لتحقيق طموحات شعبنا".

وتابع رئيس الوزراء الاثيوبي في بيانه: "إن الحياة الكريمة عبر تواصلنا الدائم مع دول المصب وقيادتها، وهو انعكاس حقيقي لرغبتنا في تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون".

وأشار إلى أنه من فوائد سد النهضة تخزين المياه من أجل مواسم الجفاف لجميع الدول المطلة على النيل، معربا عن تأكيده على التزام بلاده بالتعاون في المشاريع الحيوية مع دول نهر النيل.

انتهاء قضية سد النهضة 

وقالت شبكة "abc" نيوز الأمريكية، إنه بعد سنوات من المحادثات، قالت إثيوبيا ومصر إنهما تهدفان إلى الانتهاء في غضون أربعة أشهر من اتفاق بشأن أكبر سد في إفريقيا، وهو ما يبدو أنه اختراق في نزاع وصفته القاهرة بأنه تهديد وجودي لها.

وأشارت الشبكة إلى أهمية لقاء الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء في القاهرة الذي أسفر عن هذه التفاهمات، مشيرة إلى السودان طرف ثالث أيضا في المحادثات بشأن سد النهضة فهو يقع على بعد 10 كيلومترات من الحدود السودانية. 

ونوه التقرير الأمريكي إلى البيان المصري الاثيوبي لم يذكر ما إذا كانت المحادثات ستكون تحت رعاية الاتحاد الأفريقي أو غيره، فقد كانت الولايات المتحدة من بين مجموعة متنوعة من الوسطاء في الماضي، مشيرا إلى ان الأسئلة الرئيسية في محادثات الجانبين المصري ركزت على كيفية حل أي نزاعات مستقبلية حول السد وكمية المياه التي ستطلقها إثيوبيا في اتجاه مجرى النهر في حالة حدوث جفاف لعدة سنوات.

وقال موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، إن استئناف المفاوضات بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة تطور مهم في خلاف السد، بعد ما اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، على استئناف المناقشات بينهما.

وقال الموقع الأمريكي، في تقرير له، إن كلا البلدين أعربا عن استعدادهما للتغلب على المأزق الطويل والسعي إلى حل ودّي لمعالجة المخاوف بشأن ندرة المياه وتأثير السد على نهر النيل، مشيرا إلى أن قرار استئناف المفاوضات يعد تطورًا مهمًا في حل النزاع، الذي استمر منذ بدء بناء سد النهضة في عام 2011.

وتابع الموقع أنه منذ أن بدأت إثيوبيا في بناء سد النهضة، الذي بلغت تكلفته 4.2 مليار دولار في عام 2011، كانت مصر قلقة من أن المشروع قد يقلل من كمية المياه التي تتلقاها من نهر النيل، لكن كلا البلدين قررا مؤخرًا إجراء حوار حول كيفية حماية مصالح ونصيب مصر من نهر النيل بما يحقق المنفعة لكلا البلدين.

وقال التقرير إن مصر تعتمد على النيل في 97% من احتياجاتها المائية، وبالتالي فالسد يعتبر تهديدا لمصالح مصر المائية، وسبق وأعلنت أديس أبابا في فبراير 2022 عن أن البلاد بدأت في إنتاج الطاقة الكهرومائية لأول مرة.

كما قالت وكالة أسوشيتدبرس إنه بعد سنوات من المحادثات التي لم تأتي ثمارها، قالت إثيوبيا ومصر إنهما تهدفان إلى الانتهاء في غضون أربعة أشهر من اتفاق حول سد النهضة.

وأشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، بقادة مصر واثيوبيا "لقرارهما المشترك" باستئناف المفاوضات بشأن السد.