الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: علقوا آمالكم بالله ولا تصرفوا منها شيئا لأحد سواه

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام ، للمسلمين علقوا آمالكم كلها بالله وحده ولا تصرفوا منها شيئاً لأحد سواه، فهو الذي بيده النفع والضر، وهو الذي بيده حياتكم وموتكم وإليه المصير.

علقوا آمالكم كلها بالله 

وأوضح “ الجهني” خلال خطبة الجمعة اليوم بثاني أيام التشريق وثالث أيام عيد الأضحى من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن من كان حَجّه مبروراً وسعيه مشكوراً وعمله مقبولاً، فقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وفاز برضوان الله ورحمته، فهذه نعمة كبرى يجب شكرها ورعايتها، فما جزاء النعمة إلا الشكر.

وتابع: وما جزاء التوفيق إلا التزود من الخير والاستقامة، وما جزاء المغفرة إلا الإكثار من العمل الصالح وإخلاص العمل لله وتعلق القلب بالله وحده لا شريك له، فبعد أن أتم الله عليك نعمته وفزت بهذه المكرمة الربانية، يجب عليك أن تشكر الله على ما يسر لك وعلى ما أعطاك وهداك.

وأوصى الحجاج بقوله : حافظوا على نعم الله بشكرها، ولازم التوبة والاستغفار على بقاء صحيفتك صافية نقية، واحذر أن تخالف تلك التوبة واحذروا أن تنقضوا  العهد، وتعود أ إلى حمل الأوزار وأثقالها وأخلصوا العبادة لله وحده، فهكذا ينبغي للعبد، كلما فرغ من عبادة، أن يستغفر الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق.

بقاء صحيفتك صافية

وأضاف:  لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة، ومنّ بها على ربه، وجعلت له محلاً ومنزلة رفيعة، فهذا حقيق بالمقت، ورد الفعل، كما أن الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال صالحة أخرى، داعيًا إلى التمسك بالدين وأداء العبادات والحفاظ على مكارم الأخلاق وغض البصر عما حرم الله.

واستطرد:  وتجنب قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وحسن تربية الأبناء وبر الوالدين فالأعمال الصالحة في القلوب الطيبة تنفذ كنفوذ الماء العذب في الأرض الخصبة، يحيي القلوب ويوقظها ويكسبها قوة ونشاطاً وعزيمة وثباتاً، وحينئذ يكون للحج والعمرة أثرٌ حسنٌ في نفس الحاج ومكانةٌ عند الله عزوجل .

 وأشار إلى أن هذا اليوم من معدودات الأيام المفضلة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (واذْكُرُوا اللَّهَ في أيّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ ومَن تَأخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى)، منوهًا بأن أيام التشريق الثلاثة بعد العيد، لمزيتها وشرفها، وكون بقية أحكام المناسك تفعل بها، وهي أيام أكل وذكر ودعاء وإنابة واستغفار، أيام خير وبركة.

وأفاد بأننا اليوم في يوم النفر الأول من الحج لمن تعجل، في هذا اليوم يُوَدِّع الحجاج مشاعر الحج الطيبة المقدسة، بعد أن وقفوا بين يدي الله عز وجل فى تلك البقاع المفضلة، وتابع: وبعد أن أفاض عليهم الرب جل جلاله، وتقدست صفاته وأسماؤه من نفحات جوده وكرمه، ووهب مسيئهم لمحسنهم، وغفر لهم ولمن شفعوا فيه، سينصرفون إلى أهليهم وبلادهم بعد أن فازوا بهذا الفضل العظيم، وبهذا الشرف الدائم بيسر وسهولة وفى أمن وأمان وراحة واستقرار ورغد من العيش.