الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب مسجد الإمام الحسين: الجنة لا تطيب في غياب الأمن والأمان

خطيب مسجد الإمام
خطيب مسجد الإمام الحسين

قال الدكتور مصطفى عبدالسلام إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، إن الأمن والأمان نعمة عظيمة يمن الله تبارك وتعالى بها على خلقه، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا من تحصل عليهما فقد حيزت لهم الدنيا بحذافيرها. 

الجمعة الثانية من ذي الحجة 

وأشار خطيب مسجد الإمام الحسين في خطبة الجمعة الثانية من ذي الحجة تحت عنوان:"حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن" إلى قوله تعالى:" الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)"، موضحا أن شكر هاتين النعمتين يتحقق بهما الإيمان الكامل وكفرهما وجحودهما يجلب العذاب لقوله تعالى: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)". 

واستدل إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين بعظم نعمة الأمن والأمان بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا"،مؤكدا أن الجنة لا تطيب إلا بهاتين النعمتين وإلا فما قيمة البساتين والجنان والقصور ولا وجود لأمن أو أمان. 

واختتم قائلا: إن الله تعالى وصف مصر بما وصف به البلد الحرام فقال سبحانه “لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا”، وفي مصر:"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". 

مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان

فيما قالت وزارة الأوقاف: لعل من أهم المكاسب التي حققتها ثورة 30 يونيو أنها حافظت على الدولة قوية موحدة متماسكة ونأت بها عن السقوط في أيدي الجماعات المتطرفة التي كانت لا تعرف للوطن حقا وتعده في أدبياتها حفنة من تراب ولا قيمة له ولا يشكل عندها شيئا يذكر، وعقيدتنا أن الحفاظ على الأوطان وأن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان بحيث تكون مصالح البلاد والعباد معتبره فثمة شرع الله، و بلا دولة و بلا وطن لا مجال لأمن ولا لأمان والوطن تاج على رؤوس الوطنيين الشرفاء.

كما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، ومن لا خير فيه لوطنه لا خير في أصلا، فالدول لكل أبنائها وهو ما رسخته ثورة 30يونيو، والدولة لكل أبنائها وهي بهم جميعا بلا تفرقه ولا تمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو القبيلة، فأبناء الدولة جميعا متساوون في الحقوق والواجبات وكل ما كانوا على قلب رجل واحد كان أدعي لقوتها ورقيها وتقدمها، وعلى أبنائها جميعا التضافر لحمايتها والحفاظ عليها والعمل على تقدمها.

وقد أكد وزير الأوقاف في كتابه (الكليات الست) أن الوطن أصل راسخ بين هذه الكليات التي يجب الحفاظ عليها وهي الدين والوطن والنفس والمال والعرض والعقل لأن الحر الشريف يفتدي وطنه بنفسه ويسهم بكل ما يملك من مال وعلم وفكر و جهد في سبيل أمنه ورقيه وتقدمه، والوطنية الحقيقية تقتضي أن نكون صفا واحدا ولاسيما عند الشدائد والأزمات نتكافل ونتراحم ويأخذ بعضنا بيد بعض ونتعاون في الحفاظ على وطننا والعمل على رقيه وتقدمه بمزيد من الجهد والعمل والاتقان وحسن الانتماء وتعزيز الانتماء وبخاصه لدى النشء والشباب لينشا الجميع على حب هذا الوطن العظيم
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وشددت: يجب علينا أن نعود أبنائنا على الحفاظ على الأوطان على حد قول الشاعر:
لَنا وَطَنٌ بِأَنفُسِنا نَقيهِ
وَبِالدُنيا العَريضَةِ نَفتَديهِ
إِذا ما سيلَتِ الأَرواحُ فيهِ
بَذَلناها كَأَن لَم نُعطِ شَيّا
نَقومُ عَلى البِنايَةِ ما حيينا
وَنَعهَدُ بِالتَمامِ إِلى بَنينا
وفيكي نَموتُ مِصرُ كَما حَيينا
وَيَبقى وَجهُكِ المَفدِيُّ حَيّا
سائلة الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء ومكروه وأن يهيئ لأبنائها سعة ورشدا، إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمه الله.