الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تطور جديد بشأن الصراع في السودان.. هل من انفراجة قريبة؟

عبد الفتاح البرهان
عبد الفتاح البرهان و محمد حمدان دقلو

اتفق ممثلو الجيش وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان لمدة 72 ساعة، حسبما أعلنت السعودية والولايات المتحدة مساء أمس، السبت. 

وأوضح بيان سعودي أمريكي أن وقف إطلاق النار سيبدأ الساعة السادسة من صباح الأحد بتوقيت الخرطوم.

السودان

في حال عدم التزام الطرفين بالهدنة

جاء في البيان المشترك: "اتفق الطرفان على أنهما خلال فترة وقف إطلاق النار، سيمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات، أو الامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار".

"اتفقا على السماح بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان".

"في ضوء مؤتمر المانحين الإنساني يوم 19 يونيو، دعا المسهلان (الرياض وواشنطن) الطرفين إلى النظر في المعاناة الكبيرة للشعب السوداني، وضرورة الالتزام التام بوقف إطلاق النار وتوقف حدة العنف".

"في حال عدم التزام الطرفان بوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، سيضطر المسهلان إلى النظر في تأجيل محادثات جدة".

وكانت هدن سابقة فشلت في وقف الصراع الدامي الذي بدأ في السودان منتصف أبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

والسبت قال وزير الصحة السوداني إن حصيلة الصراع بلغت حتى الآن أكثر من 3 آلاف قتيل و6 آلاف مصاب، مضيفاً أن نصف مستشفيات الخرطوم فقط، البالغ عددها 130، يعمل، وأن جميع مستشفيات ولاية غرب دارفور خارج الخدمة.

وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان لها، أمس السبت، أنها أسقطت طائرة حربية من طراز "ميغ" تابعة للجيش السوداني. 

وأضاف البيان أن طيران الجيش هاجم صباح السبت عددا من الأحياء السكنية في جنوب الخرطوم (مايو واليرموك ومانديلا)، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات وسط المدنيين.

وقد وجه مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ياسر العطا رسالة تحذيرية للمواطنين بإخلاء المنازل المجاورة لمنازل تتواجد بها قوات الدعم السريع في إشارة لتصعيد في قادم الساعات.

وذكرت مصادر سودانية أمس، السبت، أن هناك ترجيحا بشأن إعلان هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع لمدة 3 أيام.

وأشارت المصادر إلى أن "الهدنة المرتقبة في السودان ستعقبها هدنة لمدة 5 أيام خلال عيد الأضحى".

الوضع في السودان

هل ستصمد الهدنة في السودان؟

في هذا الصدد، قال الكاتب الصحفي، السماني عوض الله، رئيس تحرير موقع “الحاكم نيوز" السوداني، إنه يعتقد أن الوضع في أشد الحوجة لهدنة لوقف إطلاق النار، وذلك لإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين داخل الخرطوم، وللمتأثرين أيضاً  في مدينة الجنينة بغرب دارفور، مشيراً إلى أنهم يعيشون أوضاعاً مأساوية ويحتاجون للغذاء والدواء.

وأضاف السماني عوض الله، في تصريحات لــ"صدى البلد"، أن الهدنة التي بدأت اليوم يتوقع لها نجاح نسبي، نسبة للوضع الإنساني الحرج، ولا أعتقد انها تصمد لمدة ثلاثة أيام متتالية، وذلك حسب تجارب الهدن السابقة، ولكن يتوقع أن تحقق نوعاً من النجاح وذلك يعود الي عدم الثقة بين الطرفين.

وتابع: “يعتقد كل طرف أن الطرف الآخر يريد تحقيق مكاسب جديدة على الأرض، فلذا ستشهد هذه الهدنة بعض الخروقات خاصة من ميليشيا الدعم السريع التي ظلت لا تحترم أي اتفاق لغياب الاتصال والتنسيق بين قياداتها وجنودها المنتشرين في الأحياء السكنية”.

واستطرد: “لا تصمد الهدن لعدم توفر الثقة بين الطرفين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المتمردة بجانب أن الميليشيا تسعى من خلال هذه الهدن للحصول على الإمداد العسكري والغذائي بعد أن قامت القوات المسلحة بتضييق الخناق عليها وقطع خطوط الإمداد”.

عبد الفتاح البرهان و محمد حمدان دقلو

اتفاق جدة

يذكر أن الطرفين قاما بالتوقيع على اتفاق جدّة في مايو 2023 بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك الاتفاق جاء بالتعاون مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بعد شهر تقريباً من قتال دام أسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى بسبب الصراع بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع الذي بدأ في منتصف أبريل 2023، وتسبب في فرار عشرات الآلاف من منازلهم، وجعل البلاد على شفا حرب أهلية وكارثة إنسانية ضخمة، ونصّ الإعلان على 7 بنود، أهمها الالتزام بحماية المدنيين كشرط أساسي، ويؤكد التزام الجانبين بسيادة السودان ووحدته، ومن أهم تلك الالتزامات الـ7:
1- نتفق على أن مصالح وسلامة الشعب السوداني هي أولوياتنا الرئيسية ونؤكد التزامنا بضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات، ويشمل ذلك السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق الأعمال العدائية الفعلية على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه.

2- نؤكد مسئوليتنا عن احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الالتزام بالتمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية عرضية والتي تكون مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة، كذلك اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين. وتسهيل المرور الآمن والسريع دون عوائق للعاملين في المجال الإنساني عبر جميع الطرق المتاحة.

4- بذل كل الجهود لضمان نشر هذه الالتزامات - وجميع التزامات القانون الدولي الإنساني - بالكامل داخل صفوفنا، وتعيين نقاط اتصال للتعامل مع الجهات الفاعلة الإنسانية لتسهيل أنشطتها.

5- تمكين الجهات الإنسانية المسؤولة، مثل الهلال الأحمر السوداني و/أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من جمع الموتى وتسجيل أسمائهم ودفنهم بالتنسيق مع السلطات المختصة.

6- اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان التزام جميع الأشخاص الخاضعين لتعليماتنا أو توجيهاتنا أو سيطرتنا بالقانون الإنساني الدولي، لا سيما الالتزامات الواردة في هذا الإعلان.

7- تعزيزاً للمبادئ والالتزامات الواردة في هذا الإعلان، نلتزم بإعطاء الأولوية للمناقشات بهدف تحقيق وقف إطلاق نار قصير المدى لتسهيل توصيل المساعدة الإنسانية الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية، ونلتزم كذلك بجدولة المناقشات الموسعة اللاحقة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.

سفينة إمداد للسودان الشقيق

انطلاقًا من الروابط التاريخية والقومية التي تجمع مصر والسودان الشقيق، وتأكيدًا على عمق روابط الأخوة والصداقة التي تجمع الشعبين الشقيقين، وصلت في الساعات القليلة الماضية سفينة إمداد مصرية تابعة للقوات البحرية المصرية إلى ميناء بورتسودان بدولة السودان محمل عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية مقدمة من وزارتى الدفاع والتضامن الاجتماعى وجمعية الهلال الأحمر المصرية وبيت الزكاة والصدقات المصرى، وسيتم دفع تلك المساعدات إلى المناطق المنكوبة والأكثر احتياجًا بدولة السودان الشقيق.

وأعرب مسئولو الجانب السودانى عن تقديرهم للجهود المبذولة من جمهورية مصر العربية، مقدمين الشكر والتقدير للقيادة السياسية المصرية على ما تبذله من جهود متواصلة للتغلب على جميع الشدائد التي يواجهها الشعب السودانى الشقيق.


-