الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عادل الألفي: صناع المحتوى السياحي الرقمي ينقصهم الخبرة المهنية

عادل الألفي
عادل الألفي

أكد الكاتب الصحفي عادل الألفي، المتخصص في الشأن السياحي بجريدة «الأهرام»، أن الكثير من صناع المحتوى الرقمي على مواقع التواصل الاجتماعي المهتمين بالترويج السياحي لبلدانهم داخل الوطن العربي مازالوا لا يمتلكون الكثير من الخبرات والمعايير الواجبة في نقل صورة المعالم السياحية بالشكل الأمثل.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة النقاشية في فعاليات المؤتمر الدولي للإعلام السياحي الذي تنظمه إحدى المنصات التعليمية الرقمية الخليجية بالتعاون مع كلية «ليدز» البريطانية تحت عنوان «التكنولوجيا الرقمية ودورها في تطوير وتوظيف مهارات الشباب في مجال الإعلام السياحي».

وتابع «الألفي» حديثه، قائلا: «أن إلمامهم بالمعايير المهنية التي يجب وضعها في الاعتبار عند نقل صورة المقصد السياحي تكون في الكثير من الأحيان معتمدة على القشور، حيث لا يضع بعضهم في الاعتبار جانب من الضرورات التي يجب اتخاذها، خاصة إن كان الحديث عن حادثة مؤلمة للغاية، مثل واقعة سمكة القرش التي التهمت جسد مواطن روسي مقيم في أحد المقاصد السياحية في الآونة الأخيرة، والتي كانت كاشفة لجوانب ضعف الخبرات اللازمة والقصور الشديد في تعامل النشطاء مع نقل تلك النوعية من الأحداث التي تصيب المقصد السياحي والاقتصاد القومي للوطن بالضرر».

وأوضح أن تناول صناع المحتوى الرقمي، للفيديو المصور لتلك الواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي أصاب المجتمع المحلي والدولي بالفزع الشديد، وأثر سلبا على الصورة الذهنية لدى السائح عن المقصد السياحي، وبالتبعية امتد تأثيره على معيشة المجتمع المحلي الذي يتربح من صناعة السياحة، لهذا يجب أن يدرك صانع المحتوى أن الربط بين أي حادثة ومقصد سياحي يكون ذو حساسية عالية حتى لا يضر وطنه.

وعن الطريقة المثلي لنقل تلك الأحداث، أشار «الألفي» إلى ضرورة نقل الواقع بدقة ودون مبالغة أو تضخيم لكسب مشاهدات أعلى، لأن الكثير ممن سيشاهدون هذا المقطع المصور بطريقة الفيديو سواء محليا أو دوليا على مواقع التواصل الاجتماعي قد يكونوا غير متابعين لحال وطبيعة تلك المنطقة السياحية، وبالتالي هناك احتمالية كبيرة للاعتقاد أنها حادثة اعتيادية يومية وليست استثنائية بالمخالفة للحقيقة، لأن صانع المحتوى لم يوضح تلك الجزئية الهامة عند نقل الحدث، وأيضا لم يتطرق إلى الإجراءات التي اتخذتها الدولة سواء مسئولي الحكومة أو القائمين على النشاط السياحي للحد من أسباب تكرار وقوع مثل تلك النوعية من الحوادث ذات الطبيعة الخاصة مرة أخرى، وذلك حتى لا يصاب المقصد السياحي في مقتل.

وأضاف أن البعض من صناع المحتوى حين ينقل صورة موقع سياحي يعتمد في سرده على تفاصيل الموقع من الداخل دون التطرق للطبيعة الديموغرافية لهذا المكان التي على رأسها ثقافة المجتمع المحيط التي تختلف من منطقة إلى أخرى داخل المدينة نفسها، مؤكدا أنه من الأهمية إعلام السائح بطبيعة المكان والملابس المناسبة والإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها وسبل التصرف عند التعرض لأية مضايقات قد تحدث، ملمحا إلى أنه إذا رغبت سائحة أوروبية مرتدية تنورة قصيرة الذهاب لمشاهدة معالم منطقة قديمة أو شعبية في دولة عربية، فهذا قد يعرضها لبعض المضايقات لطبيعة الثقافة الغالبة على سكانها التي قد ترفض تلك النوعية من الملابس، في حين لو ذهبت بنفس الملابس إلى منطقة أخرى داخل نفس المدينة، فقد لا تتعرض إلى أية مضايقات، نظرا للتنوع الثقافي داخل الوطن العربي.

وشدد «الألفي»، في ختام حديثه، على أهمية تبني القائمين على النشاط السياحي، لعملية تأهيل وتدريب الراغبين من صناع المحتوى الرقمي المهتمين بنقل الواقع السياحي على مواقع التواصل الاجتماعي على الأساليب المثلى في التعريف بالمقاصد السياحية والمواقع الأثرية، ليشكلوا إضافة حقيقية تسهم في تنشيط السياحة داخل البلدان العربية سواء كان هدفهم ربحيا من عدمه.