أيقونة مصرية|حكاية منة الله عماد طالبة كفر الشيخ مع المذاكرة على الجردل

حالة من السعادة والفخر غمرت قلوب المصريين بعد تداول قصة ملهمة جديدة تحكي معاناة الطالبة  منة عماد إبراهيم، الأولى على مستوى محافظة كفر الشيخ، في الشهادة الإعدادية، وذلك عقب حصولها على 287.5 درجة.

تبني الطالبة المتفوقة علميا

وأعلنت الأكاديمية الوطنية للتدريب ومؤسسة حياة كريمة في بيانٍ مشترك بينهما عن تبنيهما للطالبة المتفوقة "منة الله عماد " التي حصلت على المركز الأول على المرحلة الإعدادية، وذلك على مستوى محافظة كفر الشيخ.

يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وفي إطار المبادرة الرئاسية لتبنى المواهب، التي كانت قد أطلقتها الأكاديمية الوطنية للتدريب، وتتكفّل كلاً من الأكاديمية الوطنية للتدريب ومؤسسة حياة كريمة بتقديم كافة أوجه الدعم اللازم للطالبة المتفوقة في كافة مراحلها التعليمية القادمة حتى تخرجها في الجامعة.

وعبرت منة الله عماد، الأولى على مستوى محافظة كفر الشيخ، عن سعادتها، بتوجيهات الرئيس السيسي، عما أعلنته الأكاديمية الوطنية للتدريب ومؤسسة حياة كريمة في بيان مشترك بينهما عن تبنيهم الطالبة المتفوقة "منة الله عماد" والتي حصلت على المركز الأول على المرحلة الإعدادية وذلك على مستوى محافظة كفر الشيخ.

ومن جهته أجرى الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني اتصالا هاتفيا بالطالبة منة الله عماد الأول مكرر على محافظة كفر الشيخ بالمرحلة الإعدادية لتهنئتها بحصولها على المركز الأول، موجها لها خالص الامنيات بالنجاح والتوفيق الدائم

ووجه الدكتور رضا حجازي بالتحاق الطالبة منة الله بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM، بناء على رغبتها، وذلك عقب اجتيازها الاختبارات المقررة للالتحاق بالمدرسة، على أن تتحمل الوزارة كافة مصاريفها الدراسية طوال السنوات الثلاثة للدراسة بشرط استمرار تفوقها.

رد فعل الطالبة منة الله عماد

وأكد الدكتور رضا حجازي أن الوزارة لا تتوانى عن دعم المتفوقين والموهوبين ورعايتهم بكافة السبل المتاحة لإتاحة الفرصة لهم لأن يكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة في مستقبل الوطن.

وقالت منة الله، إنها تعلم مقدار اهتمام الرئيس السيسي، بكافة الشعب المصري، ومتابعة جيدة للجهود الكبيرة التي يبذلها في كافة المحافظة، وخاصة محافظة كفر الشيخ، وما يتم إنشاؤه من مشروعات قومية بالمحافظة، مثل: "مزرعة غليون السمكية، ومحطة كهرباء البرلس، ومصانع الرمال السوداء، وشبكة الطرق التي يتم تشييدها، والتقدم في القطاع الصحي، وإنشاء مركز الأورام، وغيرهم من المشروعات".

وشددت على استجابته للمواقف الإنسانية، ولكنها لم تكن تتخيل أن تكون الاستجابة بهذه السرعة لطالبة، من أب لديه مشاغل كثيرة، مشيرة إلى أنها اجتهدت واعتمدت على الله، فجاءت الاستجابة سريعا، من الرئيس.

وأضافت منة الله عماد، أنها تشكر مؤسسة حياة كريمة على التواصل معها، والاستجابة الله، داعيا الله أن تكون في المستقبل طبيبة، تؤدي عملها بكل حب وإخلاص، لوطن تقدر أبنائه، وأن تكون من عملها  مستقطعاً للفقراء والمحتاجين، أعز الله مصر وجعلها في مصاف الدول المقدمة، فقد سارت بتوجيهات الرئيس السيسي، على الطرق الصحيح، منذ 9 سنوات، بدعم قيادتنا الرشيدة.

وقالت والدة منة الله، إن دموعها سبقتها عندما علمت باستجابة الرئيس لها، وبتوجيهاته الأبوية، مؤكدة: "دعم منة الله إن شاء الله هيكون لحد ما تتخرج من الجامعة"، مشيرة إلى أنها منذ الخلاف بينها وبين والد منة الله وحياتها البائسة، لأول مرة ستعيش ليلة سعيدة، وحياة هانئة، ومطمئنة على منة الله، ومستقبلها، داعية الله أن يديم على الرئيس الصحة والعافية، وينصر مصر، ويحمي شبابها ورجالها وسيداتها.

يولد الإبداع من رحم المعاناة

وقالت الطالبة منة الله عماد إبراهيم الأولى على مستوى كفر الشيخ في تصريحات تليفزيونية، السبت، إنها تواجه مشكلات منذ عامين بعد انفصال والديها، إذ تقيم بشقة خالية من المنقولات وتنام على مرتبة على الأرض، وتذاكر على "جردل".

وأشارت إلى أن أسرة والدها أخذت جميع المنقولات في الشقة، ولا يوجد بها سوى مرتبة أحضرتها لهم جدتها من المنصورة، إضافة إلى الجردل الذي تذاكر عليه، لافتة إلى أن والدها في دولة عربية ولا ينفق عليهم.

وتابعت: “المذاكرة على جردل وعلى البلاط في عز الشتاء والبرد كانت صعبة جدًا، لكن كان هدفي إني أوصل لحلمي”.

وأكدت منة الله، أن الحفاظ على الصلاة، والحرص على تلاوة كتاب الله، ورضا والدتها، سر تفوقها، فلابد ان يكون الانسان قريبا من ربه، والقرب منه سبحانه، تهون الظروف والصعاب، ويدب سبحانه في النفس الثقة والطمأنينة من في النفس، إضافة لتنظيم  الوقت، مشيرة إلى أن لها شقيقين إبراهيم ويوسف، تتمنى أن يكونا أفضل منها.

وقال إبراهيم عماد، بالصف الثاني الاعدادي، إن منة الله  هي قدوته ومثله الأعلى، فهلا من تدعمه وتشجعه على التفوق، وان شاء الله سيكون يوما مثلها، متمنيا لها التوفيق، وتكون من أوائل الجمهورية في الثانوية العامة، وتلتحق بكلية الطب.

معاناة منة بعد انفصال والديها

منة الله عماد إبراهيم، كانت طالبة بمدرسة الحامول الرسمية للغات، مرت بظروف عائلية قاسية وصعبة في حياتها، بعد عودتها من السعودية، وحياتها هناك مع أسرتها لمدة 10 سنوات، ولكن بعد عودتها حدث خلاف بين والديها أدى للانفصال، وبرغم أنهم يعيشون بمنزل إلا أنه لا يحتوي أثاث، فنومها ووالدتها وأشقائها على مرتبة على الأرض.

والدتها كانت بمثابة الأم والأب، وتتمنى أن تجتهد خلال المرحلة الثانوية، لتكون من بين أوائل الثانوية العامة، لتلتحق بكلية الطب، وتكون طبية جلدية، ومثلها الأعلى الدكتور هاني الناظر.

من جانبها قالت والدة منة الله، إنها تريد أن يعرف العالم كله قصة ابنتها التي ظلت لسنوات تذاكر على جردل لسنوات، إلا أنها بسبب عزيمتها تفوقت وحققت المستحيل، فبعد حياة الرغد بالمملكة العربية السعودية، والخلافات العائلة، والانفصال، وتحول الحياة من الرغد لحياة بمسكن لا يوجد به مقومات النجاح لطفلة ظلت 4 سنوات كاملة تذاكر على جردل وتفترش البلاط وتنام على مرتبة على الأرض، لتثبت للجميع، أنها لم تيأس وتفوقت على نفسها .