الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كائنات حية تعيش في الصيف فقط.. مكان على كوكب الأرض يصدم العلماء

الأنهار الجليدية
الأنهار الجليدية

تخلو الأنهار الجليدية في القطب الشمالي من الحياة كما قد تبدو للوهلة الأولى، ولكن في الواقع تحتوي على عدد كبير من الكائنات الحية المجهرية.

وبحسب دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة آرهوس في السويد، فإن الجليد والثلج في نهرين جليديين في جرينلاند وآيسلندا يحتوي على كائنات حية مختلفة، تعيش على البكتيريا والطحالب والفيروسات والفطريات المجهرية.

كائنات حية تعيش في الصيف فقط

ووفقا لمجلة “ساينس أليرت” العلمية، تظل هذه الكائنات الحية الصغيرة نائمة خلال الشتاء، وتستيقظ من سباتها المتجمد فقط مع ذوبان الصيف.

أكد الباحثون أنه يمكن أن تحتوي بركة صغيرة من المياه الذائبة على نهر جليدي بسهولة على 4000 نوع مختلف من الكائنات الحية المجهرية.

وقد اكتشف الباحثون أن أكثر من نصف البكتيريا التي تم اكتشافها كانت نشطة خلال الصيف، مما يشير إلى أن المجتمعات الميكروبية على الثلج والجليد يمكن أن تستجيب بسرعة للتغيرات في ذوبان الجليد.

ومع ذلك، فإن تغييرًا جذريًا في كائن حي واحد يمكن أن يغير استقرار النظام البيئي بأكمله، وهذا يشير إلى أن التغيرات الحاصلة في منطقة القطب الشمالي يجب أن تتم بحذر وتوخي الحيطة والحذر، خاصةً في ظل الزيادة المستمرة في درجات الحرارة التي تؤثر على المناطق القطبية بشكل متزايد.

وتعتبر هذه الدراسة الجديدة أحد الأدوات الهامة لفهم كيفية تأثير التغييرات المناخية على النظم البيئية في المناطق القطبية، وكيفية تكيف الكائنات الحية في هذه المنطقة مع تغيرات المناخ.

ويعتبر القطب الشمالي منطقة حساسة جداً من الناحية البيئية، وتعاني من التغيرات المناخية بشكل خاص، حيث تشهد هذه المنطقة ارتفاعًا في درجات الحرارة بشكل أسرع من أي مكان آخر في العالم، مما يزيد من المخاطر البيئية والاجتماعية في هذه المنطقة.

الجانب المخفي من الحياة في الأنهار

وبالرغم من أن هذه الدراسة تسلط الضوء على جانب مخفي من الحياة في الأنهار الجليدية، إلا أنها تذكرنا بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي في هذه المناطق الحساسة وضرورة تبني تدابير للحفاظ على النظام البيئي بأكمله.

وتضع هذه الدراسة أمام المجتمع الدولي تحديًا جديدًا للعمل على الحفاظ على النظام البيئي في المناطق القطبية، وإيجاد طرق جديدة وفعالة للتعامل مع التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه هذه المناطق الحساسة.

وهذا يتطلب جهوداً مشتركة من الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية، للعمل على تطوير خطط عمل واضحة ومستدامة للحفاظ على النظام البيئي في المناطق القطبية، والتصدي لتحديات التغير المناخي والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

من المتوقع أن تشهد مناطق القطب الشمالي تغيرات مناخية تزيد من حدة الاحترار الشتوي والأمطار في المستقبل، وتزدهر بعض الميكروبات بالفعل في الطين.

ويعد تغيير لون الجليد للداكن نتيجة امتصاصه المزيد من حرارة الشمس، مما يؤدي إلى زيادة الذوبان بنسبة 20%.

ولوحظ انتشار الطحالب الثلجية ذات اللون الأرجواني الغامق، وهي المتفوقة في الأداء في المياه الذائبة في جرينلاند.

نظم الإيكولوجية الجليدية

وتشير دراسة سابقة إلى أن إضافة الماء إلى كتلة الثلج يؤدي إلى زيادة طحالب الثلج بنسبة 48 في المائة خلال شهرين، وتؤكد دراسة جديدة على أن الكائنات الحية المجهرية في الأنهار الجليدية قادرة على الاستجابة للذوبان القصير الذي يحدث في النطاق الزمني من ساعات إلى أيام، وهو وقت قصير بما يكفي لأن يؤثر على عمل النظم الإيكولوجية الجليدية والدورات الجيوكيميائية الحيوية.

ومن المتوقع أن يصبح الاحترار الشتوي المعزز أكثر انتشارًا في المستقبل نتيجة لتغير المناخ، مما يؤدي إلى تغييرات بيئية في الأنهار الجليدية.

ويشير العلماء إلى أن دراساتهم تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للتفاعلات الحيوية في الجليد والثلج في القطب الشمالي وتأثيرها على البيئة والمناخ. ويرجح أن يكون المستقبل غير واعد للجليد والثلج في القطب الشمالي.


-