الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا أتمنى لهم الشر والأذى.. في غضبي أدعو على أولادي فهل يستجاب؟

الدعاء
الدعاء

يضطر كثير من الأبوين في انفعاله إلى الدعاء على أبنائهم محاولة لإخافتهم أو إثنائهم عن فعل معين، لكنه يخشى من الإستجابة وأن يلحقهم الضرر فما حكم ذلك؟ 

حكم الدعاء على الأبناء

يقول السائل في بعض الأوقات يغضب أحد الوالدين  على أبنائه في لحظة انفعال، ويقوم بالدعاء عليهم، وهو في داخل نفسه لا يتمنى لهم الشر والأذى. فما الحكم في ذلك؟ وهل يكون آثِمًا مَن فعل ذلك؟، وقال الدكتور محمد قاسم المنسي، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، إنه لا يجوز شرعًا أن يدعو الإنسان على نفسه أو على أولاده، وإنما عليه أن يصبر ويتحمل مهما أخطأ الأولاد أو أساءوا التصرف؛ ومِن ثَمّ يُعَدّ من الإثم أن يدعو المرء على نفسه أو على أولاده، ومَن ابتُلِي بذلك فعليه أن يتوقف ويتوب إلى الله (تعالى)، ويسعى جاهدًا إلى تربية أبنائه ورعايتهم والدعاء لهم بدلًا من الدعاء عليهم.

وتابع: إن من محاسن الشريعة الإسلامية ومكارمها دعوتها إلى أن يضبط الإنسان انفعالاته، وألّا يسترسل مع غضبه، فربما حمله الغضب على أقوال أو تصرفات غير جائزة شرعًا؛ ولذلك حذَّر النبي (صلى الله عليه وسلم) من الغضب، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة أن رجلًا قال للنبي (صلى الله عليه وسلم): «أوصني»، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «لا تغضب» فردَّد مرارًا قال: «لا تغضب».

وبين أن الغضب انفعال فطري، يشعر به الكبار والصغار، ولا يُعَدّ في حد ذاته مشكلة، ولكن الخطورة في هذا الانفعال عندما يخرج عن حد السيطرة؛ فيقع الإنسان في المحظورات؛ لذلك دعا الإسلام الإنسان إلى أن يضبط غضبه؛ حتى لا يقع في المحظورات.

وأشار إلى أنه من رحمة الله بعباده أنه لا يستجيب لهم كل ما يدعون به في حالة الغضب، وإلا لهلكوا؛ لقوله (تعالى): ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ﴾.

قال بعض المفسرين في ذلك: إن الله يخبرنا عن حلمه ولطفه بعباده أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم، أو على أولادهم، أو على أموالهم، في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه (تعالى) يعلم منهم عدم القصد بالشر؛ فلهذا لا يستجيب لهم؛ لطفًا ورحمة كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء.

وقد ورد في الحديث عن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم».