يصادف اليوم الذكرى 178 لميلاد الأديب السويسري كارل شبيتلر، الحاصل على جائزة "نوبل" للأدب في عام 1919.
ولد كارل شبيتلر في مدينة "ليستال" في 24 أبريل 1845، واسمه الحقيقي"كارل فيليكس تاندم"، درس اللاهوت في مدينة "زيوريخ"، ثم في "هايدلبرغ" الألمانية، وكان والده موظفاً مرموقاً في الدولة، أراد له أن يصبح حقوقيًا لامعًا.
تلقى شبيتلر تعليمه المدرسي في بِرن، ثم في بازل حيث بدأ عام 1863 بدراسة الحقوق، لكن يبدو أن هذه الدراسة لم توافق ميوله، وبطريقة تشبه الهروب، اتجه إلى لوتسرن ليستقر بها.
شخصيات مؤثرة
تأثرت نظرة شبيتلر الفلسفية في الحياة إلى حد كبير بأستاذه "ياكوب بوركهارت"، في معهد التربية في بازل، وتوطدت هناك أيضاً صداقتة مع "ڤيدمان"، وكانت المراسلات بينهما من أهم مصادر تطوره الفكري والفني، فيما كان للفيلسوف الألماني "آرتور شوپنهاور" أكبر الأثر في فكره، فقد جعله متشائماً. وبدلاً من أن يصبح قسيسًا غادر إلى روسيا ليصبح معلمًا لأبناء الطبقة البرجوازية.
أحب الحياة في روسيا، لكنه وعاد إلى بلاده، ليعمل في مجال الصحافة محرراً في عدة صحف، منها الملحق الأدبي لصحيفة زيوريخ الجديدة، ثم ترك عمله عام 1892 ليتفرغ للكتابة.
منعطف شهر أكتوبر
بدأ كارل شبيتلر بكتابة الشعر في عام 1862، واعتمد عليه لإبراز رغبته بالتحدي والسخط، و التخفيف من كل ما كان يثقل عليه؛ وفق ما جاء في سيرته الذاتية التى ذكر فيها أن شهر أكتوبر من عام 1862 كان منعطفًا في حياته: «فجأة كالبرق، وبوضوح الشمس في رابعة النهار هبط عليّ، إنه هو، لا الموسيقى ولا الرسم، بل الشعر، ففيه يمكنك أن تعبر عن التحدي وعن السخط، بل عن كل شيء يثقل عليك وتريد أن تبوح به».
أهم أعماله
اهتم كارل شبيتلِر بالدرجة الأولى بالأساطير اليونانية، وصدر كتابه الأول عام 1881 بعنوان «بروميثيوس وإبيميثيوس»، ثم صدر لـه عمل آخر بعنوان «برومثيوس الصبور».
وجمع أعماله الصحفية في مجلدين هما «رموز أدبية» و«حقائق ضاحكة»، ثم صدرت له مجموعة قصصية بعنوان «الملازم كونراد»، وفي مجال المسرح كتب مسرحية واحدة بعنوان «عضو البرلمان» .
حقق القفزة الكبيرة في إبداعه في كتابه «ربيع أولمبي» حول الميثولوجيا اليونانية بأجزائه الأربعة وهي: «الصعود إلى السماء، هيرا العروس، أوج الزمان، النهاية والتحول»، و صـدرت هـذه الأعمال بين عـامـي 1900 و1905 وتناول فيها الخلاف بين زيوس -كبير الآلهة- و أبولون و هيرا، إضافة إلى قصص أخرى تدور حول أبولون و هرمس و ديونيسوس و بوسيدون وغيرهم.
أما سيرة حياة كارل شبيتلر فقد جاءت في كتابه «إيماجو»، وفيها قصة حبه لابنة عمه، عرض فيها العلاقة بين الفن والحياة.
ومـن أعمالـه الأخـرى «فراشـات» عام 1889، وقصائد «بالاد» عام 1896، و «علاقاتي مع نيتشه» عام 1908.
التكريم والجوائز الأدبية
حصل كارل شبيتلِر في خلال مسيرته على تكريم أوساط أدبية عديدة، إذ كُرِّم إلى جانب الكاتبين الألمانيين الكبيرين "توماس مان" و "هرمان هسه"، حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1920، كما نال جائزة “شيلر” الأدبية، ولقب فارس في فيلق الشرف الفرنسي،
تُوفي كارل شبيتلر بمدينة لوتسرن، في التاسع عشر من ديسمبر عام 1924.