يصادف الرابع والعشرين من أبريل ذكرى رحيل التاجر و الكاتب الإنجليزي صاحب الإنتاج الغزير والمتنوع “دانييل ديفو”، الذي يُعد واحدا من أوائل مؤسسي الرواية الإنجليزية، كما أنه ساعد في نشر النموذج البريطاني، و اشتُهر بتأليفه عددًا من الروايات المقروءة عالميًا مثل “روبنسون كروزو” و”مول فلاندرز”.

ولد دانييل في العاصمة الإنجليزية لندن، وبدأ حياته في العمل بالتجارة، حيث شارك في عدد كبير من الصفقات التجارية الخاسرة، والتي جعلته في مواجهة مع الإفلاس و الدائنين.

كتب عددًا كبيرًا من المؤلفات تعرض في بعضها للشأن السياسي، مما تسبب في سجنه بتهمة التشهير، و تحول "ديفو" في آخر عمره إلى تأليف الروايات الخيالية، وفي مقدمتها رائعته "روبنسون كروزو".

كذلك، أصدر ديفو دورية "Review"، التي نُشرت بين عامي 1704 و1713، خلال حكم الملكة "آن" خليفة الملك هنري الثالث، ولم يسلم ديفو من المكائد والدسائس التي ساقها خصومه، فتعرض للاعتقال والسجن عدة مرات عام 1713.

رواية «روبنسون كروزو»

دخل ديفو مجالًا أدبيًا جديدًا حين نشر روايته الرائعة "روبنسون كروزو " عام 1719، وتستند إلى مجموعة من الأفكار التي وردت في بعض المقالات القصيرة التي كتبها ديفو على مدار عدة سنوات، وتحكي قصة شاب تحطمت سفينته على شاطئ جزيرة غير مأهولة، وكيف تمكن من النجاة هناك، وما لاقاه من مغامرات مثيرة.

ويفترض عدد من النقاد أن دانييل ديفو استقى أحداث روايته من قصة البحار الاسكوتلندي “ألكسندر سيلكيرك”، الذي قضى حوالي أربع سنوات على جزر خوان فرنانديز، وثمة افتراضات أخرى تشير إلى أن ديفو قد استوحى الرواية من إحدى مؤلفات الفيلسوف ابن طفيل.

بعد رواية "روبنسون كروزو"، نشر دانييل ديفو عدة روايات جديدة تميزت بأن معظم أبطالها كانوا شخصيات شريرة أو محتالة، وتتضمن قائمة هذه الروايات كلًا من: "مول فلاندرز "، و"الكولونيل جاك "، و"كابتن سلنجنتون".

عاد دانييل ديفو مرة أخرى إلى كتابة المقالات، وتناول مواضيع شتى ركز فيها بالدرجة الأولى على الأخلاق، والسياسة وانهيار النظام الاجتماعي في إنجلترا.

كونه تاجر

في عام 1726، نشر دانييل ديفو كتاب «التاجر الإنجليزي المثالي»، والذي يناقش دور التاجر الإنجليزي في بلاده مقارنة مع التجار في بلدان أخرى، منطلقًا من فكرة أن نظام التجارة في إنجلترا متفوق كثيرًا على غيره.

ويشير الكتاب إلى كون التجارة تشكل العمود الفقري للاقتصاد في إنجلترا، ويشيد ديفو كذلك بالطابع العملي للتجارة، وانعكاساتها على الاقتصاد و الطبقات الاجتماعية.

وتناول دانييل ديفو، أن معظم النبلاء الإنجليز كانوا بطريقة أو بأخرى مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالتجارة، سواء عبر التجربة الشخصية، أو الزواج، أو النسب، مستدلًا على ذلك بالقول إن معظم الشبان المنتمين إلى الطبقة النبيلة كانوا غالبًا ما يدخلون عالم التجارة، أو يُقدِمون على الزواج من ابنة أحد التجار.

كما أبدى في كتابه احترامًا وتقديرًا كبيرين لطبقة التجار، خصوصًا أنه كان واحدًا منهم في الماضي.