يوافق اليوم ذكرى إصدار العدد الأول من صحيفة القطر المصري، التي أسسها الصحفي أحمد حلمي في عام 1908؛ بهدف تعظيم الترابط بين عنصري الأمة المصرية، ومطالبة أبناءها بعدم التبعية لأي لدولة أجنبية.
تعُد صحيفة القطر المصري، مجلة سياسية أدبية وطنية زراعية صناعية، كما وصفها مؤسسها، وكانت تصدر صباح يوم الجمعة من كل أسبوع.
التزمت المجلة بمبادئ الحزب الوطني، وبرغم الصعوبات التي واجهت إصدارها، نفذت جميع نسخ العدد الأول في يوم إصداره؛ مما دفع أحمد حلمي لإعادة طباعته.
الصحفي أحمد حلمي
أحمد حلمي صحفي مصري من مواليد القاهرة عام 1875، عمل بصحبة الزعيم المصري مصطفى كامل في جريدة "اللواء"، ومن الواضح أنه حاز على دعمه وثقته؛ وذلك يتضح من خلال ما كتبه مصطفى كامل: "أريد أن أجعل منك أول صحفي فى مصر، فأنت مثال الناشئة المصرية الجديدة ".
حرر أحمد حلمي المقال الشهير "يا دافع البلاء" الذي تناول حادثة دنشواي، وترقى فى تولي المناصب بجريدة "اللواء" حتى أصبح رئيس تحريرها، لكنه استقال منها في فبراير 1908 بعد وفاة مصطفى كامل؛ بسبب ابتعادها عن مبادئ الحزب الوطني.
دور وطني ووعي شعبي
دعى “حلمي” إلي توقيع عريضة للمطالبة بالدستور، وتقديمها إلي الخديوي "عباس حلمي"، و بلغت التوقيعات على تلك العريضة نحو 75 ألف توقيع؛ مما أدى إلى حراك شعبي كبير للمطالبة بوضع الدستور.
فيما قاد إحدى المظاهرات في اليوم الأخير من شهر مارس 1909، بحضورٍ يقارب 25 ألف مصري؛ للمطالبة بوقف العمل بقانون المطبوعات الصادر سنة 1881 في عهد وزارة رياض باشا.
وفي عام 1909، انتقد أحمد حلمي السلطة الحاكمة، في مقال عنوانه «مصر للمصريين الأسرة العلوية» جاء فيه: "إذا عرف المصري أن شقاءه وبلاءه ليس له سبب سوي عائلة محمد علي فقد وجب عليه أن يتخلص منها لأن هذه العائلة سلمت مصر للإنجليز"، وأضاف: "بأي حق تأخذ عائلة محمد علي من الخزينة المصرية 350 ألف جنيه سنويًا، بأي حق، فأي شر دفعوه عنها، وأي خير جلبوه لها حتي يستحقوا هذا الثمن؟".
وفى مقال آخر، طعن في نظام الوراثة في الحكم، مطالبًا الشعب الخلاص من الخديوي والعائلة الحاكمة، وأن يبدأ الشعب حياته حرًا مستقلًا.
وفاته
توفي الصحفي أحمد حلمي عام 1936، في منزله بحي شبرا، و تكريمًا له سُمي ميدان في محافظة القاهرة باسمه.
وصفه البعض بـ “أول صحفي سياسي في مصر”، و هو جد الشاعر المصري الراحل صلاح جاهين.