يوافق الحادي والعشرين من شهر أبريل ذكرى وفاة الفنان المصري سيد مكاوي "شيخ الملحنين"، الذي تتجلى عبقريته في بساطته الشديدة، و مصريته العميقة.
وُلد سيد بمحافظة القاهرة في الثامن من مايو عام 1926، وفقد بصره عنما كان صغيرًا، اتجه لحفظ القرآن الكريم ورفغ الآذان في المساجد، و سُجٌل كمطرب في الإذاعة المصرية في مشارف الخمسينات.
في منتصف الخمسينات بدأت الإذاعة المصرية في التعامل معه كملحن، وأسندت إليه الأغاني الدينية، والتي قدّم من خلالها العديد من الأغاني للشيخ محمد الفيومي مثل: «تعالى الله أولاك المعالي، آمين آمين، يا رفاعي، حيارى على باب الغفران»، توجها بأسماء الله الحسنى.
قدّم أغاني شعبية خفيفة مثل «آخر حلاوة مافيش كدة، نروح السيدة»،
وكانت انطلاقته مع الفنان محمد قنديل في أغنية «حدوتة» للشاعر صلاح جاهين رفيق كفاح سيد مكاوي، اللذان توافقا؛ حتى فى ذات يوم الرحيل.
قدم سيد مكاوي فيما بعد العديد من الألحان للإذاعة، من أغاني وطنية وشعبيه، فقدم للمطرب محمد عبد المطلب أغنيتي «إتوصى بيا، قلت لأبوكي عليكي وقالي»، وكذلك أغنية «كل مرة لما أواعدك»، والتي غناها "مكاوي" في الثمانينات وحققت شهرة واسعة.
بداية الشهرة
كانت بداية شهرة المُلحن سيد مكاوي من خلال لحن أغنية «مبروك عليك يا معجباني يا غالي» للفنانة شريفة فاضل، واللحن الأشهر لمحمد عبد المطلب لاغنية «اسأل مرة عليّا» والذي حقق نجاحًا مدويًا، وسلط الضوء على ذلك الملحن الناشئ.
انتماءه الفني
استمد سيد مكاوي الكثير من المدرسة الموسيقية للفنان سيد درويش (المدرسة التعبيرية)، وكذلك مدرسة الفنان زكريا أحمد (المدرسة التطريبية) ، ونهل من علمهما وكان كثيرًا ما يغني ألحانهما في جلساته الخاصة أو حفلاته العامة، ودائم الاعتراف بفضلهما على الموسيقى.
تهافت الوسط الغنائي على الملحن سيد مكاوي، حيث لحن لأشهر الفنانات على الساحة الغنائية، مثل: ليلى مراد، شادية، شهرزاد، نجاة الصغيرة، صباح، وردة،
سميرة سعيد.
كما لحّن لأم كلثوم أغنية «يا مسهرني»،
لحّن للمطربة فايزة أحمد أول أغنية تقدمها للإذاعة المصرية، اسمها (يا نسيم الفجر صبح).
تطوير المقدمات الغنائية
طور شكل المسلسلات الإذاعية؛ بعمل مقدمات غنائية لمسلسلات شهيرة ف مثل: «شنطة حمزة، رضا بوند، عمارة شطارة، حكايات حارتنا»، وقد راعى في تلحين هذه المقدمات أن يكون الغناء بشكل كوميدي ويتمتع بخفة ظل، حيث كان على المستوى الشخصي خفيف الظل ومن ظرفاء عصره وقد كانت هذه المقدمات من تأليف صديقيه الشاعران عصمت الحبروك وعبد الرحمن شوقي.
أعمال فنية رائعة
كما لحن أوبريت الليلة الكبيرة، والرباعيات للشاعر صلاح جاهين، وقدم برنامج "المسحراتى" الذي شارك فيه باللحن والغناء من كلمات الشاعر فؤاد حداد، وأعاد غناء بعضًا من الأغاني التي لحنها مثل «أوقاتي بتحلو، يامسهرني»، بخفة ظل ومرح وانسجام لم يتكرر.
وفاته
رحل شيخ المُلحنين في مثل هذا اليوم من عام 1997، عن عمر يناهز 68 عامًا، بعد ما قدم للفن والموسيقى العربية عطاءًا فنيًا نادرًا.