وُقعت أكثر من ثمانين ألف عريضة، تطالب بوقف عرض منصة "نتفليكس" للوثائقي الجديد الذي يبرز حياة الملكة كليوباترا التي حكمت مصر.
وتجسد ممثلة ذات بشرة سمراء دور الملكة المقدونية ما أثار غضبًا عالميًا ومصريًا، بما اعتبر تزييف للتاريخ.
ونشر ناشطون بيانا احتجاجيا للمطالبة بإيقاف الوثائقي ووقع عليه أكثر من ثمانين ألف شخص، واصفين الفيلم بأنه يروج لنظرية المركزية الأفريقية التي اعتبرها البيان فكرًا زائفًا يزعم أحقيته في الحضارة المصرية، باستخدام مقالات وأدلة كاذبة بحسب البيان الذي يطالب بوقف تزوير التاريخ.
نيتفلكس.. غضب واسع
إعلان وثائقي نتفليكس سبب غضبًا واسعًا منذ طرحه، فالملكة كليوباترا آخر ملوك الأسرة المقدونية التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، عرفت في المراجع التاريخية دوما بأنها كانت بيضاء البشرة، لانحدارها من سلالة البطالمة التي لم تختلط بأعراق أخرى.
وأعاد ظهورها في الإعلان الترويجي لمنصة نتفليكس ببشرة داكنة النقاش حول أفكار حركة "الأفروسانتريك" التي تؤمن بأن جميع حضارات العالم كانت تضم ذوي البشرة السمراء قبل تشتتهم .
تفاعل المنصات الرقمية
قالت الأكاديمية منال عبد العال، إن قضية وثائق كليوباترا هي عنصرية ضد الأفارقة، متابعة أن الدنيا انقلبت على الممثل عمرو يوسف الأشقر لأداء شخصية الملك أحمس، الملك المصري لا يصح أن يكون أشقر، وبناء عليه تم إلغاء المسلسل.
وتساءلت منال في تغريدة ثانية هل كان إلغاء المسلسل عنصريا ضد الإنسان الأبيض مثلا ؟ نحن ضد تزييف شخصيات تاريخية فقط.
أما الفنان المصري نبيل الحلفاوي أعاد نشر بيانه الاحتجاجي، مطالبًا متابعيه بالتوقيع عليه من أجل إيقاف منصة نتفليكس الفيلم قبل عرضه في العاشر من مايو القادم.
واشتكى الكاتب والناشط محمود سالم من أن الممثلة التي تجسد دور الملكة كليوباترا، قامت بحجبه على تويتر، بعد أن أشار إلى حسابها، مطالبًا متابعيه بالاحتجاج على دورها في العمل.
فيما كتب الناشط محمد جمال، بعض الاعتراضات هي نقد حقيقي للأدلة والسيول الفكرية التي تحدث في مثل تلك الأعمال، ولكن السردية الغالبة والمعترضة على المسلسل حاليًا معترضة من منطلق عرقي غالب عليها التعصب والفوقية والاستعلاء.
وأضاف أن القضية الحقيقية للوثائقي، مجرد نتيجة جانبية للسيولة المعرفية في عصرنا الحالي.
أما الإعلامي محمد فارس فكتب بخصوص ذلك، أي شخص عاقل يجب أن يفهم، أن المشكلة مع نتفليكس تتعلق بالتوجه الواضح في أعمالها، تمرير قناعات معينة وفرضها في أعمال مصنفة على المنصة على أنها وثائقي تاريخي، وليست فيلم خيال مثلا، مضيفًا أنه من الممكن لأي ممثل من أي جنس أو دين أو لون، أن يقدم أي شخصية، وهذا أمر طبيعي، منوهًا إلى أن نتفليكس لديها أجندة وأهداف معينة تعمل عليها.
أعمال مستقبلية
من جانبهم اتبع صناع "الكوميكس" في مصر نفس سياسة نتفليكس، وقرروا تغيير لون بشرة عدد من الشخصيات المعروفة في الحاضر والماضي، مقترحين على المنصة تناولها في أعمال مستقبلية.