EN
شهد أمس الرابع عشر من شهر أبريل عام 1126 ميلادية، مولد أبو الوليد محمد بن أحمد، الشهير باسم ابن رشد الذي برع في الفلسفة والطب والفقه، كما عمل في القضاء.
نشأ ابن رشد في بيت من بيوت العلم لأسرة أندلسية، والده هو أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد، كان فقيها صاحب مجلس في جامع قرطبة، وله تفسير للقرآن الكريم، وتولى القضاء في قرطبة عام 532 هـجرية، بينما كان ابنه ابن رشد في الثانية عشرة، فترك أبو القاسم القضاء لينقطع إلى التدريس والتأليف، في الفقه والتفسير والحديث، إلى أن توفي سنة 563 هـ عندما كان ابنه في أوج نشاطه الفلسفي.
عاش ابن رُشد الحفيد فترة شبابه في أواخر العصر المرابطي، ذلك العصر الذي تميز بسلطة الفقهاء على الفكر والثقافة والمجتمع والسياسة.
تعليم ابن رشد
درس ابن رُشد على يدي الفقيه الحافظ أبي محمد بن رزق، وحفظ كتاب "الموطأ" للإمام مالك على يدي أبيه، كما درس على أيدي العديد من الفقهاء؛ ومن أبرزهم: أبي جعفر بن عبد العزيز، الذي أجاز له أن يفتي في الفقه، وفي الفلسفة تأثر ابن رُشد بابن لجة، وكان صديقاً لابن طفيل.
خدمة ابن رشد في البلاط
تولى ابن رًشد القضاء في إشبيلية، ثم في قرطبة سنة 1169م، وعندما استقال ابن طفيل من منصبه؛ اقترح أن يخلفه ابن رشد في منصبه، ثم استدعاه الخليفة الموحدي أبو يعقوب إلى مراكش وعينه طبيبًا له، وقاضيًا في قرطبة، و استعان به في القيام بالعديد من المهام الرسمية، مما ساهم في تنقله في مختلف أنحاء المغرب.
فكر ابن رشد
يرى ابن رُشد عدم وجود تعارض بين الفلسفة والدين، كما آمن بسرمدية الكون، وقال أن الروح منقسمة إلى قسمين؛ أحدهما شخصي يتعلق بالشخص، والثاني إلهي، وبما أن الروح الشخصية قابلة للفناء فإن جميع الناس سواسية، كما ادعى أن لديه نوعين من معرفة الحقيقة، الأولى استنادًا إلى الدين المعتمد على العقيدة التي لا يمكن إخضاعها للتدقيق والتمحيص، والثانية استنادًا إلى الفلسفة، واتفق مع أفلاطون بالفضائل الأربع الأساسية: العدالة، والحكمة، والشجاعة، والعفة.
مؤلفات ابن رشد
لابن رُشد العديد من المؤلفات في أربعة أقسام؛ وهي: الفلسفة، والطب، والفقه، والأدب اللغوي، كما اختص بشرح التراث الأرسطي، وأحصى جمال الدين العلوي له 108 مؤلفات، 58 منها بنصها العربي، ومن أهم كتبه: أرسطو، تهافت التهافت، شرح أرجوزة ابن سينا، جوامع سياسة أفلاطون، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، الكشف عن مناهج الأدلّة في عقائد الملّة.
وفاة ابن رشد
توفي ابن رُشد في العاشر من ديسمبر عام 1198، في مراكش ودفن فيها، وبعد ثلاثة أشهر نقل جثمانه إلى قرطبة.
