EN
يصادف العاشر من أبريل ذكرى مولد الشاعر والدبلوماسي السوري عمر أبو ريشة، الذي يعد من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث، وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي، الذي حمل في عقله وقلبه الحب للتاريخ السوري والعربي وعبر عنه في أعماله وشعره بأرقى الكلمات والمعاني، كما تولى عدة مناصب دبلوماسية فى عدد من الدول الغربية.
ولد عمر أبو ريشة فى العاشر من أبريل عام 1910 فى مدينة منبج السورية، وينتمي إلى عشيرة الموالى التى تولت حكم بعض المناطق فى سوريا خلال الوجود العثمانى.
والده هو شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة، الذى شغل منصب "قائم مقام" فى منبج والخليل، حرص الأب على أن يحظى عمر بتعليم جيد، فأدخله بمدرسة النموذج الابتدائية فى حلب، وفى سنة 1924 التحق بالكلية السورية البروتستانتية (الجامعة الأمريكية فى بيروت)، ثم سافر إلى إنجلترا في العام 1930 لدراسة الكيمياء في جامعة مانشستر.
تعرف أبو ريشة على الأدب الإنجليزي، وقرأ مؤلفات أهم الكتاب والأدباء الإنجليز أمثال شكسبير، وميلتون، الشاعر الفرنسى بودلير، واتسمت المؤلفات الأولى لعمر أبو ريشة فى إنجلترا بطابع حزين، حوّل عمر دراسته من الكيمياء إلى الأدب الإنجليزي، لكنه لم يكمل الدراسة الجامعية.
العمل الدبلوماسي
عاد عمر أبو ريشة إلى مدينة حلب، حيث تولى إدارة "دار الكتب الوطنية"، وبقى فى منصبه عدة سنوات، قبل أن يتم ترشيحه لتولى بعض المناصب الدبلوماسية.
جرى تعيينه ممثلًا للحكومة السورية فى البرازيل عام 1949، وبعدها بعام واحد عُيّن سفيرًا ومفوضًا هناك، وتوالت المناصب الدبلوماسية التى شغلها، فعُين سفيرًا لسوريا فى الأرجنتين عام 1952، وبعدها بعامين عُين سفيرًا لسوريا فى الهند، وفى عام 1959 شغل منصب سفير سوريا فى النمسا، وبعدها انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح سفير سوريا هناك. وأخيرًا، عُين سفيرًا فى الهند 1964 قبل أن يحال إلى التقاعد عام 1971.
أعماله الأدبية
تنوعت الأعمال الأدبية للشاعر عمر أبوريشة، صاحب الكثير من المسرحيات الشعرية المهمّة في تاريخ الشعر العربي الحديث، ومن هذه الأعمال والدواوين والمجموعات الشعرية:
ديوان بيت وبيان
ديوان نساء
ديوان كاجوارد
غنيت في مأتمي
أمرك يارب
المسرحيات الشعرية:
تاج محل، علي، سميراميس، محكمة الشعراء، الحسين، رايات ذي قار، الطوفان.
وللشاعر ديوان شعر باللغة الإنجليزية، والكثير من المؤلفات والقصائد الشعرية المهمّة، والتي تعد من أبدع الأعمال الشعرية بين شعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين.
الجوائز
حصل الشاعر عمر أبو ريشة على أوسمة من البرازيل، الأرجنتين، النمسا، لبنان وسوريا، وكُرِّم في العديد من المؤتمرات العربية والدولية والعالمية.
الوفاة
تُوفي في الخامس عشر من يوليو عام 1990، بالمملكة العربية السعودية، عن عمر يناهز الثمانين عامًا.
نموذج من شعره
«في موسم الورد»
هنا في موسم الوردِ
تلاقَيْنا بلا وَعْدِ
وسِرْنا في جلال الصمتِ
فوق مناكبِ الخُلْدِ
وفي ألحاظنا جوعٌ
على الحرمان يستجدي!
وأهوى جيدكِ الريان
متكئاً على زِندي
فكُنا غفوةً خرساء
بين الخَدِّ والخَدِّ
مُنى قلبي أرى قلبكِ
لا يبقى على عَهْدِ
أسائلُ عنكِ أحلامي
وأُسكتُها عن الرَدِّ
أردتِ فنلتِ ما أمَّلتِ
مَن عِزّي ومن مجدي
فأنتِ اليوم ألحاني
وألحان الدُّنى بَعْدي
فما أقصرَه حُبَّا
تلاشى وهو في المَهْدِ
ولم أبرحْ هنا،
في ظل هذا المّلتقى وحدي
