قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إن كتاب "فجر إسرائيل تاريخ كنعان في الألف الثاني قبل الميلاد"، للمؤرخ ليستر جراب، المتخصص في علم الآثار التوراتي، ذكر فيه أنه من الغريب حقا أن يعتقد بعض المؤرخين أو الباحثين بأن أحداث الخروج أو غزو كنعان يمكن أن تحدث في عهد الملك رمسيس الثاني، أعظم ملوك الشرق الأدنى، وصاحب السيطرة والنفوذ علي مناطق كنعان والعراق وسوريا، أثناء القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ولا يمكن للمرء أن يتصور أو يتخيل أن «أحداث الخروج، وغرق ملك مصري مهم مثل رمسيس الثاني، وتعرض مصر إلى السبعة أوبئة المذكورة في التوراة» تكون قد حدثت في عهد الملك رمسيس الثاني.
وتابع كبير الأثريين، أن مومياء رمسيس الثاني سافرت إلى فرنسا في عهد الرئيس السادات، وتم فحصها بدقة؛ ولم يظهر أي دليل على موت رمسيس الثاني غريقًا، ما يؤكد أن رمسيس الثاني ليس بفرعون الخروج.
إسرائيل لم ترد
وأضاف أنه لا يوجد في مصر أي وثيقة أو بردية مكتوب فيها كلمة إسرائيل إلا في لوحة مرنبتاح ابن رمسيس الثاني، والذي حكم لمدة عشر سنوات، وذكرها كقبيلة على عكس ذكره لباقي الدول وكان مكتوب عليها "قضيت على بذرة بني إسرائيل".
وجاء في التوراة أن الملك المصري شيشنق الأول الذي استولى على كنوز الملك سليمان في عهد الملك رحبعام ابن الملك سليمان في عام 480 بعد الخروج، وبحساب الفترة الزمنية بين الملك شيشنق الأول والملك رمسيس الثاني؛ نجد أنه من غير الممكن أن يكون الملك رمسيس الثاني هو فرعون الخروج.
معنى فرعون
وأشار مجدي شاكر، إلى أن كلمة فرعون ذكرت في القران 74 مرة، وقد أجمع أهل العلم والاختصاص أن لفظ فرعون هو اسم لشخص وليس منصب، فلا يوجد ما يسمى بفرعون مصر، منوها إلى أن مومياء رمسيس الثاني الموجودة بمتحف الحضارة، والذي مات صاحبها في سن 92 عامًا، فكيف كان لملك في مثل هذا العمر أن يقود الجيوش؟!
محاولات متكررة
ولفت إلى أن موشيه ديان كلف بالبحث في مصر من العام 67 إلى العام 82 في سيناء والشرقية ولم يجدوا لهم ولا وثيقة أو بردية واحدة، مؤكدًا أن ادعاء إسرائيل لهذه الاقاويل من وقت إلى الاخر بسبب تطلعهم "ليجدوا لأنفسهم موضع تحت الشمس" بالتمسح في الملك المصري الذي انجب اكثر من 100 ولد وبنت وحكما الشرق الأدنى كله، ولا يوجد أي صدي داخل مصر أو خارجها
يؤيد صحة ما يقولون.