الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول أمراة لاتينية تفوز بجائزة نوبل في الأدب

جابرييلا ميسترال .. أهم الشخصيات الأدبية في تشيلي والدول الناطقة بالإسبانية

جابرييلا ميسترال
جابرييلا ميسترال

تُعد جابرييلا ميسترال من أهم الشخصيات الأدبية في تاريخ تشيلي والبلاد الناطقة باللغة الإسبانية، و التي تشتهر بكتابتها للشعر الاجتماعي والسياسي والديني، كما كان لها دور كبير في تطوير التعليم في تشيلي والعالم الناطق بالإسبانية.


وتُعتبر أول إمرأة من أميركا اللاتينية تفوز بجائزة نوبل للأدب. واهتمت  في شعرها بموضوعات تتعلق بالطبيعة والحب والأمومة والترحال. كما اهتمت بالهوية الأميركية اللاتينية، وكان لها  دورًا بارزًا في التعليم والعمل السياسي  وشؤون المرأة.

 

ولدت جابرييلا ميسترال في مدينة "فسكونسيلوس" في تشيلي، في السابع من أبريل عام 1889، كان والدها شاعرًا هاويًا، هجر أسرته ولم تتجاوز ميسترال الثالثة من عمرها، والتحقت بمدرسة كانت شقيقتها الكبرى تعمل فيها بالتدريس، وعندما بلغت الخامسة عشر من  عملت في حقل التعليم وبدأت كتابة الشعر. وقد نشرت بعضًا من بواكير أشعارها في تلك الفترة تحت أسماء مستعارة.

 

في عام 1906، أحبت ميسترال شابًا يعمل في السكة الحديد، لكنه انتحر بعد ثلاث سنوات؛ وقد أثّر ذلك في شعرها من خلال تناولها لموضوع الحياة والموت، وفي أواخر عام 1914 فازت في إحدى المسابقات الشعرية الوطنية عن عملها "سنوات الموت".

رحلتها مع التعليم 

 

ومن المفارقات في حياة الأديبة التشيلية، أنها لم  تحظى بفرصة تعليمية لائقة؛ بسبب فقر أسرتها، وعدم ارتباطها بعلاقات اجتماعية ذات شأن يذكر، لكنها على الرغم من ذلك ظلت ترتقي مهنيا إلى أن احتلت مركزًا مرموقاً في النظام التعليمي.


وقد استعان بها وزير التعليم المكسيكي في إصلاح التعليم في بلاده عام 1922، كما أن جامعة تشيلي منحتها لقب أستاذ اللغة الإسبانية في عام 1923. وفي العام التالي أصدرت مجموعة شعرية بعنوان "الرقة" تدور قصائدها حول موضوع الطفولة.


نشاطها العلمي حول العالم 

بعد مرور عامين على انقضاء تجربتها التعليمية في المكسيك، سافرت في جولة إلى الولايات المتحدة ثم أوروبا، لتعود إلى تشيلي في عام 1925، حيث تقاعدت رسميًا من التعليم.

بعد ذلك  تلقت دعوة لتمثيل أميركا اللاتينية لدى مؤسسة التعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم؛ فانتقلت إلى باريس، وعملت في الصحافة، ثم تحولت إلى إلقاء المحاضرات في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، بالإضافة إلى المشاركة في المؤتمرات النسائية والتعليمية، كما قامت بجولات متعددة في الكاريبي والبرازيل والأرجنتين والأوروجواي وبلدان أخرى.

 

عملها الدبلوماسي 

 

اعتباراً من عام 1932 وحتى وفاتها، عملت جابرييلا ميسترال قنصلاً لبلادها في عدد من مدن أوروبا والولايات المتحدة، شأنها في ذلك شأن الكثيرين من الأدباء والفنانين في أميركا اللاتينية. وقد التقت أثناء عملها في مدريد بابن بلدها، الشاعر التشيلي بابلو نيرودا  الذي كان هو الآخر يعمل في الدبلوماسية التشيكية كقنصل.

 

القصائد والمجموعات الشعرية

 

نشرت ميسترال مئات المقالات في الصحف والمجلات، وفي عام 1938 صدرت لها مجموعة شعرية بعنوان "تالا"، والكثير من قصائد هذه المجموعة تحتفل بالتقاليد الشعبية لأمريكا الجنوبية ودول البحر المتوسط الأوروبية.

 

أما المجموعة الشعرية الأخيرة لها فقد صدرت عام 1954 بعنوان "لاغار"، وقد عكست هذه المجموعة حزنها العميق على ابن أخيها الشاب الذي انتحر في عام 1943، وكذلك تأثرها بمجريات الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة التي تلتها.

 

ميسترال والجوائز الأدبية

 

في أواخر عام 1945، حازت جابرييلا ميسترال   على جائزة نوبل في الأدب. وبعد ذلك بعامين منحتها جامعة ميلز في كاليفورنيا شهادة الدكتوراه الفخرية. ثم مُنحت الجائزة الأدبية الوطنية في تشيلي عام 1951.

 

وفاتها

في أواخر سنين عمرها أصيبت جابرييلا ميسترال بسرطان البنكرياس، الذي أدى إلى وفاتها في 10 يناير  عام 1957. ونقل جثمانها من نيويورك إلى بلدها تشيلي لتدفن هناك.