"تكية سيدنا الحسين".. ملاذ الفقراء وعابرى السبيل.. نصف قرن والخير فيها لا ينقطع.. بتوزع 2000 وجبة طوال العام.. وتعطى المسلم والمسيحى|صور

اعتاد المصريون على ارتباط مصطلح" التكية" بأعمال الخير والبر على مر عصورهم، وقد يظن البعض أنها أصبحت جزءا من الماضي، وأنه لم يعد هناك تكايا بعدما حلت بديلاً عنها مصطلح الموائد والخدمات في الأونة الأخيرة.

التكية مصطلح العصور القديمة

إلا أن حديثنا اليوم عن إحدى التكايا بصعيد مصر، تحديدا بقرية المراغة بمحافظة سوهاج، تجعلك تؤمن بأن الخير لا يزول وأن خير ما يبقى للإنسان من عملٍ صالح، هو الصدقة وإطعام الطعام، و"التكية" هي كلمة تركية يقصد منها الاتكاء أو الاستناد إلى شيء للراحة والاسترخاء، فأضحت تطلق على أماكن الراحة والاعتكاف، ويعتقد المستشرق الفرنسي "كلمان هوار" أن الكلمة أتت من "تكية" الفارسية بمعنى جِلد، ويعيد إلى الأذهان، أن شيوخ الزوايا الصوفية كانوا يجعلون جلد الخروف أو غيره من الحيوانات شعارا لهم.

والتكية هي مفرد “تكايا”، وأنشئت خاصة لأقامة المنقطعين للعبادة من المتصوفة ومساعدة عابري السبيل، وتعتبر التكية من المنشأت الدينية التي حلَّت محل الخنقاوات المملوكية في العصر العثماني، قبل أن يكون بديلها في العصر الحديث بعض الخدمات التي ينشأها الصوفية بمحيط السيدة زينب والإمام الحسين للإطعام على مدار العام وطيلة شهر رمضان .

ومن أشهر التكايا العثمانية في مدينة القاهرة التكية السليمانية (القاهرة) التي أنشأها الأمير العثماني سليمان باشا عام 950هـ بالسروجية، والتكية الرفاعية 1188هـ ببولاق، وهي تخص الطريقة الرفاعية الصوفية، ولعل من أشهر التكايا العثمانية والتي ما زالت مستخدمة إلى الآن حيث يشغلها مسرح الدراويش هي تكية الدراويش «المولوية» نسبة للطريقة المولوية إحدى الطرق الصوفية العثمانية، ومسرح الدراويش تابع لقطاع المسرح بوزارة الثقافة المصرية.

تكية سيدنا الحسين بالمراغة

وفي أقصى صعيد مصر تحتفظ واحدة من التكايا باسمها وتقليدها القديم في الإطعام وخدمة عابري السبيل، حيث يقول عابدين محى الدين عبد البارى الجبالي، ناظر معهد بالمراغة إن هذه التكية "تكية سيدنا الحسين" بمدينة المراغة بمحافظة سوهاج، أسسها والده الشيخ محيي الدين عبد البارى الجبالي وشقيقه عبد الحميد عبد الباري في عام 1970 م، وأوقف لها عدد من سيارات النقل التي كان يمتلكها، و5 أفدنة من النخيل جميعها مزروعة لأجل أن تقوم بأعمال الخير في 

يقول الجبالي لـ صدى البلد: "كانت الوجبة فى البداية تتكون من لحمة وأرز وبطاطس وكانت تعبأ في أطباق وحالياً تطورت وتم وضعها فى كيس لحمايتها والوجبة تتكون من 2 كيس كبدة قطع صغيرة وكيس لحمة صغير وكيس فراخ و2 كيس خضار و2 كيس عصير و2 كيس مخلل و5 أرغفة ونص كيلو مكرونة ناشف، مشيراً إلى أن عدد من يتطوعون لخدمة الفقراء في التكية يقرب 20 خادماً منهم معلم ومهندس ومقاول وطبيب.

عادات رمضانية

في رمضان يحرص القائمون على تكية الإمام الحسين على توزيع ألفي وجبة على منازل الفقراء والمحتاجين، وذلك دونما أن يكون هناك التقاط للصور معهم حفاظاً وصوناً لكرامتهم ونيل الأجر المرجو من العمل، وعند اقتراب أذان المغرب يتوزعون على الطرقات لتوزيع العصائر وإحضار المسافرين لصحن المسجد حيث مائدة إفطار تفرش لإفطارهم. 

لا يقتصر الأمر لديهم على الإطعام بقدر ما تقوم التكية بمساعدة الفقراء وأصحاب الأمراض المزمنة في تأمين احتياجتهم من الدواء حفاظاً على سلامتهم.