الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إضرابات وأزمة طاقة وارتفاع جنوني بالأسعار.. كيف تأثر العالم بالحرب الروسية الأوكرانية؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

ألقت الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها سلباً على اقتصادات العالم بلا استثناء سواء المتقدمة أو النامية، وعانى الجميع حول العالم من أزمة غذاء بسبب نقص سلاسل التوريد، فضلاً عن ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الطاقة، وغيرها من الأزمات التي تحاول حكومات العالم الآن التخفيف من حدتها.

الحرب الروسية الأوكرانية

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية الجديدة في محافظة المنيا، تحية إلى أهل صعيد مصر الكرام بصفة خاصة وإلى كل الشعب المصري بصفة عامة، قائلا: "ذلك الشعب الذي يُسطّر كل يوم ما يُدلل على عظمته وأصالته الممتدة بامتداد تاريخ أمتنا العظيم، الأمة المصرية التي صنعت الحضارة وكتبت التاريخ وتسعى بدأب في الحاضر لصياغة المستقبل".

وأضاف الرئيس السيسي: إنه "ليوم جميل أن أتواجد بينكم في صعيد مصر الطيب، وكم كانت سعادتي وفخري، حين شاهدت كيف صنعت أيادي المصريين الإنجاز، ورسمت جهودهم المخلصة خارطة جديدة للوطن، وتفاؤلي بشباب مصر الذين يصنعون ويزرعون الأمل ويبنون مجداً بلا حدود، وثقتي في قدراتهم مطلقة، وتلك الإنجازات التي تُصنع بعزائم المصريين جميعاً، إنما هي دلالة واضحة وإشارة أكيدة على حيوية أمتنا وامتلاكها للقدرة"، متابعا: "أؤكد لكم بشكل قاطع أننا ماضون في استكمال مسيرة البناء والتنمية التي بدأناها سوياً والتي تزامنت مع إرادتنا الوطنية في استعادة الوطن والحفاظ على بقائه واسترداده ممن أرادوا سلب هويته".

وتابع الرئيس: "انقضى عاماً منذ أن اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، وهي الحدث الهام في حاضرنا، وهي تُمثل صراعاً اقتصادياً بين الشرق والغرب، وقد انعكست آثار هذه الحرب بقوة على الاقتصاد الدولي، وضاعفت الآثار السلبية الواقعة على مؤشرات الاقتصاد العالمي، والذي لم يحصل بعد على فترة التعافي من الآثار المُماثلة التي تسبب فيها فيروس "كوفيد -19"، ومصر مثلها مثل دول العالم أجمع، قد تأثرت سلباً بتلك الآثار، والتي تسببت في ارتفاعات قياسية في أسعار الطاقة والغذاء عالمياً وأثرت بشكل ملحوظ على سلاسل الإمداد العالمية، إلا أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الدولة منذ العام 2016، بالإضافة إلى حجم الإنجاز المُحقق في تعظيم أصول الدولة وتطوير البنية التحتية قد ساهما بشكل ملحوظ في احتواء آثار هذه الأزمة العالمية على مصر بشكل كبير".

وأكد الرئيس السيسي: "ساهمت  إجراءات الحماية الاجتماعية المُتخذة في توفير غطاء آمن للفئات الأكثر تضرراً، وبفضل من الله وبتخطيط قائم على أسس علمية، واجهنا هذه الأزمة - ولا نزال - بخُطى واثقة وبأهداف محددة، كما طورت الدولة من خطتها الاقتصادية لتشمل اهتماماً بتوطين الصناعة وتقليل الفجوة الاستيرادية، والتوسع في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، بجانب التحول لجذب الاستثمارات الأجنبية".

ويرصد "صدى البلد"، عددا من أبرز الدول التي عانت وما زالت تعاني من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثيراتها السلبية على جميع اقتصادات العالم بلا استثناء، ومن بينها:

البرازيل وبيرو وبريطانيا

وتعاني بيرو من نقص شديد في الأسمدة، حيث أعلن رئيس بيرو، بيدرو كاستيلو، إن البلاد تعاني من أزمة حادة بسبب نقص الأسمدة في أعقاب استمرار  الحرب الروسية الأوكرانية، وفقا لصحيفة "لابوث".

وقال الزعيم البيروفي، إنه "قلق للغاية" بشأن نقص الأسمدة واقترح إنشاء برنامج ائتمان إقليمي مع بنك التنمية للبلدان الأمريكية يهدف إلى تمويل دعم الأسمدة، معربا عن قلقه أيضا من نقص بعض المواد الغذائية التي يعتبر استهلاكها ضروريًا".

كما تسيطر على البرازيل حالة من الجوع، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في البلاد إلى 33 مليون شخص، حتى أصبح البرازيليون يجمعون بقايا الفواكه والخضروات والتي منها فاسدة من الباعة الجائلين.

كما يبحث البرازيليون عن الطعام في القمامة، وفقا لبوابة "جي 1" البرازيلية، حيث كشف مسح أجرته شبكة من الباحثين ، أن حوالي 33.1 مليون شخص يعانون من الجوع في البرازيل ، بزيادة 73٪ عن عام 2020 ، بينما يعاني أكثر من نصف السكان من نوع من انعدام الأمن الغذائي.

كما أن عدد المنازل التي يسكنها جائعون ارتفع من 9٪ إلى 15.5٪ ، وتم جمع البيانات بين نوفمبر 2021 وأبريل 2022، وذلك بسبب الحرب فى أوكرانيا منذ فبراير الماضى.

وشهدت بريطانيا، في يونيو 2022، إضرابا لعمال السكك الحديد والبحرية والنقل، وعانى آلاف الركاب من التنقل وامتدت الطوابير في الشوارع وذلك جراء ما تعاني منه بريطانيا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وارتفعت أسعار فواتير الطاقة بنسبة 54% في أبريل 2022، كما أن البيانات الاقتصادية الصادرة، أظهرت ارتفاع معدل التضخم في بريطانيا خلال مايو الماضي، بأسرع معدل له على الإطلاق.

كما أن هناك تصريحات لمحافظ بنك إنجلترا المركزي أندرو بيلي، قال فيها إن أزمة "ارتفاع معدل التضخم وتكلفة المعيشة تعرقلان الاقتصاد البريطاني".

ألمانيا وخسارة في 2023

وقالت منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في تقريرها عن أداء الاقتصادات الرئيسية، إن معدلات التضخم في بريطانيا التي ارتفعت بنسبة كبيرة إضافة إلى زيادة الضرائب التي تفرضها الحكومة البريطانية، مما أدى إلى الضغط الشديد على دخل الأسر والشركات، وأن ذلك الضغط سيزداد في العام الجاري.

كما تشير التقديرات الواردة في تقرير المنظمة إلى أنه نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب ستضطر الأسر البريطانية إلى استنزاف مدخراتها أو اللجوء للاقتراض وزيادة ديونها.

وتأثرت ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا بالحرب الروسية الأوكرانية، حيث دفعت أسعار الطاقة المرتفعة التضخم مؤقتاً إلى ما فوق 10% في عام 2022، قبل أن تؤدي تدابير الإغاثة إلى انخفاض الأسعار مرة أخرى في يناير الماضي، فيما استقر التضخم عند 8.7 %، وفقاً للبيانات المؤقتة التي نشرها مكتب الإحصاء الفيدرالي. 

كما تسبب ارتفاع أسعار الطاقة في حدوث صدمات في التكلفة على مستوى الإنتاج، والتي أصبحت عبئاً يصعب حسابه بالنسبة للعديد من الشركات.

وأشار المعهد إلى أن الارتفاع الناتج في أسعار المستهلك أدى إلى تآكل القوة الشرائية للأسر، مما قلل من استهلاكه، لافتاً إلى أن الشركات كانت مترددة فى الاستثمار بسبب عدم اليقين العالمي وارتفاع الأسعار، وتوقعت دراسة المعهد الألماني خسارة إضافية العام الجاري، بقيمة 1 تريليون دولار.

وتراجع النشاط الصناعي في الصين إلى أدنى مستوياته منذ فبراير 2020، وانخفضت المبيعات المحلية للسيارات بنسبة تزيد على 10٪ في مارس 2022، كما انخفض مؤشر يتتبع حركة الشحن فى الصين بنحو 25٪ خلال شهر أبريل 2022.

وأظهرت أحدث بيانات المسح الحكومي تراجع نشاط التصنيع والخدمات إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2020.

وانخفض اليوان إلى أدنى مستوى له فى 17 شهرًا، كما حدث اضطراب أسواق السلع وتعطيل سلاسل التوريد؛ مما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات للشركات الصينية.

فرنسا ومعدل التضخم

وتأثرت فرنسا تأثراً سلبياً كبيراً بسبب الحرب الروسية الاوكرانية حيث كشفت بيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي، أن معدل التضخم السنوي في فرنسا بلغ 5.2% عام 2022، بعد 1.6% في العام 2021، كما ارتفعت أسعار الطاقة وحدها بنسبة 23.1%، وارتفعت اسعار الاغذية بنسبة 6.8%، و3% ارتفاعاً في السلع والخدمات المصنعة.

كما أن أسعار الطاقة في البلاد وصلت إلى مستوى قياسي في عام 2022، بعد أن تم تداول الغاز الطبيعي عند 340 يورو لكل ميجاواط في الساعة في 26 أغسطس 2021.