الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملتقى الهناجر الثقافي: تحقيق الأخوة الإنسانية مسئولية مشتركة ويجب أن تكون أسلوب حياة

فعاليات ثقافية
فعاليات ثقافية

أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة تثقيفية ضمن سلسلة الندوات التي يعقدها ملتقى الهناجر الثقافى، والذي جاءت تحت عنوان "وثيقة الأخوة الإنسانية والعيش المشترك"، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور  .

وأكدت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، ومديرة الندوة، أن موضوع الندوة من الموضوعات شديدة الأهمية، ففي مثل هذا الشهر من عام ٢٠١٩ صدرت أول وثيقة مكتوبة للأخوة الإنسانية، فى لحظة تاريخية جمعت بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، احتضنتها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية بين كل دول العالم.

وأوضحت أن هذه الوثيقة شارك فيها كبار القيادات الدينية من كل دول العالم، وأصحاب الأفكار والمعتقدات الدينية المختلفة، واتفقوا على الإنسانية وجلسوا على طاولة حوار واحدة، وتعتبر هذه الوثيقة حدثا تاريخيا هاما، كتبت من أجل البشرية جمعاء ولكل الأديان، دعوة لكل المؤمنين ولكل ضمير حي للمحبة والتسامح والسلام، جاءت نتيجة حوارات ولقاءات عديدة بين الأزهر والفاتيكان، ومصر نموذج جيد للعيش المشترك، وميراث تاريخي طويل من قيم العيش المشترك، لدينا إيجابيات كثيرة نعظم منها ونقويها، ولدينا بعض السلبيات شأن كل المجتمعات نبحثها وندرسها ونعرف أسبابها ونعالجها ونتعامل معها.  

وقدم الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، التهنئة لجميع المسلمين بمناسبة قرب حلول شهر رمضان، وقال: جميع البشر من أب واحد وأم واحدة، والأخوة الإنسانية لا تتكلم عن امتزاج الأديان، ولكن تتكلم عن التآخي والتسامح وقبول الآخر، والنفس البشرية لها قيمة عند الله، والله خلقنا جميعا متساوون فى الحقوق والواجبات وأعطانا الحرية والتعبير عنها، ومنحنا أن يكون بيننا حوار يخلق التعارف والتعاون والتكاتف، فقد خلق الله البشر متنوعين ومختلفين، حتى يعيشوا على أساس من الود والمحبة والعيش بثقافة التسامح والسلام والبر، مشيرا إلى أهمية إيقاظ الحس الدينى، ورفض ما يحدث من انتهاكات أو تهجير أو أحداث تؤدى إلى مجاعات، حتى يعم السلام على الأرض جميعها .

من جانبه أكد الدكتور محمود الهوارى ، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، في كلمته نيابة عن الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن من أوجه أزمتنا فى هذه الأيام ضعف الإحساس بالجمال، وهذا ما جعل مفردات الكلام جافة، والدين يحث الإنسان على اكتشاف الجمال فى الحياة، وقال إن أول خطوة لتفعيل وثيقة الأخوة، هى أن ندرك أنها ليست جديدة أو مفتعلة، مستشهدا بالآية رقم (١٣) فى سورة الحجرات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وخطاب الرسول ﷺ فى حجة الوداع ( يا أيها الناس إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد.. إلى آخر الخطبة).

وأضاف أن الدين الحنيف يحث دائما على الأخوة، وهذا من أجل تأصيل معنى التآخي، مشيرا إلى أن الوثيقة تدعو لنشر ثقافة التسامح والسلام، وتناشد رجال الدين والعلماء والمثقفين والفنانين والإعلاميين أن يعينوا على قيم المحبة والسلام والخير والتسامح ونزع الخوف من نفوسنا، مؤكدا أن مصر لديها قيم تعايش ومحبة وحضارة وسلام .

وقال الدكتور شحاته غريب أستاذ القانون ونائب رئيس جامعة أسيوط سابقا، إنه بالرجوع لوثيقة الأخوة الإنسانية بكامل بنودها، وللدستور المصري وغيره من الدساتير فى كل العالم، نجد انهم يركزون على أهمية المواطنة والتعايش وبناء الوعى وإكساب المهارات والقدرة على الحوار، ولكن الأهم أن نتحول إلى نطاق التطبيق والتنفيذ، من خلال إقامة المؤتمرات والندوات فى الأماكن التى تحتاج إلى انتعاش ونشر قيم التسامح طبقا للدراسات المسبقة، وأضاف أن التعليم له دورا كبيرا فى ذلك، ويجب أن يدرك جيدا المعلم دوره الكامل فى هذا المجال، وأن يؤمن الجميع إيمانا كاملا بكل ما جاء بالوثيقة .

من جهتها ، أكدت الدكتورة منى الحديدي أستاذة الإعلام جامعة القاهرة، أن تحقيق العيش الآمن والأخوة، ليست مهمة التعليم أو مؤسسات معينة، ولكن هي مسؤولية مشتركة تضامنية لكافة مؤسسات المجتمع، مؤكدة أن ما جاء بالوثيقة لابد وأن يكون أسلوب حياة، وأن الإعلام والثقافة والتعليم والفنون، وسائل تحقق الاتصال بين فئات الشعب، وبين الشعب ومؤسسات الدولة، وتحقق الاستفادة من العولمة، لافتة إلى ضرورة توظيف واستثمار الإمكانيات المتاحة تحت إطار تنسيقي واستراتيجية واحدة، والتأكيد على المسؤولية التضامنية بين القطاع الرسمي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وتعزيز الثقافة والعيش المشترك من خلال الأعمال الدرامية والبرامج الثقافية، وطالبت بقناة إعلامية موجهة للطفل منذ السنوات الأولى، ووجود دور فعال لجهاز حماية المستهلك فى الأعمال الدرامية والبرامج الثقافية .

وأوضحت أن مصر قدمت نموذج للتلاحم الوطني للعالم كله خلال ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وذكرت مقولة قداسة البابا تواضروس الثاني " وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، لافتة إلى أن الشعب المصري لديه وعى يستدعيه بقوة فى الأزمات والظروف الصعبة، وترسيخ القيم التي جاءت فى بنود الوثيقة الأخوة، مسئولية كافة المؤسسات بالدولة بداية من الأسرة، ولبناء الإنسان المصري لابد أن ننتزع الخوف وعدم الثقة فى الشباب أولا، من خلال الحوار وتمكينهم فى مختلف المناصب، وثقافتنا لديها تعبيرات تعكس التعايش المشترك والأخوة مثل كلمة ( بينا عيش وملح ) وغيرها من التعبيرات، وأن بداية معرفة الذات هي أولى الخطوات نحو التقدم ووعى المجتمع  .

وعاش جمهور الملتقى، مع باقة من الفقرات الغنائية الدينية والوطنية قدمتها فرقة "ماهر ورباب الغنائية" منها أغنية " عظيمة يامصر، مصر جميلة، ماشى فى نور الله، قمر سيدنا النبى"، إلى جانب مجموعة من مواويل التراث الشعبى المصرى الأصيل، كما قدمت الموهبة الغنائية " أميرة" من ذوى الهمم أغنية "اكتبلك تعهد، صدقنى ".