الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل 24 ساعة من موعدها.. ما السر وراء إلغاء نيبال زيارة رئيس CIA؟.. ولماذا تغضب واشنطن من الصين؟

رئيس نيبال
رئيس نيبال

من من النادر جدًا أن يرغب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية في الذهاب إلى دولة وحكومة ذلك البلد لا تسمح له بالمجيء، خاصة في بلد صغير مثل نيبال، لا يمكن للحكومة الأمريكية أبدًا أن تتخيل أنه يجب إيقاف أي من كبار مسؤوليها قبل الزيارة مباشرة.

 

وهذا الحدث جعلت صحيفة أجاتلك الهندية، تقول في تقريرها عن الواقعة، بإن الإدارة الأمريكية وسفارتها بدولة نيبال، تشعر بالصدمة بعد القرار المفاجئ من قبل حكومة نيبال، برفض زيارة رئيس المخابرات الأمريكية إلى بلادها قبل 24 ساعة فقط من موعدها المقرر قبل ذلك، وأصبح السؤال الذي يبحث عنه الجميع، هو لماذا وتحت ضغط من اتخذت حكومة نيبال مثل هذا القرار؟.

 

هل فعلا حدث ذلك والزيارة كانت مرتب لها قبل الإلغاء؟

 

لكن حكومة نيبال فعلت ذلك بالفعل، فقد تم الكشف عن أن مدير وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) أوقف الزيارة لـ نيبال، وذلك بعد أن تم ترتيب الزيارة مدير وكالة المخابرات المركزية وليام جوزيف بيرنز لزيارة نيبال لمدة يومين، حيث كان من المقرر أن يزور جوزيف العاصمة كاتماندو، في 15-16 فبراير.

 

وقبل موعد الزيارة وباتصالات مع المسئولين بدولة نيبال، تم الانتهاء من جميع الاستعدادات، وكذلك تم الحصول على إذن للمسار الجوي، بل وتم تحديد أي القادة والمسؤولين الذين سيجتمع بهم المسئول الأمريكي، وأيضا تم تحديد الوقت لذلك، وأماكن اللقاء، ولكن قبل الزيارة مباشرة، طلب رئيس الوزراء براشاندا إلغاء زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية.

 

تفاصيل وفد الزيارة الذي تم إلغائها 

 

في الواقع، وفي اليوم التالي من زيارة وزير الخارجية الهندي فيناي موهان كواترا إلى نيبال أي في مساء يوم 15 فبراير، كان من المقرر أن يأتي مدير وكالة المخابرات المركزية وليام جوزيف بيرنز إلى كاتماندو، وبحسب المصادر، كان رئيس إدارة المخابرات الأمريكية سي آي إيه على وشك الوصول إلى كاتماندو مع أكثر من عشرين ممثلاً.

 

وقالت مصادر في مطار تريبهوفان الدولي، إن طائرة "سي جلوب ماستر 3" التابعة لسلاح الجو الأمريكي كانت على وشك الإقلاع من طائرة بوينج تقل الوفد الأمريكي، وعلم من مصادر المطار أن تصريح هبوط ووقوف طائرة بوينج 3C Globemaster مأخوذ من الجانب الأمريكي، حيث كان على السيارات الخاصة بمدير وكالة المخابرات المركزية والممثلين المرافقين له أن تأتي من أمريكا فقط.

ماذا حدث خلف الكواليس 

وفقا للمعلومات الواردة من وزارة الخارجية النيبالية، تم تحديد لقاء لمدير وكالة المخابرات المركزية بيرنز مع الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية والقائد العام للجيش النيبالي وبعض قادة الأحزاب السياسية الأخرى، لكن قبل آخر زيارة للمسؤول الأمريكي بقليل، لم يأذن رئيس الوزراء. 

 

وذكرت مصادر بمكتب رئيس الوزراء، أن رئيس الوزراء النيبالي براتشاندا أمر بإلغاء زيارة رئيس المخابرات الأمريكية بسبب رسالة خاطئة كانت ستصل بتلك الزيارة، ففي الواقع، هناك ضجة من الانتخابات الرئاسية في نيبال في هذا الوقت، ووصل الائتلاف الحاكم في نيبال إلى حافة الانهيار فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وأصبح الوضع السياسي في النيبال من النوع الذي يمكن أن ينكسر فيه الائتلاف الحاكم الذي تم تشكيله قبل شهرين في أي وقت.

 

انتقاد التدخل الأمريكي

 

وجاء في تقرير الصحيفة الهندية، أنه في مثل هذه الحالة، وبسبب الزيارة التي قام بها رئيس جهاز المخابرات الأجنبية في نيبال على انتخاب الرئيس، وبسبب الانتقادات الكثيرة منه، جاء القرار من قبل مكتب رئيس الوزراء بضرورة وقف الزيارة، خصوصا وأنه قد زار أربعة وزراء من حكومة الولايات المتحدة نيبال في الشهرين الماضيين، وهو ما يفسره على أنه تدخل أمريكي في نيبال.

 

والملفت للنظر أن زيارة رئيس وكالة المخابرات الأمريكية لنيبال ظلت سرية للغاية، لدرجة أن مكتب إدارة المشاريع تم إخباره لاحقًا بأن من سيزور من أمريكا، حيث كان الحديث في وقت سابق، عن زيارة وزير الدفاع الأمريكي حتى تظل الزيارة سرية للغاية.

 

السفارة الأمريكية غاضبة من النشاط الصيني 

ولكن يبدوا أن هناك أبعاد صراع كبير يحدث على أرض نيبال، فقد ذكرت الصحيفة الهندية، أنه في ضوء النشاط المتزايد للصين قبيل الانتخابات الرئاسية في كاتماندو، أصبحت السفارة الأمريكية غاضبة، فهناك الكثير من الانتقادات لنشاط السفير الصيني قبل 48 ساعة من يوم تقديم الترشيحات لانتخابات الرئاسة النيبالية.

 

ويوم الأربعاء الماضي، التقى السفير الصيني لدى نيبال تشين سونغ برئيس الوزراء براشاندا في الصباح ورئيس الوزراء السابق مادهاف نيبال بعد الظهر وكي بي أولي في المساء، كما وصل وفد صيني إلى كاتماندو يوم الأربعاء نفسه. وبسبب هذا النشاط الصيني، تشعر السفارة الأمريكية أن زيارة المسؤول الأمريكي الكبير قد توقفت تحت ضغط الصين نفسها وفقا لمصادر داخل السفارة لم تذكرها الصحيفة الهندية.

 

تلك هي نيبال .. وهكذا أصبحت جمهورية 

ونيبال أو رسمياً جمهورية نيبال الديمقراطية الاتحادية، هي دولة تقع في جبال الهملايا، بين الهند والصين، ولا تطل على بحار خارجية، وقد أصبحت جمهورية منذ 28 مايو 2008، وهي إحدى الدول الصغرى في شبه القارة الهندية، حيث تنقسم البلاد إلى أربعة أقاليم، الإقليم الشرقي، والإقليم الأوسط، والإقليم الغربي، والإقليم الغربي الأقصى، وتشمل الأقاليم أربعة عشر مقاطعة تشمل بدورها 75 ناحية.

 

كانت البلاد قد شهدت العام 2001 م. مذبحة عرفت باسم «مذبحة القصر الملكي» حين قام ولي العهد الأمير ديابندرا بإطلاق النار على والده الملك بيرندرا والملكة إيشواريا وسبعة أفراد من العائلة المالكة، ثم أقدم على الانتحار، وتولّى بعدها عمه جينندرا مقاليد الحكم ليصبح فيما بعد آخر ملوك البلاد إثر تحولها لجمهورية.

 

30  مليون يتحدثون 40 لغة وتلك ديانتهم 

 

يقدّر عدد السكان بـ 30.4 مليون نسمة، وينتمي هذا العدد إلى أصول جنسية عديدة، ففي نيبال حوالي 40 لغة، فهناك لغة مغولية يتحدث بها سكان نيبال القاطنين في المناطق الجبلية المرتفعة من الهملايا شمال البلاد (لغة التبت)، وهناك عدّة لغات هندية إلى جانب هذا في الغرب يتحدث السكان لغة أهل كشمير، وتنتشر لغة البوماوية والأردية، وهكذا تتعدد العناصر في نيبال، وحوالي 60% من سكان البلاد يعيشون في الأودية الجبلية، وقرابة 40% من السكان ينتشرون في إقليم تيراي.

 

وكما هو حال التعدد في السكان واللغة، فهناك تعدد في الديانات، فالديانة الغالبة هي بالطبع الديانة الهندوسية، وهي تمثل 80.6% من السكان، تليها البوذية بنسبة 10.7%، ثم الإسلام بنسبة 4.2%، وديانة كيرانت موندهوم بنسبة 3.6%، تليها المسيحية بنسبة 0.5%، ثم ديانات أخرى بنسبة 0.4%.