الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضائل قضاء حوائج الناس.. 5 أمور تدفعك إلى الجنة

صلاة قضاء الحاجة
صلاة قضاء الحاجة

فضائل قضاء حوائج الناس، عن هذه الفضيلة التي قد يغفل عنها الناس، يقول المولى تبارك وتعلى في محكم التنزيل:" وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له".

وفي هذا التقرير نكشف عن فضائل قضاء حوائج الناس، والتي ينبغي على المسلم الاستزادة منها في هذه الأوقات الصعبة.

قضاء حوائج الناس

تقول دار الإفتاء المصرية في بيانها فضل قضاء حوائج الناس، إنه لا يستطيع الناس في كل زمان أو مكان أن يكونوا في غنى عن المعاملات فيما بينهم، وهذا معنى قولهم: "الإنسان مدني بطبعه" أي: إن الإنسان محتاج إلى غيره في غذائه، وشرابه، وكسائه، ودوائه، وغير ذلك من شؤون حياته.

ولفتت إلى أن الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم، حيث أشار القرآن الكريم في آيات متعددة إلى هذا المعنى، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [الزخرف: 32]، أي: نحن الذين بقدرتنا ورحمتنا وحكمتنا قد قسمنا بين الناس أرزاقهم في هذه الحياة الدنيا، ولم نترك تقسيمها لأحد منهم، ونحن الذين تولينا تدبير هذه الأرزاق، وتوفير أسبابها، ولم نكلها إليهم لعلمنا بعجزهم وقصورهم، ونحن الذين رفعنا بعضهم فوق بعض درجات في الدنيا؛ فهذا غنيٌّ، وذاك فقيرٌ، وهذا خادمٌ، وذاك مخدومٌ، وهذا قويٌّ، وذاك ضعيفٌ.

ثم ذكر سبحانه الحكمة من هذا التفاوت في الأرزاق، وفي المدارك، وفي القدرات؛ فقال: ﴿لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗا﴾ أي: فعلنا ذلك ليستخدم بعضهم بعضًا في حوائجهم، ويعاون بعضهم بعضًا في قضاء مصالحهم، وبذلك تنتظم الحياة، وتسير في طريقها الذي رسمه سبحانه لها، فيترتب على ذلك التقدم والعمران، ويعمُّ الخير بين الناس.

وبينت أن لفظ: ﴿سُخْرِيًّا﴾ بضم السين مأخوذ من التسخير بمعنى: تسخير بعضهم لبعض، وخدمة بعضهم لبعض، واشتغال بعضهم لبعض؛ فالغنيُّ مثلًا يقدّم المال لغيره نظير ما يقدمه له ذلك الغير من عمل معين، وكذلك الحال بالنسبة للعامل، والموظف، والتاجر، والصانع، والزارع، فكل واحد من هؤلاء يتبادل المنافع مع غيره.

وشددت أن المتأمل في هذه الآية الكريمة يراها قد قررت سنّة من سنن الله في خلقه وهي: أنّ التفاوت في الأرزاق والعقول أمر لا شك فيه، وأنّ حاجة الناس بعضهم إلى بعض في أمور معاشهم من الأشياء التي اتفق العقلاء عليها، واطمأنوا إلى حتميتها ولزومها.

فضائل قضاء حوائج الناس

1ـ  تعتبر من باب التعاون على البر والتقوى؛ لقوله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى".

2ــ تعد من الإيثار الذي مدح الله تعالى به المؤمنين في قوله: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ".

3ـ تندرج في باب الشفاعة الحسنة التي أمرنا الله تعالى بها في قوله: "مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا".

4ــ يعتبر قضاء حوائج الناس، هو سبب لأن يكون الله تعالى في عون العبد وحاجته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" (مسلم).

5ـ  تعتبر هذه الفضيلة من أحب الأعمال إلى الله عز وجل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ" (الطبراني).

دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد

- اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي.

- اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك.

- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عليُّ! ألا أُعَلِّمُك دعاءً إذا أصابَك غمٌّ أو همٌّ تدعو بهِ ربَّك فيُستجابُ لكَ بإذنِ اللهِ ويُفرَّجُ عنكَ؟ توضَّأْ وصلِّ ركعتينِ، واحمدِ اللهَ وأثنِ عليهِ، وصَلِّ علَى نَبِيِّك، واسْتغفِرْ لِنفسك وللمؤمنينَ والمؤمناتِ، ثمَّ قل: اللَّهمَّ أنت تَحكمُ بين عِبادِك فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ، لا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ العظيمُ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ الكريمُ سبحانَ اللهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبعِ ورَبِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، اللَّهمَّ كاشِفَ الغمِّ، مُفرِّجَ الهمِّ، مُجيبَ دعوةِ المضطرِّينَ إذا دعَوكَ، رَحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهُما، فارْحَمني في حاجَتي هذهِ بِقضائِها ونَجاحِها، رَحمةً تُغْنِينِي بِها عَن رحمةِ مَن سِواك".

صلاة قضاء الحاجة

ويشرع دعاء قضاء الحاجة، فعلى كل مسلم أن يلجأ إلى الله بما يحب ويرغب دون أيّ وسيط، لقضاء حاجته، ولتسهيل أموره واختياراته، ومهما اختلفت الحاجة إن كانت لسعة الرزق، أو تفريج الهم، وغيرها الكثير من الأمنيات، فعليه أن يدعى الله بدعاء الحاجة ويتوسّل به لله تعالى لاجئًا إليه ومُتضرّعًا لتَحقيقِ أمنيةٍ أو أمرٍ ما هو بِحاجته، ويكون الدعاء بعد صلاة ركعتين؛ حيث يدعو العبد الله تعالى ليُحقّق حاجته مثل إزالة همٍّ ألمّ به، أو تحقيق أمنيةٍ يسعى للوصول إليها.

وصيغة دعاء الحاجة هي: “لا إله إلا الله، الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين”.

كما أن دعاء قضاء الحاجة يشرع أيضا في صلاة قضاء الحاجة تصلى عند وجود الحاجة أي من يريد الزواج أو يريد وظيفة معينة أو أى شيء، حيث كان الصحابة يصلون صلاة قضاء الحاجة لكل شيء يريدونه من الله عز وجل، ويستحب صلاة قضاء الحاجة قبل الفجر فى وقت السحر أى فى جوف الليل، فيصلي فيه الإنسان ويدعو الله بهذا الدعاء وهو «اللهم إنى أتوجه إليك بعبدك ونبيك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتقضى حاجتى يا رسول الله، إنى أتوجه بك إلى ربي ليشفعك فيا ويقضى حاجتى»، وإذا لم يستطيع الإنسان قول هذا الدعاء فعليه أن يحمد الله ويصلى على النبي ويدعو الله بقضاء حاجته وتكررها كثيرًا.