الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف : الرحمن مختص بكشف الكروب .. والرحيم بغفران الذنوب

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله الحسنى، مُشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، موضحا أن الرحمن أشد مبالغة من الرحيم. 

الرحمن الرحيم

وأوضح وزير الأوقاف في مقال بعنوان"الرحمن الرحيم": فرق بعض العلماء بينهما بأن الرحمن هو ذُو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، والرحيم ذُو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة خاصة، حيث يقول تعالى في سورة الأحزاب: "وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا" ، وقال بعضهم: الرحمن مختص بكشف الكروب، والرحيم بغفران الذنوب، فالأول عام يشمل الخلائق كلها والثاني خاص بعباده المؤمنين .

وتابع وزير الأوقاف: قد اجتمع الاسمان معًا في سورة الفاتحة التي يقرؤها المسلم سبعة عشر مرة كل يوم وليلة في صلاة الفريضة وحدها، حيث يقول سبحانه: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ، وفي سورة البقرة في قوله تعالى: "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ" ، ويقول (عز وجل) في سورة النمل: "إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ، ويقول سبحانه في سورة فصلت: "تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ، ويقول تعالى في سورة الحشر: "هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ" .

وأوضح وزير الأوقاف أن كثير ما اقترن اسم الله (الرحيم) باسم الله (التواب) ، أو اسم الله (الغفور) ، ففي سورة البقرة يقول سبحانه: "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" ، ويقول تعالى: "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" ، ويقول (عز وجل): "إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" ، ويقول (عز وجل) في سورة التوبة: "أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" ، ويقول سبحانه: "وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" .

وتابع وزير الأوقاف، في سورة الحجر يقول (عز وجل) جامعًا بين اسمه سبحانه (الرحيم) واسمه سبحانه (الغفور): "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" ، ويقول تعالى في سورة يونس (عليه السلام): "وَإِن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" ، ويقول (عز وجل) في سورة يوسف (عليه السلام): "قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". 

كما اقترن اسمه سبحانه (الرحيم) باسمه عز وجل (العزيز) واسمه (البر) ، حيث يقول سبحانه: "وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" ، وقد تكررت في سورة الشعراء وحدها تسع مرات ، ويقول (عز وجل) في سورة السجدة: "ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" ، ويقول تعالى في سورة الطور: "إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ".

وقد جاء ذكر اسم الله "الرحمن" منفردًا في مواضع عدة ، منها قوله تعالى في سورة الفرقان: "الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً"، وفي سورة طه يقول سبحانه: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" ، ويقول سبحانه: "يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا" ، وفي سورة مريم يقول سبحانه: "ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا" ، ويقول سبحانه: "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً" ، ويقول (عز وجل): "يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا" .

وفي ذلك ما يؤكد أن اسم الله (الرحمن) يشمل رحمته العامة للناس جميعًا ، وإلا لما أمهل سبحانه وتعالى عصاته طرفة عين ، فهو يمهلهم من واسع رحمته ليتوبوا، ويذكرهم بأن لا يغتروا بهذه الرحمة فهي رحمة القوي العزيز ، فرحمة الله (عز وجل) قد وسعت كل شيء ، حيث يقول سبحانه: في سورة الأعراف: "ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" .


-