الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 آلاف وفاة.. هل تكون أمريكا المكان الثاني لعودة كورونا بعد الصين؟

صدى البلد

هل تكون أمريكا الهدف الثاني لعودة الكورونا بعد الصين؟ .. أصبح هذا هو السؤال التي بدا يلوح في الأفق، وذلك مع ارتفاع نسبة الإصابة وأعداد الوفيات نتيجة لتداعيات هذا المرض داخل الولايات المتحدة، في ظل موجة الطقس السيئ التي تشهدها البلاد، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه الصين من ارتفاع كبير بعدد الوفيات والإصابة بفيروس كورونا.

 

ففي السنة الرابعة من بدء الوباء، يعود Covid-19، لينتشر مرة أخرى في جميع أنحاء أمريكا، يزيد من ذلك الأعياد الأخيرة ، وقلة الاحتياطات والتطور المستمر لمتغيرات الفيروس الفرعية، حيث يقول الخبراء إن المتغيرات الفرعية الجديدة تسبب القلق بشأن قدرتها المتزايدة على الانتقال وقدرتها على التهرب من بعض الأجسام المضادة، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

 

الناس لا يأخذون هذا الأمر على محمل الجد

وتحذر الجارديان من أن الناس لا يأخذون هذا الأمر على محمل الجد، وذلك بعد انخفاض معدلات الوفاة والإصابة خلال 2022، ولكن الخبراء يرون ما لم يلحظه الناس حتى الآن، حيث هناك مؤشرات لزيادة انتشار كوفيد في الولايات المتحدة، وهو يمثل مخاطرة كبيرة، فيما أدت الاحتياطات القليلة والعطلات الأخيرة والمتغيرات الفرعية إلى زيادة الارتفاع لتفاقم أعداد الإصابات.

 

فيما يستعد مسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة لهذا لاحتمال، الزيادة بعد العطلات، ووفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، تعد حالات دخول مستشفى كوفيد الجديدة رابع أعلى معدل للوباء، وذا الارتفاع جاء بعد أن انخفض عدد حالات دخول Covid إلى المستشفى إلى حد ما بعد موجة الصيف.

 

المستشفيات بأقصى طاقتها ووفيات الأسبوع الأخير وصلت لـ4 آلاف

ووفقا لما نقلته صحيفة الجارديان، يبدوا أن الحالة بدأت تدخل مرحلة الخطر بالفعل داخل أمريكا، ويقول بريندان ويليامز، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية نيو هامبشاير للرعاية الصحية، عن المعدلات الحالية لمنطقته: "المستشفيات في أقصى طاقتها الاستيعابية، ولست متأكدًا من مسار هذا الشيء ، لكنني قلق"، ويضيف: "غالبية حالات دخول المستشفيات Covid من بين أولئك الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر، على الرغم من أن نسبة الأطفال دون سن الرابعة تضاعفت تقريبًا".

 

وعن بيانات الحصاد الأسبوع للمرض داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فقد شهد في الأسبوع الماضي، ارتفعت في وفيات كوفيد بنسبة 44٪، فبعد أن كانت الوفيات 2705 في الأسبوع المنتهي في 4 يناي، ارتفع إلى 3907 في الأسبوع المنتهي في 11 يناير، وتعد هذه واحدة من أكبر الزيادات في حالات Covid في الوباء بأكمله.

ولم يتم ذلك بعد. قال سيجال "بالتأكيد لا يبدو أننا بلغنا الذروة بعد".

 

اختبارات المنازل حجبت رصد الظاهرة في البيانات الرسمية

ويبدو أن البيانات الرسمية للمرض، لم ترصد خلال الفترة الماضية التطور التصاعدي لانتشار المرض، وهنا يقول الخبراء إن عدد الحالات الرسمية كان أبطأ في الارتفاع، بسبب انتشار الاختبارات في المنزل وبسبب الإحجام العام عن الاختبار على الإطلاق، فمن بين الاختبارات التي تم الإبلاغ عنها، كانت معدلات الإيجابية عالية جدًا، حيث تحول واحد من كل ستة اختبارات ( 16 ٪ ) إلى نتيجة إيجابية.

 

وقال ستيوارت راي ، أستاذ الطب والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز ، إنه على الرغم من المعدلات المرتفعة لانتشار كوفيد ، إلا أن دخول المستشفى لم يصل بعد إلى الذروة السابقة التي شوهدت في وقت سابق في الوباء ، وربما يرجع ذلك إلى المناعة من اللقاحات والحالات السابقة، ولكنه حذر من أنه لا ينبغي اعتبار هذه الحماية أمرا مفروغا منه، لا سيما وأن الحصانة تتضاءل مع متحورات الفيروس الجديدة.

 

لإعلان بايدن انتهاء الفيروس آثار سلبية

وأكثر ما حذر من الخبراء في تقرير الجارديان، هو انتشار حالة اللامبالاة من المرض، وأصبحت المعركة بجانب مواجهة المرض، محاربة الكثير من المعلومات الخاطئة وأيضًا بعض الأخطاء السياسية عندما يتعلق الأمر باللقاحات وكان لأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن الوباء "انتهى" في سبتمبر آثارا سلبية، فقد أوقف حماس الجمهور للداعم الجديد ودفع الكونجرس إلى مزيد من التقاعس عن المزيد من التمويل لمواجهة الوباء.

 

والمخاطر ستكون مضاعفة في حالة انتشار الفيروس مرة أخرى داخل الولايات المتحدة، وذلك لتراجع كافة الإجراءات الاحتياطية التي كانت متبعة خلال السنوات الماضية تجاه المرض وانتشاره، وبالرغم من أن اللقاحات ضد المرض مهمة للغاية، إلا أن الاحتياطات الأخرى تساعد أيضًا في منع العدوى والمرض والوفاة.

 

آثار كارثية غير مرئية للفيروس المتكرر

وحذر التقرير من أن هناك آثار كارثية لعودة تكرار الإصابة بالفيروس مرة أخرى، ولكنها غير مرئية الآن، وسوف تظهر على المدى الطويل، فهناك بيانات متراكمة تفيد بأن فيروس كوفيد المتكرر يراكم مخاطر حدوث مضاعفات قصيرة وطويلة المدى ، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والصحة العقلية وغيرها من المشكلات، وسنعرف فقط في وقت لاحق حجم هذه التكلفة بالضبط. لكن البيانات المتطورة تشير إلى أن هناك تكلفة متزايدة مع تراكم العدوى.

 

ويشعر المسئولون عن الملف الصحي بالقلق حيث أن المستشفيات وصلت إلى أقصى طاقتها، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه مرافق الرعاية طويلة الأجل نقص بالعمال، وهو لا يتواكب مع تفشي المرض بين السكان والموظفين مرة أخرى.

 

منظومة صحية مهلكة

وعلى مدار 3 سنوات من انتشار الفيروس، عانى العاملون في مجال الصحة ثلاث سنوات من الإرهاق والعجز والوفاة، واضطر بعضهم إلى الخروج من القوى العاملة، فيما انزعج آخرون من ظروف العمل غير الآمنة واستمرار الأزمات الناجمة عن الوباء، فأصبحت المنظومة الصحية مهلكة، وغير مستعدة لمواجهة الموجة الجديدة، فخلال الأسبوع الماضي فقط توصلت الممرضات في نيويورك إلى اتفاق مبدئي لتحسين ظروف العمل بعد الإضراب للمطالبة بظروف عمل أكثر أمانًا.

 

وذكرت الجارديان، أن دور رعاية المسنين ومرافق الرعاية السكنية يقل فيها عدد العمال اليوم بنحو 300 ألف عامل عما كان عليه في مارس 2020، ومن الصعب أن نرى كيف سيتحسن الوضع، في غضون ذلك ، يستمر كوفيد في الانتشار، حيث شهد سكان دار رعاية المسنين والموظفين أحد أكبر الارتفاعات في حالات الوباء.

 

النسيان الجماعي ملحوظ داخل المجتمع

ومن خلال جولة ميدانية في دور رعاية المسنين، يبدو أن الناس تخلو عن كافة إجراءات الوقاية، ولا يرتدون أقنعة، فالناس لا يأخذون أيًا من هذا على محمل الجد، وهو ما أسماه الخبراء بحالة "النسيان الجماعي" حول كيف ولماذا نحتاج إلى حماية أنفسنا وبعضنا البعض.

 

وعن أهمية العودة لتلك الإجراءات، يحذر الخبراء، أن هناك أشخاصا لا تكون العدوى لديهم شديدة، بل في الواقع خفيفة جدًا، وذلك إما بسبب صحتهم الأساسية ، أو بسبب عوامل اجتماعية في حياتهم، ولكنهم في ذات الوقت حاملين للمرض، وسبب لانتشاره، وكلما زاد انتشار الفيروس، زادت فرص تطوره، واحتمالية التقاط الطفرات التي تجعل من السهل التغلب على المناعة.