يعد الاستفهام عن هل الكلام في الحمام حرام مع غلق الغطاء أم لا؟، من الأمور التي لا تزال محيرة للكثيرين، حيث يرون أن الحمامات من الأماكن النجسة باعتبارها موضعًا لقضاء حاجة الإنسان ، وحيث إن الكلام في الحمام من العادات الشائع والمنتشرة، لذا يظل السؤال عن هل الكلام في الحمام حرام مع غلق الغطاء أم أن الحرمة مرتبطة بكشف غطاء الحمام؟، مهمًا ومطروحًا باستمرار.
هل الكلام في الحمام حرام
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن حمامات الشام ومصر لم تكن هي الخلاء الأول التي حُرم فيه تنزيها أو كره فيه تنزيهًا الكلام.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: « هل الكلام في الحمام حرام ؟ ، وهل غلق غطاء الحمام يمكن الشخص من التحدث فيه أم لا تزال الحرمة قائمة ؟»، أنه أولاً أثناء قضاء الحاجة الإنسان لا يرد السلام، رغم أن رد السلام واجب إلا أن قضاء الحاجة هي مانع، ومن هنا فهموا أنه لا يجوز الكلام أثناء قضاء الحاجة.
وأشار إلى أن رد السلام واجب إلا على من بصلاة أو بأكل شغل أو ذكر أو دعاء أو تلبية أو في قضاء حاجة الإنسان أو في الإقامة أو الأذان أو سلم الطفل أو السكران، منوهًا بأن حمامات اليوم فهي مترفة جدًا ، فهي طاهرة ظاهر باطن.
وتابع: ويتكلم سيدنا الشيخ الخطيب في مغني المحتاج ، على أنه لا يجوز قضاء الحاجة عندما لا يكون لها ثقب – تصريف الصرف الصحي – فتكون حينئذ نجاسة ، طالما الصرف الصحي موجود فهو طاهر، فليس كل خلاء على ما هو موجود في الصحراء أو في بيوت الأقدمين ، فلم يكن لديهم حمامات ، فلما دخل الصحابة الشام عرفوا بيتًا اسمه الحمام، وأيضًا لم يكن كما هو الآن.
وأضاف: إذن الحمامات الآن يجوز فيها الكلام سواء أغلقت الغطاء أو لا ، مشيرًا إلى أن الحديث في الخلاء غير جائز قديما لأن "الحمام" ليس على الهيئة التي هو عليها الآن فكان قديمًا بدون تصريف، فقال العلماء إنه لا يجوز لمن يقضي حاجته أن يرد السلام مع أنه واجب، ومن هنا كان المنع عن الكلام بالحمام حيث أن الواجب وهو رد السلام ممنوع فقرروا عدم الكلام نهائيا.
ولفت إلى أن الآن فالحمامات فارهة وطاهرة وبها تصريف فما دام بها تصريف فالكلام فيها جائز ليس لها علاقة بغلق الغطاء أو عدم غلقه ، فوجود " السيفون" يكفي لطهارة مكان الحدث فبالتالي يجوز الكلام في الحمام .