الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة تاريخية على المطرقة.. لأول مرة منذ قرن انتخاب رئيس مجلس النواب الأمريكي بـ15 جولة

كيفن مكارثي
كيفن مكارثي

"إنها المرة الأولى منذ قرن التي يستغرق فيها انتخاب رئيس مجلس النواب الأمريكي تلك الجولات التي وصلت إلى 15 جولة، وظل الجميع في ترقب لمعرفة من سيسيطر على المطرقة السياسية الشهيرة التي بتوقفها سيتعطل عمل مجلس النواب بالكامل" .. هكذا علقت الصحف الأمريكية على انتخابات السيطرة على "المطرقة" من قبل رئيس مجلس النواب الأمريكي.

وبالفعل تحول كيفن مكارثي من زعامة الأقلية للجمهوريين خلال العاميين الماضيين، ليصبح الآن هو رئيسا لمجلس النواب الأمريكي خلفا  لنانسي بيلوسي رئيس المجلس منذ 2019، ويأتي هذا التحول بعد حصول الحزب الجمهوري على أغلبية المجلس خلال انتخابات نصف التجديد في شهر نوفمبر الماضي، ولكن لماذا تلك الانتخابات التاريخية ليحصل مكارثي على رئاسة المجلس، وماذا كان يعطله للسيطرة على مطرقة الرئاسة في ظل أغلبية الجمهوريين؟.

هو الآن المتحدث الرسمي لمجلس النواب. حقق الجمهوري من كاليفورنيا فوزًا بعد 15 جولة تصويت تاريخية وسلسلة مثيرة من الأحداث في قاعة مجلس النواب في وقت متأخر من ليلة الجمعة.

أخيرا مكارثي زعيم المجلس بـ5 أصوات عن زعيم الأقلية الديمقراطي


ففي صباح اليوم السبت، حصل النائب الجمهوري كيفن مكارثي، على الأصوات اللازمة لانتخابه رئيسا جديدا لمجلس النواب الأمريكي بعد 15 جولة تصويت، ليصبح رئيسا لمجلس النواب الأمريكي بعد 15 جولة تصويت داخل المجلس.

وبحسب نتائج التصويت، الذي عرضته معظم القنوات التلفزيونية الأمريكية، حصل مكارثي على 216 صوتا، بفارق 5 أصوات عن منافسه الديمقراطي حكيم جيفريز، والذي حصل على أصوات الديمقراطيين بدعم 211 من أعضاء مجلس النواب، فيما اختار 6 أعضاء عدم الإدلاء بأصواتهم لأي شخص، وذلك بمجموع 432 ناب حضروا الجلسة الأخيرة.

وإثر مفاوضات شاقة، رضخت مجموعة النواب المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب التي كانت تعرقل انتخابه، وانتهت بذلك حالة من الفوضى لم يشهدها الكونغرس منذ أكثر من 160 عاما، ما يُنذر بنقاشات نشطة جدًا في البرلمان في العامين المقبلين.

ماذا كان يعطل فوز مكارثي رغم  أغلبية الحزب الجمهوري؟


انتخاب رئيس مجلس النواب الأمريكي، ثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه، كان يتطلب أغلبية من 218 صوتا، من أصل مجموع 435 مقعدا وهو عدد أعضاء المجلس بالكامل، ورغم امتلاك الحزب الجمهوري لأغلبية تخطت الـ222 نائب، ولذلك لا يمكنه أن يخسر إلا 4 أصوات فقط ليحصل على رئاسة المجلس.

ولكن خلال الجولات الـ14 الماضية، كانت هناك مجموعة اليمين المتشدد التابعين لرئيس الأمريكي السابق ورئيس الحزب الجمهوري ترامب، وعددهم 20 نائبا جمهوريا متشددا كانوا يفضون منح مكارثي اًصواتهم ليحصل على الـ 218 صوت اللازمة لفوزه بالمنصب.

وعلى مدار الجولات السابقة كان يشكك هؤلاء النواب في حسن نية عضو الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا، على الرغم من تأييده من الرئيس السابق دونالد ترامب، وقال أحد المعارضين، رالف نورمان من ساوث كارولينا، إنه ببساطة لا يثق في مكارثي، وتابع "فريق مكارثي هدد بالانتقام السياسي منهم إذا لم يدعموه، في الأسابيع التي سبقت هذا المأزق".

وأضاف : "كان سيتم الإطاحة بنا من اللجان، وكنا سنفقد جميع الامتيازات التي نتمتع بها، لذلك قلنا لهم بشكل أساسي: إذا لم نتمكن من طرح الأسئلة، وإذا لم نتمكن من التحقق من أقوى شخص نستعد لتوليه المنصب، فإننا لن ندعمه".

في غضون ذلك، واصلت الأقلية الديموقراطية التصويت لصالح زعيمها، حكيم جيفريز من نيويورك، وهو أول شخص أسود على الإطلاق يقود حزبا في الكونغرس، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على أصوات ستة منشقين جمهوريين ليصبح رئيسا للمجلس.

لحظات الجلسة الحاسمة.. الطريق إلى فوز مكارثي

كان التقدم بالنسبة لمكارثي بطيئًا في وقت سابق من الأسبوع ، لكنه اكتسب زخمًا في تصويت ظهر يوم الجمعة عندما انقلب 14 من منتقديه العشرين للتصويت له بعد أربعة أيام و 12 جولة اقتراع، وتوقع مكارثي الثقة قبل الجولة الرابعة عشرة المقررة من التصويت في وقت متأخر من ليلة الجمعة ، وتعهد للصحفيين: "سننجزها الليلة".

لكن بعد ذلك فشل مكارثي مرة أخرى في الوصول إلى العتبة اللازمة لتولي المطرقة، حيث احتاج مكارثي إلى أغلبية من جميع الأعضاء الذين يصوتون للفوز، والتي يمكن أن تتقلب اعتمادًا على من سيحضر، ومن أصل 432 صوتًا تم الإدلاء بها في الجولة قبل الأخيرة ، حصل مكارثي على 216 صوتًا.

فالفعل صوت الجمهوريان لورين بويبرت من كولورادو ومات جايتس من فلوريدا ، وهما منتقدان قويان لمكارثي، "حاضرا" في التصويت الرابع عشر، لكن ذلك لم يكن كافيًا لأن أربعة جمهوريين آخرين صوتوا لشخص آخر، وهنا مكارثي إما أن يحتاج إلى عضو آخر للتصويت حاضرًا أو لشخص ما للانتقال إلى التصويت الإيجابي

وهنا توجه مكارثي إلى مؤخرة القاعة وبدا أنه يحاول إقناع غايتس وبويبير ، اللذين كانا جالسين بجانب بعضهما البعض، بتغيير رأيهما، حيث اجتاح الجمهوريون الآخرون غايتس وانخرطوا في مناقشات محتدمة على ما يبدو بعد انسحاب مكارثي.

تضمنت التنازلات التي قدمها مكارثي أثناء المفاوضات تسهيل عزل المتحدث ، واتفاقًا على إنشاء نافذة لمدة 72 ساعة للأعضاء لقراءة مشاريع القوانين قبل أن يحصلوا على تصويت ، والتعهد بالتصويت على تشريع لوضع حدود لمدة أعضاء الكونجرس، واستمر في ذلك حتى حصل على العدد الكاقي من المنشقيين ليصل إلى رئاسة المجلس.

جولة تاريخية منذ قرن ولكنها ليست الأطول

وتعد تلك الجلسة هى المرة الأولى منذ 100 عام التي يتجاوز فيها التصويت للمتحدث جولة واحدة، ولكنها ليست أطول إجراء عملية تصويت في تاريخ الولايات المتحدة لنفس المنصب، حيث كانت الجولة الأطول لانتخاب هذا المنصب عام 1855، حيث استغرقت 133 جولة على مدار شهرين.

وبعد دراما عدم انتخاب المتحدث لها عواقب حقيقية للغاية، حيث لا يمكن لمجلس النواب إجراء أي عمل، بما في ذلك أداء اليمين لأعضاء جدد الـ118، حتى يتم اختيار الرئيس، وبدون رئيس، لا يمكن للمشرعين تشكيل لجان أو تطوير التشريعات أو المشاركة في جلسات الإحاطة الاستخباراتية.

ومن المحتمل أن ينذر المأزق بالفوضى المتوقعة خلال العامين المقبلين من الحكومة المنقسمة في الكابيتول هيل ، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية ضيقة للغاية وأظهر تجمع الحرية المحافظ استعداده لجعل بقية المؤتمر الجمهوري رهينة لمطالبه.

من هو مكارثي؟


كيفين أوين مكارثي، هو سياسي أمريكي من الحزب الجمهوري ولد في يوم 26 يناير 1965 في مدينة بيكرسفيلد في كاليفورنيا، أكمل دراسة إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا الولائية. أنتخب كنائب في مجلس النواب الأمريكي في 2007 لأول مرة، وفي سنة 2019 أصبح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب.

عام 2022، عادت الأغلبية في مجلس النواب للجمهوريين فتم ترشيح مكارثي لرئاسة المجلس خلفا لنانسي بيلوسي، وبعد 15 جولة تصويت أدى مكارثي في 7 يناير 2023 اليمين الدستورية رئيسا لمجلس النواب الأمريكي.

ترأس مكارثي سابقًا منظمة الجمهوريين الشباب في كاليفورنيا والاتحاد الوطني للجمهوريين الشباب، وقد أوفد ممثلًا في جمعية ولاية كاليفورنيا من عام 2002 إلى عام 2006، وخلال العامين الأخيرين عمل بصفته زعيم الأقلية، وكان مكارثي قد انتُخب لعضوية الكونغرس في عام 2006، وانتخب لرئاسة مجلس النواب في فترته الثانية كنائب للرئيس الجمهوري من 2009 إلى 2011، وعندما تولى الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب في عام 2011، أصبح منفذًا لحزب الأغلبية من عام 2011 حتى أغسطس 2014، عندما انتخب زعيم الأغلبية ليحل محل إريك كانتور، الذي انتهت ولايته بهزيمته بالانتخابات التمهيدية.

بعد أن خسر الجمهوريون أغلبيتهم في الانتخابات النصفية لعام 2018، وتقاعد رئيس مجلس النواب بول رايان، انتُخب مكارثي زعيمًا للأقلية في يناير 2019، لصبح بذلك أول عضو من الحزب الجمهوري من كاليفورنيا يشغل هذا المنصب.

كان مكارثي مدافعًا ثابتًا عن الرئيس دونالد ترامب معظم وقته كزعيم للأغلبية وزعيم للأقلية، وبعد الانتصار الذي حققه جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، أيد مكارثي موقف ترامب المتمثل في إنكار فوز بايدن والمشاركة في الجهود القانونية لإبطال النتائج، ولكنه أدان لاحقًا اقتحام كابيتول في الولايات المتحدة عام 2021.