الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اقتحام بن غفير للأقصى.. كيف سيكون الرد العربي على الاستفزازات الإسرائيلية؟

بن غفير يقتحم المسجد
بن غفير يقتحم المسجد الأقصي

دخل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مرحلة أكثر خطورة بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي ضمت مجموعة كبيرة من المتطرفين، وقام أحدهم وهو وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باقتحام باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال.

بن غفير يقتحم المسجد الأقصي 

بن غفير واقتحام الأقصي 

وبعد الإدانات الواسعة أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، عن نيته اقتحام المسجد الأقصى مرة ثانية، بعد اقتحامه صباح أمس.

وقال بن غفير، خلال سلسلة مقابلات أجراها مع وسائل إعلام عبرية:"سأذهب مجدداً إلى الحرم القدسي الشريف، وليس بالضرورة إعلان متى سأذهب"، وفق ما نقلت عنه القناة "12" العبرية.

ومن جانبها، دعت الولايات المتحدة الأمريكية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مواصلة الالتزام بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية، صورًا ومقاطع فيديو لبن غفير، الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف في إسرائيل، وهو يتجول في الموقع تحت حراسة مشددة.

وقال مجلس الأمن القومي الأمريكي على خلفية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصي: "نرفض أي تحرك أحادي يقوض وضع المواقع المقدسة في القدس".

وردا على هذا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان إنه "مصمم بحزم على الحفاظ على الوضع الراهن"، مشيرًا إلى أن وزراء آخرين زاروا باحة الأقصى في الماضي.

ولكن زعيم المعارضة يائير لبيد قال في تغريدة "هذا ما يحدث عندما يضطر رئيس وزراء ضعيف لتسليم المسؤولية لأكثر شخص غير مسؤول في الشرق الأوسط وفي أكثر مكان متفجر في الشرق الأوسط.

يائير لبيد

حكومة انقسامات ومشاكل 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، إن قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى يبعث رسالة أولية بعد عدة أيام من تشكيل الحكومة بأن الحكومة الإسرائيلية ستكون حكومة انقسامات ومشاكل.

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا ولم تعترض أجهزة الأمن الإسرائيلية على هذه الزيارة المخطط والمرتب لها، فالاقتحام له رسائل ودلالات رمزية أكثر منها واقعية مرتبطة بتنفيذ اتفاقيات الائتلاف، والاتفاقيات اقرت هذا ان سيكون هناك عمليات بحث وتنقيب تحت المسجد الأقصى للبحث عن الهيكل، وبتالي وزير الأمن القومي الإسرائيلي أعلن هذا المخطط ويمضي في اطاره لنقل رسالة الي المستوطنين الإسرائيليين المؤيدين له.

وأضاف أن اجهزت الأمن رغم انها حذرت قبل تشكيل الحكومة من هذا السناريو إلا انها بطبيعة الحال سمحت بزيارته للمسجد، وبتالي رد الفعل الفلسطيني سيكون مهم في هذا السياق، وأيضا الأردن باعتبارها السلطة المسؤولة عن الاشراف عن المقدسات الإسلامية، وسيكون هناك ردود فعل قوية في هذا الإطار.

الدكتور طارق فهمي 

الهدف من اقتحام المتطرفين المسجد  

وأكد أن الخطورة من هذا هو احتمال تكدد المواجهات الأمنية في المجلس وجينين ومدينة القدس، فبتالي الاقتحام والتهديد به لها رسالة مهمة بان الائتلاف الذي يحكم إسرائيل سينفذ مخططاته.

واختتم: وأيضا الهدف من الاقتحام إعادة فتح ملفات تهويد القدس وإقامة ما يعرف باسم هيكل الرب والبحث والتنقيب تحت مسجد الأقصى بهدف تقويضه.

وبدورها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة اقتحام وزير إسرائيلي متطرف باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال.

وقدّمت دولة الإمارات ممثلة عن الدول العربية في مجلس الأمن الدولي طلباً لعقد جلسة طارئة في أعقاب اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وفق بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة وام الرسمية.

وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيانها موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، وعلى احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.

الإمارات العربية المتحدة 

وفي هذا الإطار قالت الناطقة الرئاسية الأمريكية كارين جان-بيار: إنّ "الولايات المتحدة تؤيد بحزم الحفاظ على الوضع القائم مع احترام المواقع المقدّسة في القدس، وأيّ خطوة أحادية الجانب تُعرّض الوضع القائم للخطر هي غير مقبولة".

ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في تصريح منفصل: إنّ الولايات المتحدة "قلقة للغاية" بعد خطوة بن غفير، معتبراً أنّ "الزيارة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وإثارة العنف".

ومن جانبهما، أشارت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" إلى أنّ بن غفير كان يرتدي سترة واقية من الرصاص خلال اقتحامه الذي استمر (13) دقيقة بحراسة مشددة من الشرطة والأمن الإسرائيلي الخاص.

وردّ بن غفير باستهتار على ردود الفعل الدولية على اقتحامه للمسجد الأقصى، وقال للقناة: "هناك عنصرية شديدة في الحرم ضد اليهود، ومن غير المنطقي أن يتعرض اليهود للعنصرية في البلد الذي يعيشون فيه".

وهذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى، لكنّه قام بذلك سابقاً بصفته الشخصية، ثم بصفته نائباً في الكنيست.

 بن غفير

إدانة عربية وإسلامية واسعة

وقد أدانت عدة دول اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، داعية إلى عدم تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى، وأعربت مصر عن أسفها لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان "رفضها التام لأية إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس"، وحذرت من "التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة وعلى مستقبل عملية السلام".

ودعت مصر "كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع".

كما أدانت وزارة الخارجية اللبنانية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى واعتبرت أن "الانتهاك الخطير لحرمة المسجد الأقصى وكامل الحرم القدسي من قبل وزير في الحكومة الاسرائيلية الجديدة يؤشر إلى منحى السياسات المتطرفة التي بدأت تمارسها الحكومة الإسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته".

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان إن دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية وتحد سافر لمشاعر المسلمين والمسيحيين عبر العالم.

الجدير بالذكر، المسجد الأقصى هو بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. أما اليهود، فيعتبرون باحة المسجد التي يطلقون عليها اسم جبل الهيكل، أقدس موقع في ديانتهم.

المسجد الأقصي المبارك