الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

والشرطة تعلن الطوارئ...

نمبر وان بين العرب.. خريطة المغاربة بعواصم أوروبا قبل مباراة فرنسا

جماهير المغرب
جماهير المغرب

"لا حديث في العالم إلا عن المغرب وإنجازها التاريخي بالوصول إلى المربع الذهبي بكأس العالم، وزادت من سخونة هذه الاحتفالات فرحة جاليات المغرب بعواصم أروروبا، حتى أصبحت حالة طوارئ أمنية".. هكذا كان حال كافة وسائل الإعلام الأوروبية في تغطيتها لمظاهرات جاليات المغرب بعد فوزها الأخير على البرتغال والصعود للمربع الذهبي، ولقائها مع فرنسا يوم الأربعاء المقبل.

ويبلغ عدد المغاربة المقيمين في الخارج نحو 5 ملايين شخص موزعين على قرابة 100 بلد، 85% منهم يقيمون في أوروبا، و70 % منهم تقل أعمارهم عن 45 سنة، حيث يُعد المغاربة ثاني أكبر مجموعة من المهاجرين في الاتحاد الأوروبي بعد الجالية التركية، والأولى عربية، وهي مؤشرات تعكس كيفية عن حال الحماس داخل عواصم أوروبا.

وأشارت الدراسة إلى أن عدد المغاربة المقيمين في اوروپا تضاعف خلال الثلاثين سنة الماضية، وتعتبر فرنسا بحسب ذات المصدر، في الرتبة الأولى من حيث عدد المغاربة وتأتي إسبانيا في المرتبة الثانية من حيث عدد المغاربة يأتي بعدهم بلجيكا وهولندا .. وهنا نرصد خريطة جاليات المغرب في القارة العجوز، ورصد لسخونة تفاعل كل جالية.

 

فرنسا نمبر وان 

وتعد فرنسا هي رقم واحد من حيث حجم جالية مغربية بالمقارنة بباق ججاليات أوروبا، حيث يفوق عددها ما يزيد عن مليون و500 ألف مغربي، وهناك من يتحدث عن أضعاف هذا الرقم ممن هو من أصول مغربية ولكنه فرنسي منذ فترة، ومغاربة فرنسا هم الأشخاص من أصول مغربية الذين يسكنون في فرنسا، وهم يمثلون قطاعا كبيرا من كل سكان فرنسا المهاجرين، ويرجع بدايتها عندما قرر الكثير من المغاربة الهجرة إلى فرنسا منذ عقد 1960 إلى الحاضر تبعا لحكم فرنسا الاستعماري في المغرب من 1912 إلى 1956، وذلك نظرا للظروف الاقتصادية الأفضل في فرنسا.

 

على الرغم من أنهم قد هاجروا إلى فرنسا، إلا أن العديد منهم ما زالوا يحتفظون بثقافة بلدهم الأصلي وحبهم لبلدهم الأم ويزورون بلدهم المغرب كل عام لربط صلة الرحم مع عائلتهم وأقربأهم

وبالطبع سيكون لها وضع خاص في الاستعدادات الأمنية قبل وبعد المباراة، ففرنسا هي التي سيقابلها المنتخب المغربي في مباراة نصف النهائي الأربعاء المقبل، وخلال المباراة الأخيرة مع البرتغال، خرج المغاربة بكل مدنها، الكبرى والصغيرة، حيث رفعوا العلم المغربي، محيين الإنجاز الوطني لـ”أسود” بلادهم، ففي شارع الشانزليزيه احتفل المغاربة وحولوا المكان إلى فضاء لعرس مغربي.

 

 

أسبانيا حالة خاصة 

وتعد أسبانيا حالة خاصة في وضعية الجالية الخاصة بها، وذلك نظرا لوجود أراضي مغربية مازالت تسيطر عليها أسبانيا، مثل مدينة سبته وعدد آخر من الجزر، وما حدث خلال المباريات السابقة من اشتباكات بين المغاربة والشرطة الأسبانية دليل على ذلك.

 

ووفق تعداد 2021، يبلغ عدد المغاربة داخل الأراضي الأسبانية، 860 ألف نسمة لتحتل المرتبة الثانية بين جاليات المغرب بأورور، وفي ذات الوقت يشكلون أول جالية أجنبية من خارج الاتحاد الأوربي، إضافة إلى آلاف المغاربة المنحدرين من شمال المملكة الذين وصلوا إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية قبل أن تتم تسوية وضعيتهم في سنوات التسعينات.

وشهدت مختلف المناطق الإسبانية احتفالات مغربية عقب مباراته أمام البرتغال، سواء في المدن الكبرى، مثل مدريد وبرشلونة وإشبيلية وبلباو، أو حتى البلدات الصغيرة، وخرج أفراد الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا مرتدين القميص الأحمر مع النجمة الخضراء، ومتشحين بالعلم الوطني، وحاملين صور الملك محمد السادس، معربين عن فخرهم وسعادتهم بهذا الإنجاز الذي يضع المغرب ضمن المنتخبات الأربعة الأولى في عالم كرة القدم.

وتغير المشهد قليلا في بعض المناطق، مثل سبتة المحتلة، حيث تحولت الاحتفالات إلى مواجهات بين الشرطة والمشجعين المغاربة، انتهت بضرب ثلاث نساء على الجذع والأطراف، وأوضحت مصادر من القيادة العليا للشرطة الوطنية أن عناصر الشرطة المحلية أبلغوا بالفعل عن ملابسات الحدث، مؤكدة أنها ستجري تحقيقا في الموضوع.

 

بلجيكا احتفالات وصلت إلى قنابل الغاز المسلة للدموع 

والمركز الثالث في حجم جاليات المغرب بأوروبا هي جاليتها في بلجيكا، حيث يبلغ عددها 700 ألف نسمة، ورغم أنها في المركز الثالث، إلا أنها في المركز الأول من حيث سخونة الأوضاع عقب المباريات، حيث شهدت احتفالات المباريات السابقة أحداث شغب عارمة، وتضع الشرطة البلجيكية خطط أمنية ليوم المباراة.

وعقب مباراة المغرب مع البرتغال، استخدمت الشرطة البلجيكية خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، بعد تعرضها لهجوم من مشجعي كرة القدم المغاربة، الذين تسببوا في دمار في وسط بروكسل يوم الأحد، وفقا لما أعلنته الداخلية البلجيكية.

ووذكر بيان للشرطة، أن عشرات المشجعين حطموا نوافذ المتاجر، وألقوا الألعاب النارية وأشعلوا النار في المركبات، وقالت الشرطة إن 11 شخصا اعتقلوا ولا يزال واحد منهم في الحجز، وذكرت شرطة بروكسل في بيان لها أنه حتى قبل نهاية المباراة "سعى عشرات الأشخاص، وبعضهم يرتدي ملابس ذات أغطية للرأس، إلى مواجهة مع الشرطة الأمر الذي أضر بالسلامة العامة، وتم حشد حوالي مائة ضابط شرطة، بينما تم تحذير السكان بتجنب مناطق معينة من وسط المدينة، وأغلقت محطات المترو وبعض الشوارع للحد من انتشار العنف".

 

هولندا رغم الخروج احتفالات الفوز مستمرة 

لم تكن الموجة الأولي من المهاجرين المغاربة إلى هولندا من منتصف عام 1940 إلى منتصف عام 1960 تمثل أعداد كبيرة، وكانت تتألف في معظمها من أشخاص من المستعمرات الهولندية السابقة، ومع ذلك، فإنها بدأ ظهور الهولنديون من أصل مغربي بأعداد كبيرة خلال الموجة الثانية، بين عامي 1965 و 1973، التي تكونت من مائة ألف من الأتراك والمغاربة الذين جائوا إلى هولندا، وجاء ما يقارب من 170,000 من عام 1974 إلى عام 1986، والآن تحتل المرتبة الرابعة من حيث جاليات المغرب بأوروبا بـ600 ألف نسمة.

وكعادة الجاليات المغربية بعواصم العالم، عمت المدن الهولندية أيضا الاحتفالات في المباراة الماضية، ففي لاهاي انتشرت عناصر شرطة مكافحة الشغب لتفريق المحتشدين، بعد إطلاق ألعاب نارية كثيفة، كما دعت المشجّعين إلى إخلاء شارع في حيّ شعبي، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وفي روتردام، أطلق العديد من المؤيدين صفّارات في شوارع وسط المدينة، وأغلقت بعض الساحات المزدحمة فيها أمام حركة المرور، وكتبت شرطة أمستردام على “تويتر”: “عقب المباراة، توتّر الوضع في عدة أماكن في المدينة، وأُطلقت ألعاب نارية كثيفة. تم توقيف عدة أشخاص”.

 

إيطاليا .. الجالية المغربية تحتفل رغم هجوم المتطرفين 

وتأتي جالية المغرب بإيطاليا في الترتيب الرابع بين جاليتها في أوروبا بـ432 ألف نسمة، يشكلون ثالث أكبر مجموعة من الأقليات العرقية من غير السكان الأصليين في إيطاليا بعد الرومانيين والألبان.

ولإيطاليا حالة خاصة للجاليات المغربية، وذلك عقب تعرضهم للهجوم من قبل متطرفين إيطاليا من اليمين المتطرف، أثناء احتفالاتهم عقب مباراة البرتغال، حيث شهدت المدن التي تضم أعدادا كبيرة من المهاجرين المغاربة في جميع أنحاء العالم احتفالات صاخبة من أنصار منتخب "أسود الأطلس"، وأعلنت الشرطة الإيطالية اعتقال 13 ناشطا من اليمين المتطرف بتهمة الاعتداء على مغاربة.

 

ألمانيا وبريطانيا والسويد في الصورة 

ويعد أبرز ثلاث دول من حيث حجم الجالية بعد الدول الأربعة الأولى هم ألمانيا وبريطانيا والسويد بالترتيب على التوالي، حيث يبلغ حجمها في ألمانيا حوالي 180 ألف نسمة، فيما يصل في بريطانيا إلى 70 ألف نسمة، بينما في السويد حوالي 35 ألف نسمة.

وفي عواصم البلدان الثلاثة لم يتغير المشهد كثيرا، عن حال جاليات المغرب الأخري، حيث خرج المغاربة للاحتفال، أغلقوا الشارع  العمومية، ويساعد في وجود التجمعات الكبيرة، حالة الترابط داخل كل جالية من جاليات المغرب، والتواصل والتنسيق بينهما بشكل عام، وفي طريقة الاحتفال ومكانه بشكل خاص.

وحتى البلدان التي تضم عددا ضعيفا من أبناء الجالية المغربية كان لها نصيب في الاحتفال، وخرج هؤلاء للاحتفال تحت الثلوج، وكان هناك لقطات توثق هذه الاحتفالات، سواء بالسجود فرحا على أرض بيضاء مغطاة بالثلج، أو بالتجوال في الشوارع بسيارات مزينة بالأعلام، تصدح بأغان مغربية.