رحل عن عالمنا منذ ساعات قليلة الفنان التشكيلي العالمي حسن الشرق عن عمر ناهز 73 عامًا بعد رحلة عطاء طويلة.
لم يرد حسن الشرق أبدًا أن يستبدل جلبابه بلباس آخر، فقد كان دائمًا ما يعتز به، إذ كان يعبر عن ثقافته وبيئته التي نشأ داخلها، فقد ولد في عام 1949 بقرية زاوية سلطان التابعة لمحافظة المنيا، ورغم رحلاته المستمرة إلا أنه كان يصر على ارتداء الجلباب المصري الذي كان يمثل له رمز لهويته التراثية، حتى في رحلاته التي قطعها للخارج.
تراث حسن الشرق
خلال حديث له قبل رحيله بأقل من عام تحدث حسن الشرق عن زيه الخاص الذي ميزه إذ قال إنه بالرغم من رحلاته ومعارضه التي أقامها في كثير من بلاد العالم المختلفة والتي كانت تتم بحضور كبار الشخصيات والمسؤولين إلا أنه دائما ما كان يحرص على ارتداء الزي الريفي المصري البسيط والجلابية التي استطاع من خلالها جذب زائريين لمعارضه.
تراث صعيدي
وأضاف حسن الشرق أنه لم يفعل ذلك تصنعًا، إذ كان دائما ما يحب أن يعبر عن تراثه المصري بتلك الطريقة، فقد جسد ليال ألف ليلة وليلة المأخوذة من واقع التراث الشعبي، وكذلك السيرة الهلالية، وابن عروس "دائما ما كانت لوحاتي تعكس العادات والتقاليد الخاصة بالتراث الصعيدى كسبوع المولود، والزار، وليلة الحنة وغيرها من الأعمال المختلفة، فقد كنت دائما أود أن أبعث برسالة للجميع مفادها: “أنا مصري وأعتز بتراثي المصري”.
حسن الشرق.. وطرز حسن فتحي المعمارية
ويرى حسن الشرق أن أهم ما ميزه هو أن أعماله دائمًا ما كانت مختلفة “وضعت بصمات خاصة من خلال لوحاتي، وذلك باستخدام ريشة تقليدية، فتلك الأشياء البسيطة هي التي ميزت أعمالي. وبالإضافة إلى ذلك فقد كنت أحلم أن يكون لي متحفا خاص بي “كان حلم يراودني كثيرًا، إلى أن حققته في النهاية، فقد أنشأته على طراز المعماري حسن فتحي، وعلى مساحة 1800 متر، من حسن حظي أن المحافظة وضعت المتحف على الخريطة السياحية”.
حلم حسن الشرق
تأثر حسن الشرق بالحضارة الفرعونية "كنت كأي طفل تبهره الفرعونية لكني نشأت فنانًا، وقد علمت نفسي، وأردت تحقيق حلم، وعكفت لنحو 20 سنة في ممارسة الرسم، لأني لم أرد أن أتخلى أبدًا عن هذا الحلم”.