تمّ الكشف عن أوّل تمثالٍ برونزي بالحجم الكامل للكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف ، يطلّ على ضفّة نهر "ريتشموند أبون تيمز"، حيث أسّست المؤلفة مطبعة "هوغارث" وعاشت لمدّة 10 سنوات.
وكشفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن التمثال البرونزي للكاتبة البريطانية، أنجز نتيجة حملة تبرّعات استمرّت 5 سنوات تّم خلالها جمع 50 ألف جنيه إسترليني، علماً أن التمثال واجه اعتراضات من بعض أعضاء جمعية "ريتشموند"، الذين وجدوا موقعه "غير حسّاس ومتهوّر"، على اعتبار أن الكاتبة ماتت غرقاً في نهر "الأوس".
واختلف السكان المحلّيين على موقع التمثال، وصوّتوا في استشارتين بنسبة 83٪ و 92٪ لصالح المشروع.
تبتسم للمارّة
يصوّر التمثال الكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف وهي تجلس على مقعد في حديقةٍ عامّة، تحمل كتاباً في يدها وتبتسم للمارّة، مشهد يشجع العابرين على التوقّف لالتقاط صورة ذاتية، بحسب شيريل روبسون، الناشرة التي نظّمت حملة جمع التبرعات للتمثال.
وتضيف روبسون: "كنت حريصة على إظهار سعادتها، وتحدّي الصورة النمطية".
فترة إبداعية
عاشت الكاتبة فيرجينيا وولف في ريتشموند بين 1914 و 1924، "وكانت تلك فترة إبداعية للغاية"، بحسب المؤرّخة آن سيبا، إذ أنهت الكاتبة هناك رواية Night and Day، فضلاً عن المقالات والقصص القصيرة مثل حدائق Kew، وعملت في The Common Reader، والسيدة Dalloway.
كتبت وولف في مذكّراتها عام 1924: "لم أشتكِ أبداً من ريتشموند، حتى خيّمت عليّ مثل الجلد المترهل".
أضافت: "كانت لديّ بعض الرؤى الغريبة للغاية في هذه الغرفة أيضاً، وأنا مستلقية على السرير، أتمعّن برؤية ضوء الشمس يرتجف مثل الماء المذهّب على الحائط. لقد سمعت أصوات الموتى هنا. وشعرت من خلال كل ذلك، بسعادة رائعة ".
يُلهم النساء
لوري ديزنغريميل، النحّاتة التي أنجزت تمثال وولف قالت : "هناك عدد قليل جداً من النساء المتمثّلات في أعمال نحتية، وأجد أنه من الرائع أن تكون وولف في المكان الذي يَعبُر فيه الناس كل يوم، إذ ستُلهم وولف الكثير من النساء والفتيات."
أضافت: "نشأت فكرة فيرجينيا وولف جالسة من تمثال جون كول للشاعر باتريك كافانا، الذي يجلس بجانب القناة الكبرى في دبلن، إذ يضع الناس أيديهم على ركبته ويدورون حول كتفيه".
وتأمل ديزنغريميل في أن يصبح تمثال وولف مصقولاً بشكلٍ يمكن أن يتعرّف المتنزّهون على ضفاف النهر على الكاتبة.
واعتبرت المؤلفة لوسي برانش، أن هذا "الارتباط على مستوى العين مهمّ، فالتمثال مصمّم بأسلوب ديزنغريميل وعدد من النحّاتين المعاصرين، الذين يُعدّون من أنصار الأبطال الذين لا يجري رفعهم على قاعدة تمثال، بل يكونون على مستوى النظر".
أيقونة الأدب الحديث
تعتبر فيرجينيا وولف من أيقونات الأدب الحديث في القرن العشرين، ومن أوائل من استخدم تيار الوعي كطريقة للسرد. بدأت الكتابة في عمرٍ مبكر، ونشرت أولى رواياتها The Voyage Out عام 1945.
كتبت رواياتٍ كلاسيكيةً معاصرة مثل Mrs. Dalloway ،To the Lighthouse و Orlando، فضلاً عن أعمالٍ نسوية رائدة مثل A Room of One’s Own و Three Guineas.
عانت فيرجينيا وولف من الاكتئاب الشديد، وانتحرت عام 1941 عن عمر يناهز 59 عاماً.