الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الخيال العلمي" المحور الثالث للمؤتمر الأدبي بإقليم القاهرة الكبرى

صدى البلد

"نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة المؤتمر الأدبي الثاني والعشرين تحت عنوان "الأدب والتقنيات الحديثة" دورة المترجم الراحل أبو بكر يوسف أبو جليل، حيث تواصلت فاعليات اليوم الثاني للمؤتمر والمُنعقد بقصر ثقافة تحيا مصر بحي الأسمرات، بجلسة لطرح المحور البحثي الثالث "أدب الخيال العلمي" أدارها هشام فياض.

 

وخلال الجلسة قدم د. إبراهيم عبدالعليم حنفي، دراسة بعنوان "أدب الخيال العلمي تاريخيا" أوضح فيها أن لـكل عصر مـن العصور التى مر بها الإنسـان كان لـه نسـقه الخاصة ولعـل الطبيعـة وفرضيـة الحياة بأشـكالها، جعلتـا منــه مبدعــا، ومــن هنــا نشــأت الأســطورة التـى كانــت تعــد دينـا فـى البدايـات، ومـا إن عـرف الإنسـان الديـن الحقيقي حتــى عرفــت الأسطورة بالخرافة، كما تطرق للخيال فى العصر الحديث والذي تعــود جذوره إلــى علــم الأساطير، ونجـد بــوادر ظهــور الخيال العلمــي عنــد الكاتــب لوقيــان السميســاطى فــى مؤلفــه قصــص حقيقيــة فـي القـرن الثانـى الميلادي، وكذلـك فـى بعـض حكايـات ألـف ليلـة وليلـة، وحكايـة قاطـع الخيزران فـى الفلكلـور اليابانـى فـى القـرن العاشـر الميلادي، وبعـض كتابـات ابـن النفيـس، كما تحدث عن بروز نوع جديد من الأدب نتيجة تشابك التكنولوجيا والأدب، يسمى بأدب الخيال العلمـى، وتـدور أحـداث هذا الصنـف مـن الأدب حـول الإبداع العلمــى، والابتكار  الجديد، وأحــوال العالــم فــى المستقبل القريب والبعيد، وتعتمــد أحداثــه علــى القواعــد والأسس العلميـة والمنطقية والفلسفية.

أدب الخيال العلمي

 

 

كما تحدث عن روايـة "مـن الأرض إلى القمر" وهي رواية علمية فــى أدب الخيال العلمي والتي طبعــت عــام 1867م وتحققت نظرياتهــا عــام 1969م حين هبـط أول رجل على القمـر، كما تحدث عن الخيال في السير الشعبية، وأدب الخيال العلمي والطفل، وأدب الخيال العلمي والمسرح، وفي الختام أشار إلى إن أدب الخيال العلمــي فــى الوطــن العربــي مــر بأربــع مراحــل، الأولى استكشافية علــى يــد توفيــق الحكيم، الثانيـة تأسيسـية علـى يـد مصطفـى محمـود ونهـاد شـريف، الثالثـة مرحلـة الانتشار علـى يـد نبيـل فـاروق وأحمـد خالـد  توفيق.


وقدم الدكتور صالح معاطي دراسة بعنوان "أدب الخيال العلمى العربي.. نهاد شريف نموذجا" تطرق في بداية الحديث حول تعريف الخيال العلمي، وطرح سؤال هام حول أيهما أسبق.. العلم أم الخيال العلمى؟ حيث أوضح أن كاتـب الخيال العلمي يعاني مـن معضلة كبيـرة، فبينما هو يفكـر بلغـة الرياضيـن بمتواليـة عددية، تقفـز التكنولوجيا والإنجازات العلميـة مبتوالية هندسية، حتى أصبح العلم سابقا للخيال، ومــع ذلك هناك موضوعات كثيرة يمكن لكاتـب الخيال العلمـي أن يكتـب عنهـا بالرغـم مـن أن عجلـة العلـم قـد سـبقته إليها، ثم تطرق للحديث عن الكاتبة نهاد شريف وريادة أدب الخيال العلم، حيث بزغ اسم نهــاد شريف، في عالــم الأدب فصنــع لنفســه طريقا، لـم يكــن أكثــر مــن مــدق حاول البعض السير فيه وعندمـا شـعروا بوعورته وصعوبـة الولـوج إليـه ارتـدوا سـريعا ليسلكوا طريقـا آخـر سـار فيـه غيرهـم، فاللغـة عنـد نهـاد شـريف لغـة حيـة مرنـة تتفاعـل معهـا منـذ السـطر الأول وكأنـه يعطينـا الفكـرة العلميـة فـى حقنـة خفية، كما أن الزمن لديـه هـو احداث ومـن حولـه تـدور الشـخصيات، فالشـخصية عنـده هـى التي تصنـع المكان والمواقف نحـو بـؤرة الأحداث، مهمـا كان هـذا المكان معمل أو سـفينة فضـاء أو خليـة حيـة، ولهـذا تتنـوع شـخوصه بدرجـة كبيـرة ونراهـم كمـا نـرى أنفسـنا ونعرفهـم عــن ظهــر قلــب، لأنها شخصيات مــن لحم ودم.

 

 

الأدب العربي
 

كما قدم د. جمال العسكري، دراسة بعنوان "أدب الخيال العلمي العربي الراهن من منظور النقد الغربي" يشير فيها إلى أنه يظل الخيال مهما تطورت حياة الإنسان هو الوسيلة الأولى في مواجهة العالم من حوله، فبدونه لن يكون للإنسان قدرة على الحياة، ولم يعد أمر القسمة بني الواقع والخيال مقبول في تقسيم قوى الإنسان، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، هو العقل الإنساني، بحيث أصبح من المستحيل تخيل أيهما يحرك الآخر، فالعقل وسيلته الأولى الحلم والخيال، والخيال والحلم منتجات للعقل في الوقت نفسه، وكأنه نوع من التزامن الفعلي، كما أشار إلى أن رحلة الإبداع الأدبي في إطار ما نسميه أدب الخيال العلمي، حيث يتفاعل الأديب المبدع مع المنجز المعرفي والعلمي المتاحان في عصره، وصـولا إلى قدر من تخيل ما سيكون عليه المستقبل، الأمر الذي قد يصل ببعض الأدباء إلى متابعة التخصصات العلمية بصورة قد لاتقل عن المتخصصين في هذا المجال، كما تحدث عن نشأة الخيال العلمي، ثم تطرق لأدب الخيال العلمي في الأدب العربي أولا على مستوى الموضوعات، حيث كان من الطبيعي بعد استقرار هذا النوع من الأدب في خريطة الثقافة العربية، أن يتحرك الكتاب والأدباء العرب في إطار هذا النوع المستجد في الأدب الغربي من حيث الموضوعات التي منها: التنبؤ بالمستقبل وما سيستجد في حياة البشر، ومنها السفر إلى الفضاء والوصول إلى عوالم أخرى، السفر إلى الماضي، الوصول إلى عوالم جديدة متخيلة في كوكب الأرض نفسه سواء على السطح أو في عمق الأرض والمحيطات، عالم الآلة والروبوت والصراع مع أو ضد البشر، التطورات البيولوجية لحياة الإنسان والحيوان على الأرض، وعلى مستوى الشكل، هذا وغالبا ما يتأثر الكتاب العرب ليس مبوضوعات القص فقط وإنما قد يتعدى الأمر إلى التأثر بعناوين القصص، على نحو ما كان من توفيق الحكيم في قصته "الإختراع العجيب" ذلك العنوان الذي اقتبسه الحكيم، ليطوف بنا العسكري في بحثه وصولا إلى النقد الغربي للخيال العلمي العربي.