اختتمت في أبوظبي أمس، أعمال المؤتمر الدولي الفلسفي الأول الذي نظمه مركز الدراسات الفلسفية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بعنوان «الأخلاق والفلسفة»، بعد يومين حافلين بـ 6 جلسات رئيسة، قدمت فيها 38 ورقة بحثية، لمشاركين من 21 جامعة، و5 مراكز وجمعيات حول العالم،. والمشاركون الذين أثروا الجلسات يعدون من نخبة المفكرين والأكاديميين المهتمين بقضايا الفلسفة من داخل الدولة وخارجها. ويأتي المؤتمر النوعي ضمن سلسلة مؤتمرات وندوات الجامعة العلمية التي تهدف إلى بناء القدرات الفكرية والفلسفية.
توصيات مهمة
أصدر المؤتمر عدداً من التوصيات التي من شأنها مقاربة بعض الإشكالات التي تثيرها المسألة الأخلاقية في الواقع الفلسفي الراهن، وتضمنت التوصيات أن تكون مادة الفلسفة والأخلاق من ضمن المناهج الدراسية لما في هذه المادة من عمق معرفي رصين يساهم في تطوير قدرات الطلاب في الفكر والثقافة والنقد المعرفي والتحليل، وتخصيص برامج أكاديمية حول الفلسفة والأخلاق، وأن يكون محور الفلسفة والأخلاق مقرراً في كليات العلوم الإنسانية، إضافة إلى تخصيص منح بحثية حول الفلسفة والأخلاق، وإطلاق ندوات علمية ومحاضرات متخصصة في هذا المجال، بالاشتراك مع الجامعات المرموقة المتخصصة في العلوم الإنسانية.
أوصى بأن يكون المؤتمر العلمي الدولي العام القادم بعنوان «الفلسفة وسيلة للنهوض الاجتماعي والعلمي»، والتأكيد على ضرورة الرجوع إلى تاريخ الفلسفة فلا إبداع من الصفر المعرفي، ولا إنجاز حقيقياً لمن يتقوقع وينعزل عن تاريخ الإبداع، إلى جانب فتح قنوات التواصل البحثي والفكري مع جيل الشباب الشغوف بالتفلسف، والعمل على مد جسور التواصل بينهم وبين العقول الفلسفية الكبرى عربياً وعالمياً. كما تضمنت توصيات المؤتمر إنشاء مرصد لدراسة الأخلاق والمشكلات الأخلاقية المعاصرة في إطار مركز الدراسات الفلسفية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
نجاح كبير
وقال الدكتور خالد اليبهوني الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إن المؤتمر حقق نجاحاً كبيراً في أهدافه ومضامينه العلمية والفكرية والفلسفية، وذلك من خلال المشاركة الواسعة في أعماله من قِبل الخبراء والعلماء والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها.
أشاد بدورهم في إثراء فعالياته ومداولاته بعلمهم وخبرتهم، مشيراً إلى أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر من شأنها تعزيز مجالات البحث والدراسة في قضايا الفلسفة والأخلاق، إلى جانب الاستشراف النقدي في تجديد التواصل بين الفلسفة والدين والأخلاق، وإثراء البحوث البيئية في مجالات العلوم الاجتماعية. ومراجعة مصائر مباحث القيم في الزمن الحاضر، وتعريف المجتمع العلمي الفلسفي بمشاريع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في مجالي الفلسفة والأخلاق.
أكد الدكتور الظاهري، حرص الجامعة على متابعة التوصيات وتنفيذها على أرض الواقع، معرباً عن شكر الجامعة وتقديرها لجميع المشاركين الذين حضروا إلى العاصمة أبوظبي لتقديم عصارة فكرهم وخبرتهم في هذا المجال الحيوي.
3 جلسات و21 ورقة بحثية
وشهد اليوم الثاني للمؤتمر 3 جلسات علمية، قدمت فيها 21 ورقة بحثية، تناولت محاور مهمة في العلاقة بين الأخلاق والفلسفة. وترأس الجلسة الأولى الدكتور محمد الشحي، مدير عام مؤسسة الزبير الثقافية بسلطنة عُمان، وتضمنت الجلسة ورقة بعنوان: الفضيلة بين أرسطو وابن رشد، قدمتها الدكتورة مريم السيد الأستاذ بجامعة السوربون في فرنسا، وجلسة أخرى بعنوان: أخلاق العارف عند ابن سينا، قدمتها الدكتورة سعاد جويني الباحثة في تاريخ الفلسفة القديمة والعربية الوسيطة من تونس.
كما قدم الدكتور عبد العلي معزوز الأستاذ بجامعة الحسن الثاني في المغرب ورقة بعنوان: البعد الجمالي للأخلاق، وقدم الدكتور السعيد لبيب أستاذ الفلسفة في جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ورقة بعنوان: بين الجملة الأخلاقية والجملة المعرفية عند ليوتار، إلى جانب ورقة أخرى بعنوان: الطبيعة البشرية وسؤال الخالق في التنوير البريطاني قدمها الدكتور أحمد القسيلي الأستاذ بجامعة المولى إسماعيل بمكناس. وورقة الوجه الغائي لأخلاقيات الواجب الكانطية، قدمها الدكتور محمد منادي الإدريسي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في فاس.
الجلسة الثانية
ترأس عز العرب لحكيم بناني أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، الجلسة الثانية التي تضمنت ورقة بعنوان: الأبعاد الفلسفية للأخلاقيات التطبيقية، قدمها الدكتور بهاء درويش الأستاذ بجامعة المنيا في مصر، وورقة سؤال الأخلاق والذكاء الاصطناعي قدمها الدكتور حسن الشريف أستاذ الفلسفة المساعد بجامعة طيبة، وورقة الأخلاق وعلم العادات الأخلاقية قدمها الدكتور الشريف بن دوبه أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر، إلى جانب ورقة أخرى بعنوان: الأخلاق عند برجسون، قدمتها الدكتورة عايدة فرحات أستاذة الحضارة الإسلامية بجامعة السوربون في باريس.
وقدمت الدكتورة كارين تيليافيرو أستاذة مشاركة بجامعة ولاية أريزونا الأميركية ورقة بعنوان: البعد الأخلاقي لمفهومي «الدوكسا» و«بادئ الرأي» عند ابن رشد، وورقة عن كتاب الأخلاق لاسبينوزا: قراءة تحليلية نقدية، قدمها الدكتور غيضان السيد علي عبدالمجيد أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة المشارك بكلية الآداب جامعة بني سويف في مصر.
ترأس الجلسة الختامية للمؤتمر الدكتور بناصر البعزاتي أستاذ فلسفة العلوم بجامعة محمد الخامس في الرباط بالمغرب، وتضمنت ورقة بعنوان: المشترك الإنساني وترجمة المفاهيم، قدمها الدكتور محمد محجوب بن بيه أستاذ أصول الفقه والمفاهيم بمركز الموطأ، وورقة مشكلة الوعي لدى الحيوان- دراسة في أخلاقيات البيئة، قدمها الدكتور سعيد علي عبيد أستاذ الفلسفة المشارك في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية. وورقة حاضر الفلسفة ومستقبلها في العالم العربي، قدمها الدكتور فهد سليمان الشقيران باحث ومفكر سعودي ومستشار وعضو هيئة التحرير بمركز المسبار للدراسات والبحوث. وقدم الدكتور شايع الوقيان عضو جمعية الفلسفة بالمملكة العربية السعودية ورقة بعنوان: التأسيس الفينومينولوجي لموضوعية الحكم الأخلاقي، إلى جانب ورقة أخرى بعنوان: حول فلسفة الفينومينولوجيا عند كانط وهيجل وهايدجر وهوسرل وتطبيقها على أبي العلاء المعري، قدمها الدكتور صالح سالم عضو هيئة التدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز. واختتمت الجلسة بورقة للدكتور عبدالراضي محمد رضوان عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة بعنوان: التجديد في تدريس الفلسفة الإسلامية.