EN 
مصر من أوئل الدول النامية التى أدركت الدور الحيوى للتطبيقات السلمية للطاقة الذرية ومع التطور الهائل الذى يحدث الآن، أصبح لا مفر من اللجوء لتلك الاستخدامات فى الزراعة والغذاء والطب، حيث يستخدم الإشعاع فى العالم فى إنتاج المحاصيل وحفظها أيضا، ومصر ليست ببعيدة عن ذلك، فهيئة الطاقة الذرية لها أبحاث عديدة فى كل هذه المجالات، وآخرها طفرات القمح التى أعلنت عنها قبل عدة أشهر وأشياء أخرى نعرفها فى حوارنا مع العالم الجليل الدكتور عمرو الحاج، رئيس هيئة الطاقة الذرية، فإلى نص الحوار..
أعلنتم عن طفرات من القمح تسطيع أن تجلعنا نحقق الاكتفاء الذاتى.. فما آخر التطورات فى هذا الموضوع؟
بعد الإعلان عن نجاح تجاربنا حول الحصول على طفرات قمح لها مميزات هائلة خاصة بزيادة إنتاج الفدان، كما أن لها القدرة على تحمل نقص المياه وغيرها من المميزات، قامت الأجهزة الرقابية بالتواصل معنا بتكليف من رئاسة الجمهورية، وتقريبا يتم التواصل بينا كل شهر أو شهر ونصف الشهر.
ثم التقيت وزير الزراعة وشرحت له موضوع طفرات القمح وأننا سجلنا قبل ذلك طفرات لمنتجات بنفس التكنولوجيا، وذلك بعد سوء الفهم الذى حدث بسبب خروج أحد أساتذة الزراعة على قناة “الجزيرة” مشككا فى التكنولوجيا المتبعة فى إنتاج الطفرات وأنها نوع من أنواع الهندسة الوراثية، وقال: “هل يرضى المصريون أن ياكلوا قمحا مهندسا وراثيا؟”، وهذاعار تماما عن الصحة.
وما نتيجة اللقاء مع وزارة الزراعة؟
اتفقنا على عمل برتوكول بين هيئة الطاقة الذرية وبين وزارة الزراعة وجارٍ تجهيزه.
وقمنا فى شهر سبتمبربتسليم منتجنا من القمح لوزارة الزراعة و40 ألف جنيه رسوم التجربة لتسجيل طفرات القمح، واتفقنا على عمل لجنة مشتركة عند زراعة القمح لمتابعة التجربة مع وزارة الزراعة من بداية الزراعة وحتى الحصاد، وهذه اللجنة أيضا تضم ممثلا من محافظ الوادى الجديد، حيث طالب محافظ الوادى بزرع هذه الطفرات فى أرض المحافظة، ولكنى شرحت له أن هذه الطفرات لا أستطيع أن أعطيها له وهذه مسئولية وزارة الزراعة بعد تأكدها من نجاح التجربة والسماح بترخيص المنتج، وبالتالى الموافقة على زراعته، وقد تفهم المحافظ مشكورا هذا الأمر.
اشرح لنا خطوات التجربة؟
فى البداية ستقوم وزارة الزراعة بزراعة هذه الطفرات، حيث إن هيئة الطاقة الذرية أنتجت 37 نوعا من هذه الطفرات للتأكد من جودتها ومن كل المواصفات التى ذكرناها من تحمل بعض الطفرات الزراعية مع وجود نقص فى المياه، كما يتخطى معدل الزيادة 33% عن الأصناف المصرية المزروعة حالياً، كما تتميز الطفرات المستنبطة بأنها مبكرة في إنتاجها، حيث تستغرق فقط مدة ١٤٠ يوما من بدء الزراعة حتى الحصاد، كما أنها ذات صفات حبوب ممتازة تحتوي على نسبة تصافٍ عالية.
وعند تأكد وزارة الزراعة من نجاح تجاربنا لأنها الجهة المنوطة بذلك وليس نحن لأن عملنا فى الهيئة البحث؛ سيتم زراعة الطفرات فى أماكن مختلفة من أرض مصر لاختيار أين تتم زراعة كل طفرة فى الأرض المناسبة لها تماما، حيث تختلف كل تربة عن الأخرى.
هل اتفقتم على وقت محدد لنهاية التجربة وتعميم زراعة الطفرات فى مصر؟
لا أستطيع أن أحدد وقتا معينا، فهذه تجارب تحتاج لوقتها، ولكن من الطبيعى أن قانون وزارة الزراعة حدد مدة التجربة 3 سنوات، ولكن هل يكتفون بسنة واحدة من التجربة أم يكملون الثلاث سنوات، فهذا شيء لا أستطيع الجزم به.
ولكن متى يمكن زراعة هذه الطفرات؟
بعد موافقة وزراة الزراعة تتم عملية الإكثار لزيادة عدد الحبوب، بحيث يكون عندنا محصول 100 فدان قبل البدء بعملية الزراعة.
هل اكتفينا بهذه الطفرات أم هناك تجارب أخرى؟
البحث لا ينتهى، فهذا صميم عملنا فى هيئة الطاقة الذرية، وعندنا مجموعة بحثية أخرى تعمل على إنتاج طفرات أخرى من القمح، وأتمنى أن يكون عندنا طفرة لزراعتها فى الساحل (الأرض المالحة).
والهيئة تمتلك مكانا فى الفيوم ورأس سدر، ونحن نستغل أرض رأس سدر لإجراء تجارب على محاصيل أخرى تناسب الأرض المالحة.
هل تجرون تجارب على محاصيل أخرى؟
بالتأكيد، فمهمتنا البحث دائما، فنحن نعمل أيضا على إنتاج طفرات لمحاصيل استراتيجة أخرى، ولكن من المبكر الإعلان عنها الآن، فأنا حذر جدا فى الإعلان عن شيء إلا بعد التأكد تماما من نجاح تجاربنا كما فعلنا مع محصول القمح.
عندما كنا فى زيارة لأرض إنشاص شاهدنا تجارب على التين الشوكى.. ما هذه التجارب؟
نحن نقوم بتجارب على التين الشوكى لإنتاجه بدون شوك، وهذا غير النوع الذى نأكله، حيث إن بذور التين يستخلص منه خامات دوائية هامة، وهناك تجارب على محاصيل أخرى.
هذا الشهر يكون مر 25 سنة على إنشاء مفاعل إنشاص.. هل هناك احتفال؟
سننظم مؤتمرا بمناسبة العيد الفضى لمفاعل إنشاص البحثى الثانى، وسيتم الإعلان عن أشياء جديدة فى وقتها.
وما آخر تطورات إنتاج النظائر المشعة؟
نحن نعمل على زيادة كمية النظائر المشعة من اليود والمولبيديوم، لكى نغطى السوق المحلية ثم نقوم بعملية التصدير.
وبعد مبادرة رئيس الجمهورية “ابدأ”، فالأسبوع القادم، هناك شركة كبيرة من القطاع الخاص تواصلت مع الهيئة لأخذ الفرصة وتنفذ معنا مشروعا لإنشاء مصنع مشترك قد يكون للتعقيم أو نقل النظائر لمحافظات بعيدة، ولكن لم يتم تحديد نوع الشراكة بعد.
هل هناك مساهمات أخرى فى المجال الطبى؟
جارٍ ترخيص مصنع بوزارة الصحة لعلاج الحروق بالأنسجة المشيمية داخل هيئة الطاقة الذرية، وهذا نتاج طويلة تمتد لسنوات لاستخدام الأنسجة يشمل استخدام النسیج الأمينوسي الآدمي (المشيمة الطبيعية بعد الولادة) بهدف إنتاج نسيج طبي يھدف إلى علاج حالات الحروق والقرح الجلدیة المستعصیة، ومن ثم تم تطویر منتج عبارة عن ضمادة جراحیة سھلة الاستخدام ومعقمة، وقد أثبت المنتج فاعلیات عدیدة في علاج الأمراض الجلدية المستعصیة بشكل سریع المفعول دون أي أعراض جانبیة أو مخاطر بیولوجیة أو طبية على صحة المرضى.
هل هناك مساعٍ لفتح وحدة علاج الأورام التى توقفت؟
استوفينا معظم متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحصول على جهاز علاج الأورام لعلاج معظم حالات أمراض السرطان لعلاج المواطنين كافة، وسيكون بوحدة علاج الأورام الملحقة بهيئة الطاقة الذرية، وستكون الخدمة متاحة للجميع وليس موظفى الهيئة فقط وستكون خدمية شعبوية وليست ربحية.
وماذا عن مصنع إنتاج اليورانيوم؟
هناك محاولات للانتهاء من إنشاء مصنع منتجات اليورانيوم، فنحن نعمل على قدم وساق مع الأخذ فى الاعتبار حالة الركود العالمى وانتشار فيروس كورونا، فهناك قرارات اقتصادية خاصة بالاعتمادات وخروج الخامات من الموانئ لها دور فى عدم تحديد وقت معين للإعلان عن الانتهاء من إنشاء مصنع اليورانيوم.
ما مصير التفاوض مع شركة على إصلاح المفاعل الأول؟
هناك تواصل مع هيئات دولية، فنحن لا نتواصل مع شركات لتشغيل المفاعل الأول فى دول كالمجر وكازاخستان، ولكن لم يتم التوصل لاتفاق حتى الآن.
هل هناك محاولات لإنشاء مفاعل ثالث؟
لا.
