لا يزال الحديث عن أولياء الله ونسبهم إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يثير الجدل عبر مواقع السوشيال ميديا، وكذلك بين العلماء أنفسهم ما بين مؤيد ومعارض، ومن أولياء الله الصالحين السيد البدوي، ثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، الذي شكِّك البعض فى نسبه، وآخرين ادعوا كذبا أنه مجرد خرافة أو أسطورة انتشرت بين السذج والبسطاء، وهو ما استدعى تدخل دار الإفتاء لتضع الأمور في نصابها.
نسب الإمام السيد أحمد البدوي
قالت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكترونى: "السيد أحمد البدوى الحسينى رضى الله عنه، إمام قطبٌ عارفٌ وليّ، ووارثٌ نبوى ربانيّ، ونسيبٌ علوى هاشميّ، ومقرئٌ فقيهٌ، وهو من كبار أولياء الأمة المحمدية، ووارث محمدى بلغ الغاية فى الفتوة والأخلاق الندية، وأنه فى الأمة كلمة إجماع، وبين الأئمة إمام بلا نزاع، قد جمع بين الحقيقة والشريعة، وضم إلى العلم الكسبى العلمَ الوهبي".
وأضافت: "كان فى العلم بحرًا لا يُدرَك له قرار؛ كما شهد بذلك العلماء الأخيار، وتواترت عنه الكرامات والمواهب اللدنية، وأثرت عنه الأخلاق الكريمة والشمائل المرضية".
سليل آل البيت عليهم السلام
وتابعت دار الإفتاء المصرية: "وقد لقى الأئمة العارفين، وأخذ عن كبار أولياء الله الصالحين، وأرسى طريقته على الكتاب والسنة النبوية، والتزام الواجبات الشرعية، والمداومة على النوافل المرعية، وبناها على الصدق والصفاء، وحسن الوفاء، وتحمل الأذى، وحفظ العهود، وأقامها على الشهامة والكرم والأخلاق الندية؛ من إطعام الطعام فى كل حين، والإحسان للمساكين، ورعاية الأيتام والمحتاجين، وإكرام الوافدين.
واستكملت: فأما كونُه سليلَ آل البيت عليهم السلام، فهو مما اتفقت عليه كلمة المؤرخين والعلماء الأعلام، وأطبق على صحته عدولُ الأمة، وأثباتُ المؤرخين والأئمة، وتواردت به شهادة الأشراف فى مصره، وتواتر نسبه الشريف عند علماء النسب فى عصره وبعد عصره، فالتشكيك فى ذلك من الكبائر التى حرَّمَتْها الشريعَة، وذمَّت مِن مرتكبها صنيعَه.
أحد أركان الولاية
وأما الشهادة بإمامته وولايته: أطبق على ولايته وإمامته وعلمه علماءوأما الشهادة بإمامته وولايته: أطبق على ولايته وإمامته وعلمه علماء الأمة ومؤرخوها منذ انتقاله رضى الله عنه إلى الآن، بل أصبحت محبتُه وزيارتُه عند العلماء أمارةً على الصلاح والخيرية، واستمرت شواهدُ محبتِه وبواعثُ زيارتِه وسلاسلُ طريقتِه ساريةً فى الأمة منذ ظهوره إلى يوم الناس هذا من غير نكيرٍ ممن يعتد به من عارف أو عالم أو مؤرخ؛ حتى سمَّى الخاصة والعامة أولادهم باسمه ولقبه؛ تيمنًا وتبركًا، وأجمع أئمة الأزهر الشريف وشيوخُه إمامًا إمامًا على ولايته ومودته ومحبته، واتفق أولياء الأمة وعارفوها على إمامته، ومن ورائهم علماء المسلمين وأئمتهم وفقهاؤهم ومفتوهم فى الشام والعراق والحجاز وسائر أقطار الأرض، ولا يُعرَف فى الأمة كلها عالم أو عارف أو ولى أو مؤرخ ذكَرَه إلا بصلاحه وشرفه وولايته، فهو: "أحد أركان الولاية الذين اجتمعت الأمة على اعتقادهم ومحبتهم"؛ كما يقول العلامة القاضى يوسف النبهاني، فالشهادة بولايته وإمامته شهادةٌ بالحق، وتصديقٌ لأهل الصدق؛ امتثالًا لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِى الْأَرْضِ"، الأمة ومؤرخوها منذ انتقاله رضى الله عنه إلى الآن، بل أصبحت محبتُه وزيارتُه عند العلماء أمارةً على الصلاح والخيرية، واستمرت شواهدُ محبتِه وبواعثُ زيارتِه وسلاسلُ طريقتِه ساريةً فى الأمة منذ ظهوره إلى يوم الناس هذا من غير نكيرٍ ممن يعتد به من عارف أو عالم أو مؤرخ؛ حتى سمَّى الخاصة والعامة أولادهم باسمه ولقبه؛ تيمنًا وتبركًا، وأجمع أئمة الأزهر الشريف وشيوخُه على ولايته ومودته ومحبته.
واتفق أولياء الأمة وعارفوها على إمامته، ومن ورائهم علماء المسلمين وأئمتهم وفقهاؤهم ومفتوهم فى الشام والعراق والحجاز وسائر أقطار الأرض، ولا يُعرَف فى الأمة كلها عالم أو عارف أو ولى أو مؤرخ ذكَرَه إلا بصلاحه وشرفه وولايته، فهو: "أحد أركان الولاية الذين اجتمعت الأمة على اعتقادهم ومحبتهم"؛ كما يقول العلامة القاضى يوسف النبهاني، فالشهادة بولايته وإمامته شهادةٌ بالحق، وتصديقٌ لأهل الصدق؛ امتثالًا لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِى الْأَرْضِ".
الرد على اتهام البدوي بالجاسوسية
واختتمت دار الإفتاء المصرية: "أما الطعنُ فى ولايته رضى الله عنه أو اتهامُه بالجاسوسية أو التشكيكُ فى كونه من الأشراف رغم معرفة ما ترجمه به العلماء والمؤرخون عبر القرون بالسيادة والولاية والعلم والإمامة من غير خلاف: فكلها مسالك خاليةٌ عن الإنصاف، موغلة فى الاعتساف، وخروجها عن المنهج العلمى غير خافٍ؛ لأن ذلك يستلزم اتهامَ أولياء الأمة وعلمائها ومؤرخيها وحكامها قاطبةً بالجهل والغفلة أو التزوير والكذب أو التواطؤ والخيانة! مع ما فى ذلك من إفقاد المسلمين الثقةَ فى تاريخِهم، وتراثِ مؤرخيهم وعلمائهم؛ فإن الأمة متفقة على ولايته وشرفه، ولم يطعن فيه رضى الله عنه إلّا نابتةٌ نبتت منذ عقود -والله أعلم بالقُصود- جامعةً بين المتناقضات فيما تحوكه مِن الاتهامات، مدَّعيةً تارةً أنه لم يكن يصلي، وتارةً أنه كان جاسوسًا شيعيًّا، وثالثةً أنه كان باطنيًّا إسماعيليًّا، ورابعةً أنه حديثُ خُرافة! متجاوزةً بطعنها هذا كل تراث الأمة وتاريخها لكل مؤرخيها وعلمائها، مناديةً لأهلها على جهلها، مِن غير وازعٍ ولا رادِعٍ مِن دينٍ أو أدبٍ أو إنصافٍ، ولا حلمَ ولا علمَ!"
لا يفوتك