على أنغام الأغنية الشعبية "خالي كل ورث أمي" دارت جريمة بشعة، راح ضحيتها شاب بمنطقة الحويتي بسوهاج، قبل أيام من زفافة، بسبب مطالبته بأرض ملك والدته بالوادي الجديد، يضع أخواله يدهم عليها، فما كان منهم إلا الانقضاض عليه بالشوم ليلفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى الجامعي.
الخال لم يُعد والدا
شهدت منطقة الحويتي، بمحافظة سوهاج، جريمة بشعة راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر يدعى محمد مصطفى، أثناء استعداده لزفافة.
انهى محمد تجهيزات ليلة زفافه، وسط أصدقائه وجيرانه، وبدأت استعدادات الزفاف على قدم وساق، وتحدث محمد مع اخواله في استرداد أرض والدته، دون أن يدري ان طلبه سيكون أخر ما يطالب به في دنياه، حيث اضمر له اخواله الشر، وبيتوا النية على التخلص منه ليلة زفافه.
جزاء المعروف
بدموع ساخنة على فلذة كبدها، وقفت والدة محمد تبكي بحرقة، مسترجعة لحظات الغدر من أشقائها، بإبنها ليلة زفافه.
قالت الأم: "اخواتي قتلوا ابني بعد اللي عملناه ليهم أنا وزوجي، قدمنا لهم المعروف ليردوه بالغدر، وفرنا لهم السكن وفرص عمل، ومساعدة في زواجهم، وكان أبنائهم ينادوني ب ماما".
بداية وضع يد القتلة على أرض شقيقتهم
اشترى والد محمد قطعة أرض بالوادي الجديد، من والد زوجته منذ ما يقرب من 25 عاما، جزء منها سكني والآخر زراعي، وكتبها باسم زوجته، بسبب ظروفه الصحية.
وطلب أشقاء زوجته - أخوال القتيل - من شقيقتهم تحرير توكيل لهم بإدارتها، وتسديد ريع الأرض لها، ووافقت والدة المجني عليه لمساعدة اشقائها بسبب ظروفهم الصعبة، ليزداد طمعهم وحصلوا عنوة على محل ملك والد المجني عليه، إلى أن فوجئت ببيعهم الأرض منذ 8 أشهر.
طالبت والدة المجني عليه اشقائها بالأرض أو ثمنها، فأكدوا أنهم لن يسددوا سوى ما دفعه زوجها منذ 25 عاما، وهددوها بقتلها وزوجها وابنائها حال إبلاغ السلطات.
العريس كان ينتظر كي قميص الزفاف
بانهيار تام تحدث والد العريس للقنوات والصحف قائلا: محمد كان جالسا على المقهى، في انتظار كي قميص وبنطلون بدلة زفافه، وفوجئ بأخواله ينهالون عليه ضربا بالشوم، وسحله أحدهم على الأرض في محاولة لتعريته أمام المارة.
وأضاف: شجاعة شباب المنطقة من أصدقاء ابني في التصدي لهم، دفعتهم ليلوذوا بالفرار.
وتابع ببكاء: محمد أنهى تجهيزات الفرح والشقة، وحجز الكوافير لخطيبته، مشددا على أن والدة العريس وخطيبته لن ترتدين الأسود قبل القصاص من القتلة بالعدالة الناجزة.
18 يوما في الرعاية المركزة
فور تعرض محمد للضرب، تم نقله إلى مستشفى سوهاج الجامعي، مصابا بنزيف حاد في المخ، وتم وضعه بغرفة الرعاية المركزة.
ظل المجني عليه بالمستشفى طوال 18 يوما، حتى أبلغ الأطباء ذويه بالتجهيز لجنازته، بعد أن توقفت أجهزة جسده الحيوية عن العمل.
تحرك فوري لأجهزة الأمن
تلقى اللواء محمد عبد المنعم شرباش، مدير أمن سوهاج، اخطارا من مأمور قسم شرطة أول سوهاج، يفيد بوصول الشاب المذكور، إلى مستشفى سوهاج الجامعي، مصابًا بنزيف حاد في المخ، وبسؤال والدته اتهمت أشقاءها بالتعدي عليه بسبب خلافات مالية.
وكشفت التحريات عن ان المجني عليه محمد مصطفى الشيمي، 23 سنة، تعرض للضرب بالشوم من قبل 3 من اخواله، أثناء جلوسه على المقهى، وتم إلقاء القبض على احدهم، وجار ضبط الاخرين، لتحويلهم للنيابة العامة لبدء التحقيقات.
لا يفوتك